ميناء عدن.. عقدان زاهيان من التطور المتسارع في ظل الوحدة المباركة
الخميس, 20-مايو-2010
الميثق إنفو - أولت القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ميناء عدن خلال العقدين الماضيين من مسيرة الوحدة اليمنية المباركة رعاية كاملة واهتماما خاصا بهدف تحقيق انطلاقة لتطوير وتحديث الميناء بما يجعله مواكبا للتطورات التنموية وللحركة التجارية والاقتصادية المحلية والعالمية.
واتضح مسار تلك الجهود جليا من خلال تعزيز سلطة الميناء التي تمثل بدورها سلطة الدولة من خلال انجاز قانون الميناء الذي يستوعب كافة التطورات التي شهدتها الملاحة والتجارة الدولية فضلاً عن إنجاز المخطط العام للميناء الذي يجري إعداده على قدم وساق تمتينا للبنية المؤسسية والقانونية لهذه المؤسسة الوطنية.
وكانت لهذه الرعاية أثرها البالغ في تحسين خدمات الميناء وتطويرها واستقطاب الكثير من شركات الملاحة الدولية التي عزفت خلال فترة من الفترات عن زيارة هذا الميناء، وبدء السير نحو النهوض بالميناء واستعادة مكانته العالمية وتاريخه العريق في حركة الملاحة الدولية من خلال افتتاح المزيد من الأرصفة وتطوير المتواجدة وتشييد محطة للحاويات بمواصفات عالمية وإقامة المنطقتين الحرة والصناعية وبذل الجهود لجذب الاستثمارات العربية، بالإضافة إلى توفير البنى التحتية الرئيسة وتقديم أفضل الخدمات والتسهيلات.
مميزات ميناء عدن: قبل استعراض الإنجازات التي تحققت لهذا الصرح الاقتصادي الهام خلال سنوات الوحدة المباركة التي رفع علمها خفاقا من العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن، لا بد لنا من التطرق إلى ما يتميز به هذا الميناء الذي يعتبر من اكبر المواني الطبيعية في العالم، وخلال الخمسينيات من القرن الماضي تم تصنيفه كثاني ميناء في العالم بعد نيويورك لتزويد السفن بالوقود.
ويعد ميناء عدن من أهم المنافذ المتحكمة في البحر الأحمر من جهة الجنوب والمنفذ الوحيد لليمن على بحر العرب والمحيط الهندي، وهو بذلك يطل على خطوط التجارة والملاحة في العالم.
وقد اشتهر هذا الميناء قديما كميناء وسوق لكبار تجار الشرق الأدنى واليونان الذين أسموها العربية السعيدة وتذكر ذلك بعض النقوش قبل حوالي ثلاثة ألاف سنة وكذا كتابات الرحالة مثل "ماركو بولو" في القرن الثالث عشر الميلادي وابن بطوطة في القرن الرابع عشر. ويمتاز هذا الميناء الذي يغطي مساحة مقدرة بـ/8/ أميال بحرية من الشرق إلى الغرب و/5/ أميال بحرية من الشمال إلى الجنوب بموقع استراتيجي قريب من الخط الملاحي الدولي الذي يربط الشرق بالغرب ولا يبعد سوى 4 أميال بحرية فقط من منطقة صعود المرشد. كما يمتاز بأنه محمي طبيعيا من الأمواج والرياح الموسمية الشمالية والشرقية والجنوبية الغربية لأنه يقع بين مرتفعي جبل شمسان البالغ /553/ متر وجبل المزلقم البالغ /374/ متر مما يمكنه العمل دون توقف طوال العام، بالإضافة إلى توفير خدمات مناولة بضائع الترانزيت وخدمات الصادرات والواردات والبضائع المتداولة وخدمة التوكيلات الملاحية التي ترتقي إلى مستوى عالي من المهنية. ميناء عدن..عقدان زاهيان من التطور المتسارع في ظل الوحدة المباركة محطات تلبي المتطلبات: ويمتلك ميناء عدن العديد من المحطات، أبرزها محطة المعلا التي تعد المحطة الرئيسية وتعمل على مناولة كافة أنواع البضائع العامة والسائبة، ويتكون من أربعة مراسي متعددة الأغراض تستقبل السفن ذات الحمولة /40/ ألف طن وبطول /750/ متر وعمق /11/ متر وفيها منطقة استدارة بقطر /280/ متر من على جدار الرصيف. كما يوجد بها مرسى متخصص لمناولة سفن الدحرجة بطول /150/ متر وعمق /7.6/ متر ويقع على زاوية مستقيمة مع المرسى رقم واحد، كما تتصل مراسي التجارة الداخلي عند نهاية المراسي الأربعة وهي مراسي (5 ، 6) بطول /250/ متر وغاطس /7.6/ متر وتستخدم لرسو السفن ذات الغاطس الأقل، وكذا محطة عدن للحاويات والتي تديرها حاليا شركة مواني دبي العالمية بالشراكة مع مؤسسة مواني خليج عدن تحت مسمى "شركة مواني عدن دبي المشتركة لتطوير السفن.
ومحطة خليج عدن وهي محطة متخصصة لمناولة الحبوب السائب تم تشييدها من قبل مجموعة هائل سعيد انعم التجارية لخدمة صوامع الغلال التي تقع خلف المحطة، ويمكن لهذه المحطة استقبال سفن أخرى بعد التنسيق مع مؤسسة مواني خليج عدن، والمراسي العائمة ومنصات التموين بالوقود (الدولفينات) وهي عددها ستة وتستقبل السفن بكافة أنواعها.
وتستخدم لجميع الأغراض من مناولة بضائع وتمون بالوقود والمياه والإصلاحات أو حتى للانتظار، ويمكن لهذه المراسي أن تستوعب سفن تبلغ حمولتها السكانة حتى /36/ الف طن وطول /229/ متر وغاطس /11/ متر، أما مراسي الدولفينات رقم "7 و 6" فتستخدم لرسو سفن الركاب، ومنطقة المخطاف التي توفر مساحات في الحوض المائي كموقع لرسو السفن باستخدام المخطاف.
وميناء الزيت الذي يعمل على توفير خدمات مناولة النفط والمنتجات البترولية حيث يوجد فيها محطة متخصصة لمناولة النفط والواقعة بالقرب من شركة مصافي عدن، وميناء الاصطياد الذي يعتبر منشأة متخصصة لمناولة المنتجات السمكية.
ومحطة استقبال الركاب أو رصيف السياح بمنطقة التواهي التي ترسو فيها سفن الركاب ويستخدم لنقل الركاب والبحارة والتموين إلى البواخر واليخوت التي تزور المدينة، بالإضافة إلى عدد من المحطات الأخرى منها إدارة عدن لتموين البواخر بالوقود ومحطة عدن البحرية الدولية وشركة أحواض السفن الوطنية، إلى جانب العديد من القاطرات وقوارب الإرشاد وقوارب الربط وزوارق نقل الركاب والبحارة والقطع البحرية الأخرى التي تعمل على تنفيذ الخدمات التي يقدمها هذا الميناء.
مشاريع تحديثية وتطويرية: فيما يتعلق بجانب التطوير والتحديث فتقسم عملية التحديث للميناء إلى قسمين تمتد الأولى للفترة ما بين 1990 - 2006م، وهي الفترة التي كان فيها الميناء يتبع ما يسمى بمصلحة المواني اليمنية، فيما تمثل الفترة الثانية ما بين 2007 - 2010م، وهي الفترة التي تم فيها الإعلان عن إنشاء مؤسسة مواني خليج عدن.
فخلال الفترة الأولى شهد الميناء العديد من المنجزات منها تشييد منطقة عدن للحاويات مع حفر القناة الملاحية إلى 15 متر بتكلفة 250 مليون دولار وتشييد محطة خليج عدن البحرية المتخصصة لمناولة الحبوب السائب بتكلفة 35 مليون دولار. وتم تزويد الميناء بـ 4 سحابات بحرية وزوارق إرشاد وزورقي ربط عمل بقيمة 21 مليون دولار وبرافعتين جسريتين لمناولة الحاويات بقيمة 12 مليون دولار ومعدات مناولة البضائع والحاويات بتكلفة 8 ملايين مارك ألماني وتوفير وسائل نقل بقيمة 60 مليون ريال بالإضافة إلى إدخال شبكة الحاسوب للأنظمة المالية والإدارية بتكلفة 35 مليون ريال وترميم مبنى رصيف السياح بتكلفة 26 مليون ريال، بالإضافة إلى تزويد الميناء بالعديد من المعدات والآليات بتكلفة تزيد عن 2 مليون دولار.
ومع صدور القرار الجمهوري رقم (61) لسنة 2007م، بشأن إنشاء مؤسسة مواني خليج عدن كمؤسسة تتمتع بشخصية اعتبارية وذمة مالية مستقلة، كان للميناء رحلة جديدة مع مشاريع التحديث والتطوير التي بلغت خلال الفترة من 2007 وحتى منتصف 2010م 35 مشروعا بتكلفة 317 مليون و 544 ألف و 675 دولار منها 17 مشروع خاص بالمؤسسة بتكلفة 50 مليون و967 ألف و675 دولار و18مشروع بتكلفة 226 مليون و577 ألف دولار مشتركة مع شركة دبي العالمية.
ومن إجمالي المشاريع التي تنفذها المؤسسة بشكل فرد ي3 مشاريع خاصة بمجال البناء والتشييد بتكلفة 40 مليون و625 ألف و827 دولار أبرزها مشروع توسيع القناة الملاحية وحوض الاستدارة بتكلفة /40/ مليون دولار يتوقع الانتهاء منه في العام 2013م.
وفي مجال المعدات والآليات بلغت التكلفة الإجمالية لما تم تزويد المؤسسة به من المعدات /9/ ملايين و/916/ ألف و/326/ دولار، وفي مجال أعداد الدراسات والتصاميم فقد تم إعداد خمس دراسات خاصة بعدد من المشاريع منها توسيع وتعميق الأرصفة ودراسة المخطط العام لميناء عدن وتقييم أصول المعدات المنتقلة إلى شركة دبي وعدن المشتركة ومشروع الإستراتيجية الوطنية لتطوير مدن المواني بقيمة /425/ ألف و/522/ دولار.
أما فيما يتعلق بالمشاريع المشتركة مع شركة مواني دبي العالمية فأبرز المشاريع التي يجري تنفيذها حاليا ويتوقع الانتهاء منه في 2013 مشروع إنشاء رصيف بطول 400 متر مع المعدات للمرحلة الأولى من التطوير بتكلفة /220/ مليون دولار بالإضافة الى تزويد محطة الحاويات بمعدات جديدة اشتملت على شراء رافعتين جسريتين بقيمة /19/ مليون دولار وشراء /12/ حاضنات ساحة مطاطية بتكلفة /16/ مليون دولار وتوسعة ساحات الحاويات إلى 8 هكتار بتكلفة /5/ ملايين و/630/ دولار وشراء /15/ قاطرة ورافعتين للحاويات الفارغة والمليانة بتكلفة تزيد عن /2/ مليون و/600/ ألف دولار، بالإضافة إلى استبدال نظام ( تي . او . اس ) لتكنولوجيا المعلومات بنظام (زد . او . دي . اي . أ . سي) بتكلفة /2/ مليون و/76/ الف و/526/ دولار.
إحصاءات وأرقام: ونتيجة للتحديثات والتطورات التي شهدها الميناء كان لابد لخدمات ونشاط الميناء ان يزدهر ويرتقي إلى أعلى المستويات، حيث ارتفع عدد الحاويات المتداولة من /7/ آلاف و/785/ حاوية في العام 1990م، إلى /381/ ألف و/835/ حاوية عام 2009م، وارتفع إجمالي البضائع المتداولة من /8/ ملايين و/64/ ألف و/377/ طن عام 1990م، إلى /15/ مليون و/723/ ألف و/189/ طن في العام 2009م، قابلها ارتفاع في عدد السفن الوافدة إلى ميناء المعلا التي بلغت في العام 2009م ألف و/821/ سفينة مقارنة بـ/227/ سفينة في العام 1990م، كما ارتفع عدد السياح الواصلين عبر ميناء عدن إلى /7/ آلاف و/751/ سائح في العام 2009م مقارنة بألفين و/348/ سائح في العام 1990م.
آفاق مستقبلية: ولم يغفل عن مؤسسة مواني خليج عدن ضرورة الاستمرار في تطوير وتحسين خدمات الميناء فأعدت الدراسات والتصاميم لعدد من المشاريع أبرزها توسيع وتعميق رصيفي 6.5 بميناء المعلا وإنشاء رصيف بحري وترميم مبنى الفناء ومساكن العاملين في جزيرة ميون ومنظومة مراقبة مرئية لحركة السفن في ميناء عدن. بل وسعت إلى التسريع في توقيع الاتفاقية مع شركة مواني دبي العالمية حتى يتمكن ميناء عدن من الهيمنة على نشاط الترانزيت لمنطقة البحر الأحمر ـ خليج عدن ـ المحيط الهندي، وجاذبا سفن الخطوط الكبرى التي تعمل بنظام "انترلاين" لخدمة خطوط آسيا ـ أوربا، وكذا القيام بتطوير عدن كميناء محوري لنشاط الترانزيت والأكثر جاذبية من الناحية الاقتصادية لشركات المستوى الثاني الناقلة للحاويات ويوفر خدمات الميناء والروافد، إلى جانب القيام بتنمية نشاط الحاويات المحلية القائمة والمحافظة عليها.
فاتفاقية الشراكة الموقعة مع مواني دبي العالمية مثلت خطوة على طريق شراكة استرتيجية مع احد المواني العالمية مثل شركة مواني دبي العالمية، وبموجبها ستقوم مؤسسة مواني خليج عدن وشركة مواني دبي العالمية بتشغيل وتطوير محطات الحاويات في الميناء تحت مسمى شركة مواني عدن دبي المشتركة لتطوير المواني، واستثمار ما يقارب 220 مليون دولار للقيام بأعمال تطوير هذا الميناء مثل بناء رصيف جديد بطول 400 متر لتوسيع محطة حاويات عدن في غضون خمس سنوات، وفقاً لما أعلنته "موانئ دبي العالمية. كما سيتم ووفقاً لعقد الشراكة بين شركة دبي والحكومة اليمنية تطوير الميناء على مرحلتين الأولى تستمر خمسة أعوام والثانية تبدأ بعد اثني عشر عاماً حيث سيتم خلال المرحلة الأولى بزيادة 400 متراً في طول رصيف الميناء وزيادة سعة الميناء ليصل إلى 900 ألف حاوية، فيما تستهدف المرحلة الثانية البلوغ بسعة الميناء إلى مليون و500 ألف حاوية، وتعميق الميناء إلى 17 متراً لاستقبال الجيل الثاني من موانئ الحاويات.
سبأ
|