كتابا توثيقيا مصورا لمهددات تراث زبيد المعماري
الأربعاء, 08-أكتوبر-2008
الميثاق إنفو - صدر حديثاً عن دار فن للطباعة بصنعاء كتاب توثيقيا مصوراً بعنوان" زبيد المدينة الصامته" أعدته المصورة الفرنسية/هيلين دافيد كوني/.
ويوثق الكتاب بطباعة فاخرة في/ 64/ صفحة من القطع الكبيرة نحو/80/ صورة فوتوغرافية تجسد ملامح ومفردات التراث والطابع المعماري لمدينة زبيد التاريخية والمخاطر التي باتت تتهددها.
وأبرزت صور الكتاب الذي تم ترجمته إلى" الإنجليزية، الفرنسية والألمانية" زوايا عديدة من أبرز معالم و أحياء ومنازل زبيد القديمة، المبنية منها حصريا بالمواد التقليدية الياجور والنوره والخشب، والوضع الذي باتت عليه اليوم في ظل ما تعيشه من إهمال.
بينما سلطت صور أخرى متفاوتة الأحجام الضوء على مفردات وتفاصيل النمط المعماري لعدد من جوامع و مساجد زبيد التاريخية ومرافقها العلمية كالقباب الشامخة و المآذن العالية و الشرفات المزخرفة، وسبل الماء، الملحقة بها،إلى جانب النقوش والزخارف الإسلامية التي ازدانت بها أسقف ومصندقات المحاريب والمنابر الخشبية بتلك المساجد منها جامع الأشاعر، والإسكندرية، وجامع البيشة.
فيما تناولت صور أخرى تفاصيل النمط السكني السائد في أحياء و منازل زبيد القديمة كحي الجامع، حي العلي، وحي الجزع، وحي المجنبذ؛ حاولت فيها إبراز ملامح الحياة والبساطة والهدوء السائدة، التي تعم أحياء المدينة القديمة.
كما أبرزت بعض اللقطات ركود الحركة الاقتصادية في الأسواق الشعبية رغم قدمها التاريخي، والتي بات ضمن مهددات المدينة الذي يحاول الكتاب إبراز مدى الخطر الذي بات يهدد تراث المدينة بالاندثار، وهو ما حذرت منه تهديدات اليونسكو المتكررة بشطبها من قائمة التراث الإنساني العالمي، ودعوتها للاهتمام وحماية التراث المعماري لهذه المدينة.
وهو ما تؤكده معدة الكتاب التي قالت في مقدمتها بحروف حزينة:" مضت الآن خمسمئة عام وزبيد تميل إلى الزوال هندستها المعمارية الفريدة من نوعها، ومنازلها المنحوتة من الآجر تنهار شيئاً فشيئاً لتصبح غباراً ضبابه يثقل على المدينة، وكأنه بخاراً مضجراً".
واختتمت صاحبة الكتاب الذي تكفل بطباعته المهتم بالتراث التاريخي عبد العزيز عبده بصورة أبرزت مدخل لأحد مساجد المدينة مع غروب الشمس مهدية هذا العمل لليمنيين الذين شيدو زبيد التاريخية.
وعادة ما يميز المنازل التقليدية في زبيد فتحة وسطية متعددة الوظائف تعرف محليا بـ(القبل) و تنفتح عليها غرف المنزل، وأهمها (المربعة)، وهي للمعيشة والنوم، و(الصفة) بواجهتها المفتوحة للجلوس والنوم في الظل وقت الحرور، أخرى تسمى (المبرز)، وهي مجلس للضيوف وعادة يكون بقرب مدخل البيت.
ويتوسع البيت التقليدي في زبيد بالطابق العلوي ويعرف بـ(الخلوة) وهي غرفة للتمعن والتفكير والدراسة وتلحق بها الخدمات الصحية أما (الديوان) فهو أكبر وأعلى من (المربعة)، ويستخدم لاستقبال الضيوف المهمين والأشخاص المعتبرين لدى العائلة . و تنافست الأسر الغنية في زبيد على إظهار الضخامة وجمالية الزخارف في البيوت، ويصل ارتفاع الديوان في بعض البيوت إلى 9 أمتار.
تعود مدينة زبيد إلى سنة 819م، وهي مدينة دائرية الشكل يتوسطها سوق المدينة القديم كما كانت محاطة بسور له أربعة أبواب لا تزال بعض أجزاء هذه الأبواب قائمة.
وأشهر مساجدها جامع الأشاعر الذي أسسه الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري، والجامع الكبير بزبيد الذي يعود تاريخه إلى ما قبل القرن التاسع الميلادي.
وتعبتر مدينة زبيد من أشهر المراكز الفكرية والعلمية ليس في اليمن فحسب بل على مستوى العالم الإسلامي، وكان أوائل العلماء الذين نقلوا معارفهم إلى طلاب جامع الأزهر بمصر عقب إنشائه قدموا من زبيد.
وأبرز معالم المدينة السوق القديم الذي اشتهر كمركز لصناعة النسيج والصباغة ودباغة الجلود، وشاطئ الفازة، وهو ميناء طبيعي كان منتجعاً لملوك الدولة الرسولية، وتبعد زبيد التاريخية عن مدينة الحديدة مسافة 100 كم جنوباً على طريق الحديدة – تعز. سبأ
|