اللوبي اليهودي يستنفر ضد مثلث هاغل- كيري - برينان
الخميس, 17-يناير-2013
الميثاق إنفو -
بعد أيام قليلة وتحديداً في أعقاب الاحتفال رسمياً بتنصيب الرئيس باراك أوباما سيبدأ الكونغرس الأمريكي جلسات استماع للنظر في ترشيحات الرئيس لمثلث الخارجية والدفاع ورئاسة وكالة الاستخبارات “سي أي إيه”، وهي الترشيحات التي هاجمها مقدماً ومن دون استثناء تحالف اليمين المسيحي الصهيوني واللوبي “الإسرائيلي”، وإن تنوعت الحجج، إلا أن السبب الرئيس بالنسبة لهؤلاء كان خشية تأثير تلك الخيارات في مصالح “إسرائيل”، هكذا ومن دون مواربة، لدرجة اتهام أعضاء بالكونغرس وزملاء سابقين للمرشحين للدفاع السيناتور الجمهوري السابق تشاك هاغل وللخارجية السيناتور الديمقراطي الحالي جون كيري، نظراً لمواقف سابقة لهما معادية للكيان .
بدأت أبواق الدعاية الإعلاميه المحسوبة على اللوبي “الإسرائيلي” تطنطن بالفعل ضد ترشيح جون برينان لمنصب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية واصفة إياه ب”المستعرب” مستعيدة وصفاً اندثر منذ أكثر من عقدين حين بدأ الاستغناء في الخارجية الأمريكية عن الدبلوماسيين التقليديين الذين كان يتم إعدادهم لسنوات طويلة بتسليحهم بتعلم اللغة العربية والخبرة في سياسات العالم العربي، وذلك إثر تولي من أطلق عليهم وصف خبراء الشرق الأوسط مثل مارتن اندك ودينيس روس وغيرهم ممن تم إعدادهم في أروقة اللوبي “الإسرائيلي” . فما الذي يخيف اللوبي “الإسرائيلي” واليهودي الأمريكي إلى هذه الدرجة من ترشيحات أوباما تلك؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تقودنا إلى تقرير لمجلس الأطلنطيك وهو أحد مراكز صنع القرار والذي يعتبر مرشح أوباما للدفاع تشاك هاغل أحد أعمدته . التقرير صدر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي كنصائح لأوباما ورؤية للاستراتيجية الأفضل لأمريكا للعالم خلال ال 17 عاماً المقبلة، والتقرير الذي يبدو أن أوباما اطلع عليه وحمل عنوان “رؤية لاستراتيجية أمريكا لعالم ما بعد الغرب 2030” والمخيف هنا بالنسبة للوبي “الإسرائيلي” كان توقع التقرير بفشل حكم الملالي في إيران قريباً جداً واحتمالات انتفاضة الشعب الإيراني كدول الربيع العربي، ومن ثم نصحوا بأن تعيد واشنطن النظر إلى إيران والشعب الإيراني تحديداً كشريك طبيعي محتمل للولايات المتحدة، ذلك لأن الحكومة الإيرانية ستتخلى عن الأيديولوجية المتطرفة وستستقر بحلول العام 2030 .
من الواضح أن هناك قلقاً وحالة استنفار ملموسة في أروقة هذا التيار وذلك لأسباب عدة، أولها الخشية من انتقام أوباما من غطرسة نتنياهو الذي جاء إلى الولايات المتحدة في نهاية فترة الحملة الانتخابية الرئاسية بين أوباما ومنافسه الجمهوري اليميني ميت رومني حين قام رئيس وزراء الكيان وبشكل علني مخاطباً الناخب الأمريكي داعياً إياه لمؤازرة رومني في سابقة وصفت بالوقحة، فأوباما الذي سيكون مطلق اليدين في فترة رئاسته الثانية لا يخشى ضربات مضادة من اللوبي لإعادة انتخابه وصعوبة استهدافه بفضيحة كتلك التي استهدفت كلينتون في فترة حكمه الثانية، كما سيحاول بهذه الخيارات التركيز على الصالح الوطني الأمريكي بشكل مستقل عن اللوبي، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط الكبير وفي إفريقيا، وهي ملفات كانت محتكرة لسنوات طويلة وتحديداً عقب حقبة جيمس بيكر وزير الخارجية الأمريكي القوي . من الواضح أيضاً أن اللوبي بات يخشى توجهات أوباما نحو تفعيل الدبلوماسية الناعمة في قضيتين هما عملية السلام وملف إيران النووي بمساعدة وزير خارجية مثل كيري الذي ينبئ بظهور بيكر آخر، فهو يعتقد في تساوي كل من “إسرائيل” والفلسطينيين في حصة اللوم على استمرار الصراع، وبمساعدة وزير دفاع كهاغل معارض للعمل العسكري ضد إيران، بل ويؤمن باستخدام الدبلوماسية مع طهران لاستعادتها إلى الحظيرة الأمريكية، ناهيك عن رغبة اللوبي في الاستمرار في ضغط بات تقليدياً لاستبعاد من يجرؤ على انتقاد “إسرائيل” أو يرفض لما تريده، ليكون عبرة لغيره .
الانقلاب على ترشح كيري
على عكس رود الفعل الأولى لترشيح جون كيري لتولي الخارجية، لاسيما داخل مجلس الشيوخ المنوط به تمرير ترشيحات أوباما للحقائب الوزارية بعد معركة استباقية نجحت فيها زعامات بالكونغرس بقيادة السيناتور الجمهوري المخضرم جون ماكين في استبعاد الترشيح الأول لمندوبة أمريكا بالأمم المتحدة سوزان رايس لتولي المنصب نفسه، أما بشأن اختيار كيري، فإن اللوبي “الإسرائيلي” بدأ قبل يومين في الهجوم على ترشيحه لتولي حقيبة الخارجية، فاتهموه بمساندة وتصعيد وترشيح أول عضو مسلم بالكونغرس وهو كيث أليسون، بل والذهاب معه في رحلة إلى الشرق الأوسط تضمنت غزة كانت دعت إليها اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز (ADC)، إضافة إلى تجاهله قرار زعامة الحزب الجمهوري بإزالة القدس من دستور الحزب خلال مؤتمره القومي الصيف الماضي وخطابه أمام المؤتمر نفسه الذي حجم فيه رومني ومساعديه المحافظين ونتنياهو أيضاً، وذهب اللوبي “الإسرائيلي” اليهودي إلى إعادة نشر مجموعة رسائل كانت “ويكيليكس” قد سربتها منذ فترة وهي تعكس ما وصفوه بأفكار كيري عن عملية السلام . ومنها كيف كان كيري مصدوماً من هجوم “إسرائيل” على غزة في 2008-،2009 وكيف دعا للمصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية ودعوته ل”إسرائيل” لإعادة مرتفعات الجولان لسوريا كجزء من عملية السلام . المدهش أن نفس هؤلاء الذين بدأوا حملة الانتقادات تلك ضد كيري هم أنفسهم من سبق وروجوا لموقف كيري المساند ل”إسرائيل” خلال حملته لانتخابات الرئاسة لعام 2004 . وببحثنا في سجلات إشادتهم تلك وجدنا تصريحات لقيادات اللوبي “الإسرائيلي” واليهودي بالولايات المتحدة كيف أن كيري صاحب سجل نضالي دفاعاً عن أمن “إسرائيل”، وكيف أنه خلال 19 عاماً أمضاها في الكونغرس كان في طليعة المصوتين لمصلحة “إسرائيل” وكان مدافعاً عن عمليات “إسرائيل” ضد حماس والجهاد الإسلامي في غزة عام ،2002 كما قام باقتراح مشروع قرار بدعم دفاعات “إسرائيل” العسكرية، وكان مؤيداً لانسحاب شارون الأحادي، وكيف أن كيري كان يعتبر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات زعيماً فاشلاً وانه شريك غير مناسب لصنع سلام، بل وأيد عزله الكامل وطالب بإحلال قيادة فلسطينية جديدة ترفض العنف وتحارب الإرهاب .
فكيف بعد تاريخ الثناء هذا من قبل اللوبي اليهودي على كيري ينقلبون عليه الآن؟ الإجابة عن هذا السؤال تتضح من خلال مقالات وتعليقات المحسوبين على هذا اللوبي على مدى الأيام القليلة الماضية فقد قالوها صراحة إن ترشيح كيري كوزير للخارجية سيكون كارثة ل”إسرائيل” ولليمين اليهودي ونصحوا بعدم التركيز في الهجوم على تولي تشاك هاغل حقيبة الدفاع، لأن الأخير تاريخه معروف في الإدلاء بتصريحات نحو “إسرائيل” وصفوها بالغبية، وأنه يقدم نفسه كسياسي مستقل، في حين أن كيري هو الأخطر لأنه يمثل مشكلة أكبر ل”إسرائيل” كونه مرشحاً للخارجية التي لها دور أكبر في صنع القرار الأمريكي وحيث سيكون له التأثير الأكبر، واللاعب الأساسي في السياسة الخارجية الأمريكية، وبالتالي فاللوبي “الإسرائيلي” يخشى بقوة أن يكون كيري استنساخاً جديداً لجيمس بيكر الصلد، ذلك أن كيري يؤمن بأن المستوطنات “الإسرائيلية” هي المشكلة، إذ يشبه كلامه الذي يكرر فيه كالبغبغاء - حسب وصف أحد المعلقين المحسوبين على اللوبي “الإسرائيلي” - كلام عباس وفياض، ناهيك عن قيام كيري أثناء حضوره ندوة في معهد بروكينغز البحثي في العام 2009 بالتعبير عن اعتقاده بأن القدس تعتبر أحد الملفات الأساسية في أي مفاوضات سلام . كما قام في مناسبات أخرى بالتعبير عن معارضته لبقاء المستعمرات الاستيطانية في محيط القدس، وأن البؤر الاستيطانية “الإسرائيلية” في الضفة هي سبب العنف في الأراضي المحتلة . وبالتالي فوجود شخص مثل كيري في الخارجية علامة على اعتزام ادارة أوباما تدشين جهود جديدة للضغط على “إسرائيل” لإعادة أراضي للسلطة الفلسطينية والإنكار العلني لسياسة “إسرائيل” تجاه القدس، والتفاوض مع حماس والقبول بدولة فلسطينية معادية ل”إسرائيل” .
كان إصرار الرئيس الأمريكي على ترشيح السيناتور الجمهوري الأسبق تشاك هاغل حتى بعد موجة هجوم شديدة على هذا الأخير من قبل اللوبي اليهودي واليمين المحافظ، بل وأثار ترشيحه أيضاً لوبي صناعة السلاح لمخاوفهم من مواقف هاغل المشجعة لخفض الإنفاق العسكري ولمواقفه المستقلة والتي كانت محسوبة دوماً لصالح المصلحة الوطنية الأمريكية من دون سواها . فخلال عضويته في مجلس الشيوخ رفض الموافقة على قرار كان اللوبي وراءها لمصلحة “إسرائيل” ومتعلق بفرض المزيد من العقوبات على إيران، وفي إحدى المرات وصفه اللوبي اليهودي بأنه “يخيف الكثير من الناس”، ما تسبب في أن يصفه أنصار الكيان الصهيوني بأنه “كاره إسرائيل”، ووصل الأمر بأحد زملاء هاغل في الكونغرس وهو النائب اليوت إنجل اليهودي المعروف بولائه للكيان للقول “إن هاغل لديه مشاعر سرية معادية وعداء شبه دائم ل”إسرائيل” وربما حتى لليهود” . وهاغل الجمهوري المحسوب على مؤسسة النظام الأمريكي الوطنية معروف باستقلاليته لدرجة الوقوف مرات عدة ضد سياسات ادارة الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش، وصوّت ضدها قائلاً جملته الشهيرة إنه حين أقسم اليمين الدستورية فإنه كان للوطن وليس لحزبه أو لرئيسه . فضلاً عن انتقاداته للحرب الأمريكية في العراق، ورفضه إرسال المزيد من القوات إلى هناك . كما انتقد أيضاً في يوليو/تموز 2006 إدارة بوش بسبب طريقة تعاملها مع الحرب “الإسرائيلية” على لبنان . إضافة إلى تصريحات أخرى لهيغل تظهر ليس معارضته لعمل عسكري ضد إيران فقط، بل فرض عقوبات عليها إيضا، وكيف أن هاغل يؤمن بالدبلوماسية في التعاطي مع طهران وصوّت ضد اعتبار “الحرس الثوري” الإيراني منظمة إرهابية، معلناً دعمه لأسلوب احتواء إيران النووية .
جون برينان أوين مرشح الرئيس أوباما لتولي رئاسة “السي أي إيه” وحالياً يشغل منصب كبير مستشاري مكافحة الإرهاب في البيت الابيض، ورسمياً لقبه نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب ومساعد الرئيس وقد شن اللوبي “الإسرائيلي” حملة ضد ترشح برينان الذي عمل في وكالة الاستخبارات لمدة 25 عاماً، وتركزت الحملة على اتهامه بأنه مستعرب نظراً لتاريخه في العمل في محطات “ال”سي إيه” بالعالم العربي لاسيما السعودية، والتي كان مديراً لمحطتها هناك، فانتقدوا تصريحات برينان الذي يجيد العربية وذلك خلال مشاركته في مؤتمر دعا إليه المركز الإسلامي الأمريكي وعقد بكلية الحقوق بجامعة نيويورك قبل فترة قال فيها إنه زار فلسطين - هذا على أساس رفض اللوبي “الإسرائيلي” لشيء يسمى فلسطين - كما انتقدوا شهادات شفهية له اشاد فيها بالدين الإسلامي، وتصريحات أخرى له في محاضرات أمام تجمعات أمريكية عن سماحة الدين الإسلامي صاغ خلالها الأعذار للعرب والمسلمين .
كانت هذه اتهامات اللوبي لهذا الرجل المحسوب أيضاً على الجبهة الوطنية الأمريكية، ويلاحظ هنا عدم الهجوم عليه باستخدام أسباب أخرى استخدمها حقوقيون أمريكيون ضده بسبب تأييده لعمليات الاستجواب باستخدام التعذيب من قبل وكالة المخابرات المركزية خلال فترة حكم الرئيس جورج بوش، وهو الأمر الذي أدى إلى سحب أوباما لاسم برينان كمرشحه لشغل منصب مدير ال”سي آي إيه” في إدارة أوباما الأولى وعيّنه نائباً لمستشار الأمن القومي، ساعتها كخيار لا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ .
من الواضح أن موافقة مجلس الشيوخ على ترشيحات أوباما لهذا الثالوث لن تكون سهلة، بل من المتوقع أن تتطور لمعركة تكون بمثابة باكورة المواجهات بين إدارة أوباما والكونغرس، ولكن مع ذلك يمكننا القول إن فرص فوز الرئيس أوباما بما يريد تظل هي الأرجح، لاسيما أن تمرير ترشيحاته سيكون عبر مجلس شيوخ يحظي فيه حزب الرئيس بالأغلبية وإن كانت غير مطلقة، وبالتالي علينا أيضاً أن نتوقع أداء مختلفاً في السياسة الأمريكية الخارجية والعسكرية والاستخباراتية . صحيح أن الأهداف الأمريكية لن تختلف عن أهداف صيغت حتى خلال حقبة بوش الابن، لكن الأسلوب سيختلف، فالنسر الأمريكي لن يحيد عن تطلعاته أو خططه، فقط سيرتدي معطف الحمائم وهو ينفذها، مستعيناً بأضلاع رأس الحربة التي اختارها أوباما في فترة حكمه الثانية والأخيرة وأعني كيري - هاغل - برينان .
جون كيري
* جون كيري فوربس (ولد في 11 ديسمبر/كانون الأول 1943) في كلورادو، كاثوليكي لأم من عائلة فوربس الثرية، ولأب محام يعمل بالخدمة الخاصة الأمريكية في الخارج، وأرسلته الأسرة إلى مدارس داخلية شهيرة في الولايات المتحدة وأوروبا، وتكفلت خالة له بمصاريف دراسته بمدرسة داخلية باهظة التكاليف .
تخرج في جامعة ييل عام ،1966 حيث تخصص في العلوم السياسية ودرس القانون في كلية الحقوق بجامعة بوسطن، ليبدأ العمل السياسي بعد عودته من الخدمة في فيتنام بثلاث ميدليات شرف، لكنه انقلب ضد الحرب لاحقاً وانضم إلى حركة المحاربين القدامى ضد الحرب في فيتنام، وشغل منصب المتحدث باسمها بوصفها أكثر المعارضين لحرب فيتنام . ثم بدأ العمل بالسياسة متأثراً بالرئيس الأمريكي جون كيندي الذي كان تعرف إليه عائلياً في وقت سابق، حين كان كيري على علاقة صداقه بأخت جاكلين كينيدي قبل ذهابه للحرب . تزوج مرتين الأولى في أول السبعينات من جوليا ثورن وأنجبت منه بنتين، لكنهما انفصلا في الثمانينات، ثم تزوج في العام 1997 من زوجته الثانية وهي أرملة السيناتور جون هاينز عن ولاية بنسلفانيا تريزا هاينز المترجمة السابقة بالأمم المتحدة والمليارديرة صاحبة شركات الكاتشب الشهيرة . وقد فاز كيري بعضوية مجلس الشيوخ عضو مجلس الشيوخ من ولاية ماساشوستس، في منصبه في عام ،1985 بعد أن عمل طويلاً كنائب عام ثم كنائب لمحاكم ولاية مساشوستس، وفاز كيري على التوالي منذ العام 85 وحتى الآن بمقعد السيناتور عن الولاية ليصبح حالياً سابع أقدم الأعضاء بمجلس الشيوخ، وكان قد خسر سباق الرئاسة في انتخابات عام 2004 كمرشح رئاسي للحزب أمام الرئيس جورج دبليو بوش . وعرف كيري بمواقفه واستجواباته حتى لو كانت ضد حزبه الديمقراطي .
تشاك هاغل
* تشارلز تيموثي “تشاك” هاغل ولد في 4 أكتوبر/تشرين الأول 1946 لوالدين من أصول المانية وبولندية . تخرج في معهد براون للإذاعة والتلفزيون ثم حصل على بكالوريوس في التاريخ من جامعة نبراسكا في أوماها في عام ،1971 وخدم في الجيش وحارب في فيتنام في فرق المقاتلين المشاة، وعندما عاد محملاً بميداليات الشرف من هناك انضم إلى حركة المناهضين للحرب وعمل مذيعاً ومضيفاً في برنامج حواري في أوماها من 1969 حتى ،1971 ثم عمل في وظائف حكومية، حتى قرر ترك العمل الحكومي فأسس شركة هواتف محمولة وأصبح مليونيراً وحقق ثروة كبيرة في سنوات معدودة، حيث برزت مهاراته الإدارية في قطاع الأعمال، لاسيما في تسويق آلات التصويت الإلكتروني وقطاعات نظم المعلومات، حيث كان المدير التنفيذي لشركات كبري كما شغل منصب رئيس مجموعة مكارثي، والرئيس التنفيذي لمعلومات سيستمز الأمريكية، وانتخب لأول مرة لمجلس الشيوخ في عام 1996 . وأعيد انتخابه في عام ،2002 وتقاعد في عام 2008 .
هاغل يشغل حالياً عدة مناصب ومنها أستاذ في كلية ادموند وولش للخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون، ورئيساً لمجلس الأطلسي وهو أحد مراكز صنع القرار المهمة، وهو أيضاً عضو المجلس الاستشاري الرئاسي للاستخبارات الذي يتبع مباشرة ويترأسه الرئيس الأمريكي، ناهيك عن عضويته في عدد من مجالس الإدارة لشركات كبرى بما في ذلك “شركة شيفرون” . معروف بوطنيته المتناهية واستقلاليته، مصالح أمريكا لديه خطوط حمر لا يحركه أمامها حتى اللوبي “الإسرائيلي” بكل نفوذه .
المستعرب جون برينان
* جون برينان أوين (ولد في 22 سبتمبر/أيلول 1955) في نيو جيرسي لأبوين مهاجرين من ايرلندا، درس في جامعة فوردهام، يروي عن قصة التحاقه ب”السي أي إيه” أنه قرأ إعلاناً بفتح باب الوظائف في الوكالة في “النيويورك تايمز” بينما كان بالحافلة العامة في طريقه لجامعته، فقرر أن يتقدم للوظيفة .
وهناك بوكالة الاستخبارات تم تدريبه ليكون جاسوساً، وكان من ضمن التدريب إرساله في بعثه في الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتعلم العربية والدراسات الشرق أوسطية .
ولاحقاً حصل برينان على ماجستير في الآداب بالتركيز على دراسات الشرق الأوسط من جامعة تكساس في أوستن في عام 1980 . وقد تدرج برينان في العمل الاستخباراتي لمدة تجاوز الربع قرن مع وكالة المخابرات المركزية، فتخصص في مشكلات تحليل الشرق الأدنى وجنوب آسيا، وعمل رئيساً لمحطة “السي أي إيه” في السعودية، ومديراً لمركز مكافحة الإرهاب الوطني .
وبعد أن ترك الخدمة الحكومية في عام ،2005 أصبح الرئيس التنفيذي لمؤسسة التحليل والأعمال التجارية للاستشارات الأمنية، وشغل منصب رئيس تحالف المخابرات والأمن القومي، وحاليا هو كبير مستشاري مكافحة الإرهاب للرئيس الأمريكي باراك أوباما،
ونائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، ومساعد الرئيس، ومسؤولياته تشمل الإشراف على خطط حماية
البلاد من الإرهاب والتصدي للكوارث الطبيعية، ويلتقي مع الرئيس يومياً .
*. نقلاً عن صحيفة الخليج الاماراتية.
|