ندوة..الحوار والتسامح السياسي والتنمية فلسفة الرئيس صالح لبناء اليمن
الأحد, 26-أكتوبر-2008
الميثاق إنفو - قال الدكتور أحمد عبيد بن دغر الأمين العام المساعد لقطاع الفكر والإعلام والثقافة بالمؤتمر الشعبي العام إن الوحدة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وقبلها الحركة التعاونية ارتبطت بالرئيس على عبدالله صالح الذي حقق نتائج وانجازات تاريخية لليمن .
وأضاف :يسجل للرئيس على عبد الله صالح جهدا مميزا بخبرته في الحوار مع الأخوة في جنوب الوطن-قبيل اعادة تحقيق الوحدة- والوصول إلى نتائج لم يكن في اعتقادي الوصول إليها".
مضيفاً :" هناك وجدت لحظة تاريخية في حياة اليمن هي التي سمحت بتحقيق وحدة اليمن ، هذه اللحظة هي موضوعية ولكن وجدت قيادة حكيمة لتلتقطها آنذاك وهذه القيادة تجسدت بالرئيس صالح و أصبح بالإمكان الحديث عن وحدة يمنية وصار التقدم نحو الوحدة اليمنية بخطى ثابتة وبوعي مستنير ومتسامح ".
وأضاف الدكتور أحمد عبيد بن دغر في حديثه في ندوة فكرية وثقافية حول كتاب "قائد ووطن – 3 عقود من التحديات " تنظمها دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر بالتعاون مع هيئة الكتاب :" إذا أردنا ان نتحدث عن الوحدة فلابد أن نتحدث عن الديمقراطية والوحدة هي الانجاز الأعظم للرئيس على عبد الله صالح وهي توأم الديمقراطية ، ولم يكن التقدم نحو الوحدة بالنسبة للرئيس على عبد الله صالح - في تقديري الشخصي - دون شرط الديمقراطية وحينها تفهمت ذلك كل القوى السياسية واستوعبتها في برامجها فيما بعد ، وعندما أصبحت التعديدية السياسية والتعدية الحزبية واقعا نظراً للقرار والقناعة السياسية لدى الرئيس صالح والمشاركين في صنع الوحدة في ذلك الوقت ثم لدى كل القوى السياسة فيما بعد.
وأشار الأمين العام المساعد للمؤتمر إلى أن الرئيس على عبد الله صالح في خطابه عام 1978 حدد أولويات الدفاع الثورة وحمايتها وتحقيق تنمية اقتصادية وبرزت أولوية التقدم نحو الديمقراطية والرجل كان واقعيا في ذلك الوقت ولم يكن لديه طموح كبير كما يتصور البعض فقد كان يعرف بدقة واقع اليمن في ذلك الوقت ولذلك كان يتقدم بالديمقراطية خطوة خطوة إلى الأمام .
وقال بن دغر :" الشطر الشمالي من الوطن تجسدت فيه الديمقراطية بشكل ما بالحركة التعاونية التي اختلفت عن الحركة في الشطر الجنوبي حيث استقت الأخيرة بعض مفاهيمها من الحركة التعاونية العالمية وكانت التجربة في الشطر الشمالي –سابقاً -من صنع اليمن وأصحاب السياسية والذين سهروا على هذه السياسية .
وأضاف :" كان الرئيس على عبد الله صالح واحداً ممن رعوا هذه الحركة وبنبوغه تميزت الحركة التعاونية دون غيرها من تجارب العالم كافة التي اتجهت نحو الإنتاج والحركة فيما اتجهت تعاونيات المحافظات الشمالية نحو التنمية الشاملة والرئيس صالح كان مدركا للواقع ، ورعى المؤتمرات الديمقراطية فيها لتنمو وتتحقق وفي وقت لاحق تقدمت لتصنع انتخابات مجلس الشورى ولا يتأتى ذلك دون المرور بتجربة الحركة التعاونية وبالتالي فلهذه التجربة قائد وهو على عبد الله صالح وفلسفته الديمقراطية " .
وتابع بالقول :" عندما بدأ الحوار ينضج بين الأطراف في الشمال والجنوب وكان هناك افكارمتعددة وتطورت التعددية السياسية إلى التعددية الحزبية وكان هناك خوف من ظهور أشكال جديدة وتراكمات جديدة تضفي تعقيدات جديدة فوق التعقيدات الحاصلة التي هي من صنع الواقع ولكن التجربة أثبتت أن اليمن كان يتقدم بحالتين بما يحصل من تغيرات ضرورية في الواقع الاجتماعي والتغيرات على مستوى الوعي والفكر والقيادة السياسية.
متابعاً :" كانت هذه التغيرات عميقة خاصة بعد تحقيق الوحدة في عام 1990م إلى الدرجة التي نستطيع أن نميز فيها مرحلة مهمة بدأت من 1990م مرحلة بناء الدولة اليمنية المعاصرة وملامح الدولة اليمنية الحديثة والمعاصرة وحتماً فان قائد هذه المرحلة هو على عبد الله صالح وزملاءه في هذه المرحلة وانا اعتقد أن جميع القوى السياسية ساهمت بصناعة تجربة فريدة ستكون حافزا للتفكير مجددا حول الوحدة العربية" .
وأوضح القيادي المؤتمري:" انه في عام 93م جرت أول انتخابات ديمقراطية في اليمن وحضرت مناقشة قانون الانتخابات وكانت هناك قضايا ملحة ولازلنا نناقش هذه القضايا ومنها هل نصنع قانون يحقق انتخابات فريدة أم نفكر بطريقة مختلفة وكانت القائمة النسبية مطروحة وكان الواقع يقول إن اليمن لا تحتمل بصراحة أن ننقل تجارب أخرى ونضعها ونحاول تسويقها بواقع يتسم بالتخلف والتعقيد الاجتماعي .
لافتاً إلى أن الجزء الأعظم من الناس كانوا يتفهمون جيدا أن الديمقراطية هي المخرج الوحيد من التناقضات الاجتماعية والمخرج الوحيد لبناء دولة يمنية حديثة ومتطورة ومزدهرة وكان الرئيس على عبد الله صالح في ذلك الوقت كما اذكر تماما على اطلاع على جميع المحادثات ويسهل كثيراً من هذه الأمور وتغيرت لجنة الانتخابات واتفق الجميع على أن الدائرة الفردية هي الأنسب .
وأكد الدكتور احمد عبيد بن دغر أن الممارسة الديمقراطية تطورت بفضل رعاية الرئيس صالح وجرت انتخابات 97م، معتبراً أن الديمقراطية ليست مفهوم عام وإنما هي جملة من القواعد والإجراءات وأتصور أن الإجراءات التي اتخذت في اليمن بالنسبة للديمقراطية تعززت في 1997، 2003، 2006 وهي تجارب تقوم على المشاركة الشعبية والتنافس .
وقال :" هناك تساؤلات حول لماذا تنتصر كثيرا الديمقراطيات في البلدان المتقدمة وكذلك البلدان المتخلفة وليست قاعدة عامة وانتصرت الديمقراطية منها الهند في عام 1945م وتقدمت واليمن أخذتها في عام 1990 برعاية الرئيس على عبد الله صالح أخذت الديمقراطية وهي تتقدم بهذا المسار واعتقد أن هناك مراحل هامة ومشاركة شعبية متاحة وحزبية متاحة ومشاركة ديمقراطية متاحة وحدث في عام 2006 إجراءات لم تكن متاحة من قبل وهذا يعني أن العملية تتقدم بثبات وهناك رعاية للديمقراطية وهذه الرعاية لها خلفية فكرية وسياسية وفلسفيه وفكرية يقودها صاحب القرار الأول وهو الرئيس على عبد الله صالح ".
* تلازم البناء التنموي و تطوير النهج الديمقراطي
من جهته أشاد حسن اللوزي وزير الإعلام بكتاب(قائد ووطن – 13عاما من الانجازات ) مؤكداً انه احتوى صوراً فوتوغرافية توضح بجلاء حقائق الإنجازات والانتصارات العظيمة التي حققها الشعب اليمني من أجل تجسيد أهداف الثورة الستة السامية .
وأضاف اللوزي :" يتجلى أمامنا ناصعاً الدور القيادي للقائد الرمز الرئيس علي عبدالله صالح الذي عمل من أو ل يوم تولى فيه مسئولة الحكم والرئاسة وقيادة مسيرة الثورة من أجل إعادة الثورة لمسارها الصحيح وأن يشعل جذوتها الأبية وعنفوانها العصي عن الذبول ورد الاعتبار للمناضلين والثوار من قادة الثور اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر دون استثناء لأحد وليضعهم في المكانة المرقومة التي تليق بأدوارهم النضالية العظيمة.
وقال : انه جعل من أهداف الثورة الستة والإيمان بها القوة المحركة لاقتداره القيادي كأهداف يتعين عليه إنجازها ومواصلة تحقيقها انطلاقاً من وضع كامل اللبنات العلمية في بناء حكم الشعب نفسه بنفسه، والدخول في خضم الممارسة الديمقراطية بصورة متدرجة ، وكما هي واضحة في الهدف الأول والرابع من أهداف الثور، وتطوير منهج الالتزام بالممارسة الديمقراطية والتوجه نحو الاحتكام لإرادة الشعب ورأيه عبر صناديق الاقتراع .
مشيراً إلى التطورات المتسارعة في مجال الديمقراطية اليمنية والمتمثلة بانتخاب رئيس الجمهورية و سلطة تشريعية منتخبة من الشعب مباشرة وقد أقتضى ذلك العمل جدية ووعي قانوني وتشريعي من أجل تطوير النصوص الدستورية نحو الأفضل ونحو تعزيز مبدأ حكم الشعب نفسه بنفسه.
وقال اللوزي :" تلازم البناء التنموي مع الحرص على تطوير النهج الديمقراطي بالجهود المشتركة التي كانت تبذل من قبل قيادتي الشطرين من أجل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وبفضل ذلك نمت الممارسة الديمقراطية في اليمن نمواً طبيعياً وإن كان بطيئاً قبل الثاني والعشرين من مايو المجيد".
وأوضح أن بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها كان من أهم الأهداف التي عمل على التعجيل بانجازها برغم ما أحاط بذلك من ظروف صعبة واعتراضات خارجية ومخاطر جمة، الأمر الذي نجد معه بأن الكتاب الذي بين يدينا مكننا أن نشاهد ونعرض اليوم ما تحقق لقواتنا المسلحة ولقوات الأمن، ومن مكاسب وإنجازات تجعلها في مصاف المؤسسات العسكرية والأمنية الفتية والنامية، والقادرة على تحمل مسئولياتها كاملة في حماية البلاد وحراسة الثورة اليمنية ومكاسبها العظيمة وفي مقدمتها الوحدة والشرعية الدستورية والحرية والديمقراطية والسيادة الوطنية.
وأضاف وزير الإعلام :" توازيا مع الجهد الأكبر الذي تم تكريسه في ميادين التنمية الشاملة لرفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وهو الهدف الثالث من أهداف الثورة اليمنية المباركة بداية من خلال البحث الجاد من أجل الاعتماد على الذات واستخراج خيرات الأرض والثروات الكامنة فيها واستثمار كل الثروات الطبيعية والنفطية لصالح الشعب ورفع مستواه اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وسياسيا .
فكان بفضل الرئيس صالح وسياسته العقلانية الحكيمة اكتشاف النفط وتسخير مردوداته في تحقيق أهداف ومشاريع الخطط الإنمائية باعتبارها أيضاً الإنجازات التي حققها الرئيس علي عبدالله صالح تركيزاً وسهراً على بناء الإنسان وتشييد مؤسسات إعداده وتعلميه وتثقيفه ليكون قادراً على تحمل المسئولية في كل المواقع والمجالات .
وقال :" إذا كان التطور التاريخي في ظل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والوضع التشطيري الشاذ والمصطنع قد افترض أو حمل في طياته اكتمال تجسيد الهدف الثالث في إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف .
وأكد أن الوحدة مكنت أبناء اليمن من الوثوب إلى خلاصة عطاء التجربة البشرية المتمثلة في التعددية السياسية والحزبية والإيمان بالتداول السلمي للسلطة الحقيقية التي لم تكن لتتحقق كما تجلت لولا العمل القيادي الدءوب من أجل تذليل الصعوبات أمام لجان الوحدة حتى أخذت تعطي ثمارها واحدة إثر الأخرى بداية من اللجنة الدستورية وانتهاء بلجنة التنظيم السياسي التي أنجزت أعمالها عشية المخاض الخلاق لبزوغ فجر دولة الوحدة اليمنية المباركة والتي ابتدأ معها فخامة علي عبدالله صالح تاريخاً مترابطاً مع الإنجازات .
وقال اللوزي :" كان إنجاز نصر الوحدة لبنة هامة وجوهرية في اتجاه تحقيق الالتزام بمبدأ الديمقراطية المتكاملة في أ رقى صورها الحضارية كنسيج عصري واحد ليعكس توجه الرئيس علي عبدالله صالح في المزيد من تكريس الشرعية الدستورية حيث اقترن وتلاحم إنجاز نصر الوحدة اليمنية بتحصينها بقيام التعددية السياسية والحزبية والالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة وقد ترابط بكل ذلك الالتزام باحترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم، واستثمار دور بلادنا وعلاقاتها الثنائية والإقليمية وعلاقاتها بالمنظمات الإقليمية والدولية في الإطار النابع من طموحات الأمة العربية – الجامعة العربية وبالدول قاطبة
واعتبر أن النهج القيادي للرئيس علي عبدالله صالح هو نهج متكامل يقوم على إدراكه العميق لارتباط خدمة إنجازات تحقيق الأهداف في مجالاتها المتعددة ببعضها البعض، وفي الاتجاه المصيري والحضاري الواحد وأنها كلها تصب في خدمة مقصد واحد هو رعاية وتحقيق المصلحة العليا للشعب وهي في ذلك كله إنما تسير على ألأساس الذي قامت الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر من أجلها، كما هو واضح وجلي في حقيقة المصلحة التي تحفل بها منجزات وانتصارات القيادة الفذة للرئيس علي عبدالله صالح .
وأضاف وزير الإعلام :" في ظل قيادته الحكيمة توضحت بجلاء عقيدة اليمن السياسية الداخلية والخارجية وبقيت دوماً معلنة وغير قابلة للمواقف التكتيكية وإنما سياسة مبدئية ثابتة متطورة الحركة والفعالية على الصعيد العربي والإقليمي والإسلامي والدولي.
معتبراً أن ذلك أدى إلى تنامي علاقات اليمن مع كافة الأقطار والدول ومثلت السياسة الخارجية اليمنية عنصراً هاماً من عناصر قوة الوطن اليمني الواحد وصار لليمن دورها في خدمة كافة قضايا الأمة العربية والقضايا الإنسانية العادلة وخدمة أهداف البناء الوطني الشامل لأنها تقوم على الحرص الشديد والإيمان الراسخ بخيار التعاون وتوسيع قاعدة التعاون والسير بها إلى غاياتها في بناء شراكة حقيقية في تحصين الحاضر وبناء المستقبل وصيانة المصير المشترك باعتباره حاجة حضارية ماسة صارت تعبر عنها جملة المواقف والأعمال والنشاطات التي تلتزم بها وتعمل من أجلها الجمهورية اليمنية ،حيث أن رئيس الجمهورية أدرك المعادلة الصعبة والعلاقة الوطيدة بين البناء الداخلي وتطوير وتعزيز العلاقات الخارجية من وقت مبكر.
وأكد وزير الإعلام أن كتاب ( قائد ووطن) بحد ذاته موسوعة تاريخية موجزة عن حقبة تطويره من المسيرة الوطنية اليمنية والنضال الحقيقي الواضح والعنيد من أجل أن تبقى الحياة اليمنية في ظل الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية، ناضبة بالقوة، وزاخرة بكل ألوان العطاء والبذل والتضحية في كل الحقول والميادين في معركة التعبير الشمال والتطوير لكل مناحي الحياة في اليمن الجديد وتقدماً نحو مستقبل أفضل.
* الحوار.. أبرز معالم شخصية الرئيس الصالح
رئيس مجلس إدارة وكالة الإنباء اليمنية سبأ نصر طه مصطفى تحدث عن سمة الحوار عند الرئيس على عبد الله صالح وقال :" عندما نتحدث عن الحوار في شخصية الرئيس على عبد الله صالح فإننا نتحدث عن مكون أساسي من مكونات شخصيته التي يكاد يكون الحوار هو احد ابرز معالمها الأساسية" .
وأضاف :" قبل عام 1978 كان لغياب الحوار دوراً مباشراً في ترسيخ ثقافة العنف فعندما وصل الرئيس إلى السلطة فقد كانت مناطق في الشطر الشمالي تشتعل باحداث موت كبيرة ، ورؤية الرئيس للحوار تشكلت بحكم فطرته النقية وذكائه وخبرته، فالرجل شارك في كثير من الأحداث منها حرب الدفاع عن الجمهورية ومعارك حصار صنعاء وتدرج في مناصب تولاها في القوات المسلحة وخلال هذه الفترة اقتدى بقيادات كانت في سدة الحكم .
وأشار إلى أن الرئيس صالح خلال الأعوام من 74- 78 كان يتأمل الأحداث التي شهدتها البلاد والثغرات لإنهاء حالة التوتر وتكونت لديه رؤية لمخاطر وسلبيات غياب ثقافة الحوار ولذا عندما تم انتخاب الرئيس صالح في 1978 أصبح الحوار موضوع أساسي وشاغل كبير بالنسبة له " .
وتابع حديثه بالقول :" منذ انتخاب الرئيس في 78م كانت الأوضاع مع إخواننا في الشطر الجنوبي-سابقاً- في غاية التوتر بسبب اغتيال الرئيس السابق احمد الغشمي وهذا الأمر قاد الشطرين إلى مواجهات لا مفر منها وكانت المدخل لحوار عميق انتهى بقيام الجمهورية اليمنية عام 1990".
وقال نقيب الصحفيين اليمنيين :" اعتقد أن الرئيس صالح بنى منهجية الحوار لديه على ثلاث قضايا لم يفرط بها فالحوار عنده لا يعني التفريط بالثوابت طول فترة حكمه التي اتسمت بالحوار منذ وصوله الحكم حتى هذه اللحظة والنقطة الثانية تتمثل بتغليب المصالح الوطنية العليا على أي مصلحة أخرى سواء الحزبية أو الشخصية ، والثالثة يتمتع الرئيس على عبد الله صالح بمرونة ولا يزال ما يجعله يسعى لتقديم أي تنازل إذا هذا التنازل في مصلحة وطنية تنعكس إيجابا على جميع أبناء الشعب اليمني ".
وأشار إلى انه مع انتهاء حرب 79م دخل الرئيس بحوار مع الجبهة الوطنية الديمقراطية التي كانت تحمل السلاح في المناطق الوسطى ضد النظام وجرى حوار كبير في ذروة المواجهات العسكرية ولم ينقطع وبشكل مباشر مع الجبهة أو عبر وساطات مع قيادات الشطر الجنوبي في حينه ".
وقال نصر طه مصطفى :" تشكلت بعد ذلك لجنة الحوار الوطني عام 1980 وهي أول بداية فعليه منظمه لعملية الحوار التي استمرت حتى هذه اللحظة وانبثق منها مشروع الميثاق الوطني الذي كان رؤية فكرية وسياسية ناتجة عن الحوار معمقة لإدارة شئون الحكم في الشطر الشمالي من الوطن ".
وأشار إلى الحوار مع قيادات الحزب الاشتراكي طول عقد الثمانينات حول تحقيق الوحدة وتطوراً منطقيا وطبيعياً توج بيوم 22 مايو 1990م وشهدت الفترة ارتفاع وتيرة الحوار وأزمات يتم تداركها بالحوار وتصاعد بشكل كبير وبرزت براعة وحنكة الرئيس على عبد الله صالح وبعد نظره في الشهور الستة التي أعقبت الثلاثين من نوفمبر 1989 ويجد اعتراضات سياسية وهناك من عارض لأسباب عقائدية وسياسية واثبت بنظره وحكمته انه نجح في تقديم موعد إعلان الوحدة إلى 22/5/1990م بدلاً من نوفمبر 1990م ".
وتابع حديثه بان الحوار كان و لا يزال سمة للرئيس صالح وتتضح في تعامله الواقعي مع الأحزاب السياسية قبل الوحدة رغم أن الحزبية كانت محظورة ولكنه أدرك أنها واقع لا يمكن تجنبه وأدار حوارات بشكل رائع ومن ضمن النتائج تحت السطح العودة الحياة الدستورية 1988 بانتخابات مجلس الشورى".
وأشار إلى أن مرحلة ما بعد حرب 1994م دارت حوارات حتى هذه اللحظة وفي أي ظرف سياسي بما فيها الانتخابات ولازال الحوار سارياً حتى هذه اللحظة ".
واعتبر نصر طه مصطفى أن الحوار الذي أوصل اليمن إلى بر الأمان تتمثل في موضوع الحدود مع المملكة العربية السعودية وهنا فإن الحوار أكد كفاءة وحكمه الرئيس صالح التي سخرت الحوار لخدمة المصلحة الوطنية العليا لليمن .
* الرئيس صالح.... كان مهتماً بأوضاع الشطر الجنوبي من الوطن
من جانبه قال الكاتب والمؤلف اليمني راشد محمد ثابت انه تعرف على الرئيس على عبد الله صالح في وقت مبكر قبل أن يكون رئيسا وتكرر اللقاء به وهو قائد لواء تعز خلال تكليفه بمهام وطنية عديدة إلى الشطر الشمالي سابقا .
وأضاف ثابت :" كنت أتنبأ لهذا الرجل بمستقبل غير ظاهر ولم استطع تحديده حينها وكنت اشعر أن يتمتع بصفات وميزات فريدة حيث كان يغطي دور القائد في محافظة تعز بكل حنكه ودراية ويتضح من حديثه انه إنسان بسيط وطموح وتتضح على وجهه قدر كبير من الإيمان بالثورة والجمهورية وكان يتابع أخبار وتطورات الشطر الجنوبي من الوطن وباهتمام ويناقشها بتفاعل كبير ".
وقال القيادي في الحزب الاشتراكي سابقاً :" عندما برز الرئيس على عبد الله صالح في الشطر الشمالي كانت القيادة في الشطر الجنوبي حذرة منه ومتوجسة وجيشت ضده واستنفرت الحملات الإعلامية واعتبرت ان وجوده على سدة الحكم في الشمال يمثل أزمة طويلة بين الشطرين ولكن تغيرت نظرتنا فيما بعد لهذا القائد ".
ويضيف :" برزت صفاته بأنه على استعداد لان يتعاطى برؤيته مع القيادة في الشطر الجنوبي وكان اللقاء الأول في الكويت ، معتبراً أن التاريخ الإسلامي والعربي يعترف بدور الفرد والقائم عليه شئنا أم أبينا والفرد له دور أساسي في عملية التطور والبناء وهو ما تجسد بهذا القائد ".
وقال له مواقف متميزة وهو رئيس الشطر الشمالي من الوطن فعندما اختلفنا مع وفد الشطر الشمالي في الجامعة العربية وأردنا أن نصفي حساباتنا على حساب الشعب اليمني ولكن الوقائع جعلتنا نفكر بمخرج فاتصلنا بقيادتنا في الشطر الجنوبي والتي اتصلت بالرئيس صالح وبدوره وجه وفده بالابتعاد عن الخلافات والتوصل معنا إلى صيغة واحدة تم قراءتها في الجامعة العربية باسم اليمن بعد مبادرة الرئيس صالح لحسم الموقف وتجنبنا المشاكل والخلافات وهنا قالوا في الجامعة هكذا تتضح الحكمة اليمانية ".
وقال :" وتتضح هذه الصفات القيادية بموقف أخر في القصر الجمهوري عندما تم الاختلاف على بنود معينة قبل الوحدة وبالأخص عام 1988م، حيث اختلف الطرفين على مصطلح التعددية السياسية والتعددية الحزبية وذلك بين قيادات من داخل الجنوب والشمال فلجأنا إلى الرئيس صالح فقال " ضيف عندك يا راشد التعددية الحزبية" واحتل الخلاف ".
وأشار راشد محمد ثابت إلى أن هذه الوقائع بعض من وقائع كثيرة أكدت أن الرئيس على عبدالله صالح يريد مصلحة اليمن قبل أي طرف وهي صفات أهلته لتسلم قيادة اليمن الموحد.
* ثلاثة عقود.. مسيرة تاريخ وأمة ووطن
من جهته قال رئيس الهيئة العامة للكتاب فارس السقاف أن كتاب "قائد ووطن" ليس تزلفاً ولا ترفاً بل حاجة للاقتداء وحصاد لثلاثة عقود من العطاء في ظل عقود من التحديات ومسيرة تاريخ وأمة وارض ".
وأضاف السقاف :"لا يمكن للمشتغلين بتاريخ اليمن المعاصر أن لا يهتم بتاريخ الرئيس على عبد الله صالح باني اليمن الحديث وصانع الديمقراطية والحرية ".
وقال :" لا غرابة أن نجتمع في معرض صنعاء للكتاب لنناقش هذا الكتاب فالرئيس صالح هو راعي الثقافة وصاحب فضل على الكتاب ومؤسس معارض الكتاب الأولى وراعيها لتصل إلى ما وصلت إليه في الوقت الحالي حيث احتل معرض صنعاء 25 المرتبة الثانية بعد معرض القاهرة وهذه برعاية الرئيس واهتمامه وتوجيهاته بإقامة هذه المحافل المعرفية والثقافية " .
وأضاف السقاف :" الرئيس صالح سيتوج ذلك بمشروع ثقافي ضخم يتمثل بالمكتبة الوطنية الكبرى وما تحمله من أقسام وقطاعات متشعبة ومعرفة وتنوير وثقافة ".
وقال :" إن الرئيس على عبد الله صالح أحد الزعماء التاريخيين فهو الذي حقق الوحدة والديمقراطية وارتضى بهما وزاد قدره بين الرؤساء والزعامات بهذه الانجازات التي واكبتها عملية تنمية شاملة معتبراً أن التاريخ يقارن بما قبله وليس بما بعده ، فيكف كان تاريخ اليمن قبل على عبد الله صالح إنها دعوة للاعتبار " .
* اليمن لم يجد مكاناً للتسامح السياسي إلا في عهد الرئيس الصالح
وفي ورقة عمل قدمها أحمد عبد الله الصوفي حول "التسامح السياسي في التغيير التاريخي " تطرق فيها إلى النظر بعمق وإنصاف لثلاثة عقود مضت من حكم الرئيس على عبد الله صالح لن يتكلم عن أسطورة غير معروفة تتمثل بـ"التسامح " مؤكداً أن اليمن لم يجد منذ انهيار حضارته مكانا للتسامح السياسي إلا خلال هذه العقود ".
وقال إن التسامح السياسي هو احتمال الأفكار والاتجاهات والعقائد والقيم التي بغض وبهذا التعريف نجد تجسيدا كثيفا له في تجربة 30 عاما من قيادة الرئيس على عبد الله صالح الذي جاء في لحظة تاريخية دقيقة وحرجة فرضت عليه الوقائع السياسية وعناصر المشهد التاريخي وحاجات البناء المستقبلي ابتكار مبدأ التسامح كعامل مهم وأحيانا رئيس في إستراتيجية دولة ومجتمع يتسمان بالتعقيد والفوضى وينزلقان نحو توترات سياسية واجتماعية وعقائدية أهم سماتها التاريخية صراع الإيديولوجيات وتنافس القوى وإضعاف الدولة وتمزيق الوجدان العام وارتهان سياسي للخارج .
وأكد أن مفهوم التسامح في أداءه التاريخي يتجسد في أن جميع خصوم المشروع السياسي أحياء وجميع فرقاء التاريخ وجدوا في محيطه مساحة للوجود والفعل وانه موضع جماع الخصومة السياسية ".
وأضاف أن التسامح قيمة سياسية وثقافة مدنية وحقيقة وطنية يرعاها الرئيس على عبد الله صالح وان التسامح لديه عنصر ضروري لبناء مشروع الوطن ووسيلة لحشد القوى للتأهب لتحديات ظلت تبرز في مسيرته ".
وتطرق الصوفي إلى أجواء الموت والفوضى والدماء والخوف والقلوب محطمه والإرادات تتزاحم لتعيق حركة التاريخ عن التقدم ولم يكن أمام الرئيس صالح تراث وتجربة يتعلم منها وبالتالي اتخذ التسامح كعنصر ومهارة وليس غرور القوة والغطرسة وصار التسامح لديه مفهوم أخلاقي وفلسفي دون بغض وكراهية للحاكم التي تصبح تطرف سياسي .
مؤكدا ن التسامح السياسي لعب دور في تدعيم ثقة الشعب ووسع قاعدة الحوار بين القوى والتيارات السياسية التي جعلت من الرئيس صالح قاسمها الوطني المشترك واكسبته حب العقول والقلوب .
وأشار إلى أن الرئيس واجه بخيار التسامح الإيديولوجيات الهائجة والطموحات الطائشة وتصدى للتيارات والأفكار الكاذبة التي قسمت المجتمع وأوهنت العزائم .
* الرئيس صالح من طينة الشعب
من جانبه اعتبر سمير اليوسفي رئيس مجلس إدارة رئيس تحرير مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر كتاب "قائد ووطن من الكتب المهمة التي تحسب لقيادة التوجيه المعنوي بجانب موسوعة الغناء اليمني "
وتطرق اليوسفي إلى السمات والقيم النبيلة للرئيس صالح الذي عاش يتيماً في بيئة فقيرة إبان عهد الإمامة وخرج من طينة الفلاحين وبالتالي خاض تحديات وصعوبات تجاوزها بتسامحه وحكمته في الحوار ورؤيته التي قدمت مصلحة اليمن واستطاع تحقيق انجازات كبيرة يكفيه منها تحقيق الوحدة اليمنية ".
وقدم استعراض لمضمون الكتاب "قائد ووطن " من المواقف التي جسدت مسيرة القائد للوصول باليمن إلى دولة موحدة وديمقراطية وحرية الرأي والتعبير" .
*"قائد ووطن".. إنصافاً لتحولات تاريخية وتجربة قائد إنسان
وكان أحمد الجبلي مدير تحرير صحيفة 26 سبتمبر المنظمة للندوة قال في مستهل الندوة إن الكتاب أصدرته دائرة التوجيه المعنوي في يوليو بمناسبة مرور 30 عاما على انتخاب الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية في 17/7/1978م معتبراً أن هذا التاريخ مثل حدا فاصلا في تاريخ الوطن على كافة المستويات ومحطة للتحول الايجابي في مسيرة الثورة اليمنية.
وأوضح الجبلي أن الكتاب ليس تزلفاً ولا مدحاً بل إنصافا فما حققه الرئيس على عبد الله صالح من انجازات تاريخية شملت مجالات مختلفة وهي حقيقة ساطعة لا مجال فيها للمزايدة أو المكايدة من هذا الطرف أو ذاك .
مضيفاً أن الكتاب يؤرخ لفترة من سيرة الرئيس الذاتية وتجربته القيادية والإنسانية ويختزل مسيرة ثلاثين عاما من تاريخنا الوطني وعطاء القائد وانجازاته بالحقائق والأرقام .
وقال من منا ينكر عظمة التحولات ولا يشهد بان على عبد الله صالح هو أول رئيس تدفق النفط في عهده وهو بطل الوحدة وهو من بنى صرح الديمقراطية وارتبط اسمه بأعظم التحولات التاريخية على طريق بناء الدولة اليمنية الحديثة والنهوض الحضاري وانتقل باليمن دائرة النسيان والتخلف إلى دولة متطورة وحديثة اسمها يتردد في أنحاء المعمورة كبلد ديمقراطي جدير بالاحترام .
|