خريطة الحركات والقوى الإسلامية في الصومال
الاثنين, 13-يوليو-2009
محمد عمر أحمد - تتصدر القوى والحركات الإسلامية واجهة المشهد الصومالي، وتشهد الخريطة الإسلامية الصومالية حالة من التنوع بل والتعقيد؛ بحيث يصعب في كثير من الأحيان إخضاع مكوناتها لمعايير ثابتة ونمطية من حيث التصنيف، سواء في منطلقاتها الفكرية والشرعية، أو منهجها في تغيير المجتمع، أو تصورها لطبيعة الدولة، وكذلك علاقتها بالقوى المختلفة معها بالداخل فضلا عن الخارج الصومالي. إن الخريطة الإسلامية الصومالية هي فسيفساء تعكس كل ألوان الطيف الحركي والطرقي والدعوي الإسلامي قلما تتكرر في بلد آخر، وتظل أهم معالم هذه الخريطة تنوعها وتقلب خطوطها تبعا لتبدل علاقات الشراكة والتحالف والمواقف المتغيرة من الأحداث المتشابكة قطريا وإقليما ودوليا فضلا عن الأبعاد التنظيمية والفكرية والشرعية. والخريطة التالية تلقى الضوء على أهم المكونات الإسلامية في الصومال كمفتاح لابد منه لقراءة المشهد الصومالي. طالع: جماعة التجمع الإسلامي جماعة الشباب المجاهدين المحاكم الإسلامية في الصومال التحالف من أجل إعادة تحرير الصومال جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة السلفية حركة الإصلاح في القرن الإفريقي الجبهة الإسلامية الصومالية الحزب الإسلامي ربطة العلماء الصوماليين التكفير والهجرة في الصومال جماعة التبليغ والدعوة تنظيم أهل السنة والجماعة الطرق الصوفية في الصومال
جماعة التجمع الإسلامي أسسها عالم الدين الشهير محمد معلم حسن (توفي 2000) الذي يعتبر مرشدا للتنظيمات الحركية الحديثة، وتنظيم التجمع يقدم نفسه على أنه الممثل الحقيقي لـ"الإخوان" في الصومال لكن بالصبغة المحلية، بينما حركة "الإصلاح " تحتفظ بخيوط العلاقات مع التنظيم المركزي لـ"الإخوان" الدولي. ويلحظ المتابعون أن الجماعة تعيش في حالة ازدواجية فكرية ملفتة للنظر؛ حيث إن هناك توجها إخوانيا معتدلا عند الاتجاه للقمة، وتوجها سلفيا جهاديا عند التوجه نحو القاعدة العريضة من شباب الجماعة. وكانت الجماعة قد ظهرت أثناء المحاكم بقوة حين تولت قيادة بعض المحاكم الشرعية في كثير من أحياء مقديشو العاصمة، برغم وزنها المحدود (نسبيا) من حيث القوة العسكرية والمالية والعددية بالقياس إلى باقي التيارات التي كانت مندرجة تحت عباءة المحاكم الإسلامية؛ فقد لعبت دورا بارزا في توجيه الأحداث خلال السنتين الماضيتين. ومن أبرز رجالات الحركة: المؤسس الشيخ محمد معلم حسن، وقد تخرج من جامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة، وعاد إلى الصومال عام 1968م، والشيخ أحمد طعسو، والداعية معلم نور عبد الرحمن، والشيخ يوسف علي عينتي، والقائد الميداني للمحاكم عبد القادر علي عمر، والشيخ محمود إبراهيم الصولي، ويذكر أن الشيخ شريف أحمد رئيس الصومال الجديد ينتمي إلى تلك الحركة.
جماعة الشباب المجاهدين حركة "الشباب المجاهدين".. أطلق هذا الاسم على فصيل سلفي مسلح ذي توجه جهادي يتبنى صراحة أفكار تنظيم القاعدة الدولي، وتهدف الحركة إلى إقامة دولة إسلامية. ويعود تأسيس حركة الشباب إلى عام 2004، ويعتبرها بعض المراقبين امتدادا طبيعيا لحركة الاعتصام (الاتحاد الإسلامي)؛ حيث اختار مواصلة حمل السلاح رافضا لقرار جماعة الاعتصام القاضي بتجميد الأنشطة المسلحة. غير أن كثافة نشاطها وتداول اسمها في الإعلام يعود إلى عام 2007، وقد ظلت الحركة تمثل النواة الصلبة للمحاكم في فترة استيلاء الأخيرة على أكثرية أراضي الجنوب الصومالي في النصف الثاني من عام 2006 . وقد أدى هزيمة المحاكم، وتحالفها مع المعارضة الصومالية في مؤتمر أسمرا المنعقد في سبتمبر 2007، إلى انشقاق حركة "الشباب" عن المحاكم، متهمة إياها بالتحالف مع العلمانيين، والتخلي عن الجهاد في سبيل الله. وتوصف عمليات الحركة العسكرية بأنها تعتمد الطريقة العراقية من تفجير عبوات مزروعة في الطرقات، وسيارات مفخخة، وعمليات قصف مدفعي شملت القصر الحكومي ومقرات الجيش الإثيوبي، وتستغل شبكة الإنترنت لنشر بياناتها وتسجيلاتها في الفيديو التي توجد في أغلب الأحيان في مواقع ذات صبغة سلفية جهادية. سيطرت الحركة على عدد من المدن الصومالية مثل مدينة كسمايو ومركا، وبيداوة مؤخرا بعد انسحاب القوات الإثيوبية، وصنفتها وزارة الخارجية الأمريكية في قرار صادر في 29 فبراير 2008 بأنها حركة إرهابية، كما أعلنت الوزارة تجميد أموال الحركة في الولايات المتحدة، ولا تتوافر معلومات عمن يدعم الحركة في المجال المادي واللوجستي، وقد وصفت بعض التقارير الغربية الحركة بأنها عضو في التنظيمات الجهادية السلفية العالمية التي يوجد فيها مسلحون تتعدد جنسياتهم، وينتمون لبلدان شتى من العالمين العربي والإسلامي. والشائع في أدبيات حركة الشباب إطلاق ظاهرة التكفير ومصطلح الردّة على جميع أفراد القوات الحكومية بحجة تحالفها مع أمريكا وإثيوبيا. وفي المدن التي سيطرت الحركة عليها طبقت الشريعة الإسلامية التي لا تتعدى حاليا عندها القيام بوظيفة جهاز الشرطة في حفظ الأمن والسلوكيات العامة، أو بمعنى أدق وظائف هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, مع فرضهم على المواطنين نمط حياة معين, دون التعرض للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بحلول جذرية واقعية. ويفهم من تصريحات لقيادة الحركة وبيانات صادرة عنها أن هدفها في الجهاد يتعدى انسحاب القوات الإثيوبية، وأنها تسعى لتحرير شرق إفريقيا من هيمنة إثيوبيا، وتأسيس دولة إسلامية لا تقوم على أساس القوميات بل الانتماء الديني. أبرز قيادات الشباب - آدم حاشي عيرو الذي قتل في قصف جوي أمريكي فجر 1 مايو 2008 في مدينة طوسمريب الواقعة وسط الصومال التي تبعد 500 كم شمال مقديشو، وكان مطلوبا من أمريكا لاتهامها إياه بالضلوع سنة 1998في تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام. - أحمد عبده غوداني، وإبراهيم جامع (أفغاني) وهما ينتميان إلى المناطق الشمالية من البلاد، ومطلوبان لحكومة "أرض الصومال"؛ للاشتباه فيهما بالتخطيط لعمليات اغتيال وقتل أجانب وتفجيرات ذهب ضحيتها العشرات من المواطنين. - الشيخ مختار روبو المكنى أبا منصور وهو الناطق الرسمي باسم الحركة، وجميعهم مدرجون في قائمة المطلوبين لدى أمريكا.
المحاكم الإسلامية في الصومال نتيجة سقوط الحكومة المركزية وانتشار أعمال العنف والنهب في أنحاء البلاد اهتمت الجماعات الإسلامية بحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم، وحراسة المنشآت العامة، وقد تطورت هذه الأعمال وبرزت بشكل مؤسس ومنتشر في تجربة المحاكم الإسلامية التي نشطت عقب رحيل القوات الأمريكية والقوات الغربية الأخرى في جميع أنحاء الصومال 1995. وهي عبارة عن سلسلة من الإدارات واللجان المتعددة التي تقوم بتنفيذ مهام متنوعة تخدم بصورة مباشرة أو غير مباشرة الهدف الرئيسي للمحاكم الذي هو تثبيت الأمن والاستقرار، والفصل بين المتخاصمين عبر الاحتكام إلى مبادئ الشريعة الإسلامية، بالتعاون مع شيوخ القبائل، ولم تكن تنظيما حركيا بالمعنى التقليدي، بل ضمت داخل صفوفها أغلب القوى والفعاليات الدينية في الصومال من سلفية، وصوفية، وإخوان، وجهاديين. وعقب الحادي عشر من سبتمبر2001م اشتدت الحملة الأمريكية على ما سُمي بـ"الإرهاب"، وركزت تقارير الاستخبارات الأمريكية على أن الصومال أصبح مرتعا للإرهابيين والأنشطة الأخرى غير القانونية التي تشكل تهديدا لأمن المنطقة، وأن عددا من المسئولين عن تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998 تلقوا مساعدة من "عناصر داخل الهيكل القبلي الصومالي المعقد". وفي سنة 2004 تأسس اتحاد المحاكم الإسلامية من 12 محكمة شرعية كانت بالعاصمة والمناطق المحيطة بها، تحت قيادة موحدة، وبعد اشتداد عمليات الاغتيالات والاختطافات للإسلاميين من قبل أفراد يعملون لصالح جهات أجنبية، وتسليمهم إلى حكومات من دول الجوار أو القوات الأمريكية المتمركزة في جيبوتي، أدى تطور الأحداث إلى تأسيس التحالف الذي سمي بـ"تحالف إرساء السلم ومكافحة الإرهاب" في فبراير 2006 والذي شمل عددا من أمراء الحرب كانوا وزراء في الحكومة الانتقالية، متهمين المحاكم بالسعي لإقامة حكم إسلامي متشدد على غرار نظام طالبان بأفغانستان، وإيواء عناصر "إرهابية" تنتمي إلى تنظيم القاعدة، وتدريب مقاتلين أجانب؛ وهو ما نفته المحاكم الإسلامية، كما أكدت تقارير المخابرات المركزية يومها أن أمريكا قدمت للتحالف الموالي لها ملايين الدولارات. وبعد أربعة شهور من المعارك المستمرة، وهزيمة آخر زعيم حرب، سيطر اتحاد المحاكم الإسلامية على العاصمة الصومالية مقديشو في مطلع شهر يوليو (2006)، وبسطت سلطانها على غالبية المدن في وسط وجنوب الصومال بشكل فاق توقعاتها. وخلال ستة أشهر حققت إنجازات وصفت بأنها (تاريخية)، واستطاعت القضاء على العصابات وقطاع الطرق في العاصمة؛ مما أدى إلى ازدهار الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، وأعادت تشغيل المرافق التي كانت معطلة كالمطار والميناء، كما نجحت في إقامة هيكل إداري تألف من مجلسين: مجلس للشورى، ومجلس للتنفيذ، ولكل مجلس رئيس ونائبان وسكرتير عام، وقد ضم مجلس شورى المحاكم 88 شخصية أغلبها من قادة العمل الإسلامي، ومن عناصر الجماعات الجهادية ومن كان لهم دور في محاربة أمراء الحرب. طبقت المحاكم في المدن التي سيطرت عليها أحكاما إسلامية ونظاما إداريا حازما فاز بتأييد شعبي عريض. وفي شهر يونيو 2006 بدأت محاولات للمصالحة بين المحاكم والحكومة الانتقالية التي كانت متمركزة في بيداوة (250 غرب العاصمة) ولكن المحاكم الإسلامية طالبت بجلاء القوات الإثيوبية التي كانت تقدم دعما للحكومة الصومالية كشرط لاستمرار حوار المصالحة، وانتهت ثلاث جولات من الحوار في الخرطوم بالفشل. وبدا وكأن المحاكم الإسلامية سوف تعصف بالحكومة الصومالية، وتخضع كل الصومال لحكمها، وفي وجه هذا الاحتمال صعدت إثيوبيا دعمها للحكومة الصومالية، وتصدت لحركة المحاكم الإسلامية بالعمل العسكري المباشر بمباركة من أمريكا التي لم تكن راغبة -كما يبدو- بغزو مباشر للصومال فأوكلت ذلك إلى إثيوبيا بحجة محاربة "الإرهاب الإسلامي"، ومنعت إصدار قرار لمجلس الأمن يطالب إثيوبيا بالانسحاب من الصومال، وفي 24 من ديسمبر أدخلت إثيوبيا قواتها إلى عمق الصومال، واستولت على العاصمة في 28 من الشهر نفسه، وانسحب رجال المحاكم إلى الحدود الكينية متوعدين مواصلة جهادهم ضد القوات الإثيوبية وفق إستراتيجية الكر والفر. وتوقع المحللون أن إثيوبيا دخلت حربا لا تعرف لها نهاية، ولن تخرج منها بسهولة، وبعد تأسيس تحالف إعادة التحرير في أسمرا في 14 سبتمبر 2007 أصبحت المحاكم جزءا من التحالف، ثم انقسمت إلى جناحين بعد حدوث انشقاقات داخل التحالف نفسه.
التحالف من أجل إعادة تحرير الصومال أسس في أسمرا عاصمة إريتريا في سبتمبر 2007 بإشراف من الحكومة الإريترية لتوحيد قوى المقاومة الصومالية، وإيجاد قنوات اتصال مع العالم، وتألف من المحاكم الإسلامية، وأعضاء منشقين من برلمان الحكومة الانتقالية الصومالية بقيادة رئيس البرلمان الصومالي شريف حسن شيخ آدم، وممثلين للجاليات الصومالية في المهجر، وأعضاء من المجتمع المدني، وانتخب شيخ شريف أحمد رئيسا تنفيذيا للتحالف، وشريف حسن آدم رئيسا للجنته المركزية. وبدأت الانشقاقات تدب في صفوف التحالف بعد بدء مفاوضات مع الحكومة الانتقالية الصومالية بوساطة من الأمم المتحدة في جيبوتي في شهر مايو 2008، وأعلن حسن طاهر، العضو في التحالف ورئيس شورى المحاكم، رفضه لنتائج المفاوضات بحجة أنها لا تحقق مطالب التحالف، وانقسم التحالف إلى جناحين: جناح جيبوتي بقيادة شريف، وجناح أسمرة بقيادة حسن طاهر أويس، كما عارضت حركة "الشباب المجاهدين" -التي كانت جزءا من ائتلاف المحاكم- التحالف منذ بدايته، واعتبرته علمانيا يتنازل عن مبادئ الجهاد، وبدأت تتحرك بشكل مستقل عن التحالف.
السلفيون في الصومال وهم مرجعيات دعوية منتشرة في مدن كثيرة تدعو إلى هجر التنظيمات الدينية؛ باعتبارها بدعة مناقضة لمنهج السلف، وتدخل السلفية (اللاتنظيمية) مجادلات مع السلفية التنظيمية (جماعة الاعتصام)، ومن معالم منهجها: الاعتماد على التربية والتعليم (التربية والتصفية) كأداة وحيدة للتغيير، والدعوة إلى طاعة الأمراء، والتنديد بالأعمال المسلحة باسم الجهاد في أي مكان. وخلال التدخل الإثيوبي في السنتين الأخيرتين في الصومال لم يعرف للسلفيين مشاركة في المعارك، بل اعتبروا ما يحدث حرب فتنة، ورفضوا تكفير الحكومة، وقادة هذا الفكر متأثرون بثلاث مدارس: مقبل بن هادي الوادعي اليمني، أو الشيخ محمد بن ناصر الألباني -رحمهما الله- أو بالشيخ ربيع بن هادي المدخلي في السعودية. ومن قادة السلفيين في الصومال الدكتور عثمان معلم (باحث في مجمع فهد للمصحف الشريف)، والشيخ عبد الله لكاري (مقديشو)، والشيخ عبد الكريم حسن حوش (بورعو)، وحسن حبيب (مقديشو)، والشيخ عبد القادر عكاشة (نيروبي).
جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة (السلفية) هي إحدى أكبر الجماعات الدعوية في الصومال، وقد جمعت بين التنظيم الحركي للإخوان المسلمين والمنهج السلفي الذي يركز على تصحيح العقيدة، مع التركيز على باب الأسماء والصفات. شهدت الحركة عدة تحولات في تسميتها وفي شكلها التنظيمي، وقد جاءت بعد حدوث اندماجات وضم فصائل أخرى بدأ من 1982 حيث تأسس الاتحاد الإسلامي إثر اتحاد جماعتين إسلاميتين كانتا امتدادا للدعوة السلفية في الصومال، وهما: (الجماعة الإسلامية) في الجنوب، و(الوحدة) في الشمال، ثم باسم (جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة) عام 1996 إثر اندماج ثنائي بين الاتحاد الإسلامي والتجمع الإسلامي في الشمال (الوحدة سابقا) مع تعليق النشاط المسلح، ثم باسم (جماعة الوفاق الإسلامية) وهو ائتلاف ثلاثي يضم: الاعتصام، والتجمع الإسلامي (آل الشيخ)، ومجموعة من المستقلين في 27 مايو 2008م، ولكن فيما يبدو أن الائتلاف الجديد تلاشى قبل أن يرى النور فلم يسمع له ذكر منذ تأسيسه. والاعتصام جماعة سلفية تقول إنها تفهم الإسلام فهما شموليّا مقيدا بفهم السلف الصالح في العقيدة والدعوة والسلوك ومنهج النظر والاستدلال، ومن أبرز معالم دعوتها -استنادا إلى مصادر الحركة- اهتمامها البارز بأمور العقيدة والاتباع والتأصيل للمسائل السياسية، ونشر العلم الشرعي، والسعي لتحقيق الوحدة بين العاملين في حقل الدعوة في الصومال، وتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وتعتبر الاعتصام من أقوى وأقدم الحركات اعتمادا على القوة العسكرية كأداة للتعامل مع النظام السياسي والمناوئين لها، وتستمد قوتها من انتشارها في أنحاء البلاد، وانضواء عناصر من مختلف القبائل في صفوفها، لاسيما في جنوب البلاد؛ حيث تمكنت من بسط هيمنتها ونفوذها على مناطق حيوية، فضلا عن رصيدها الشعبي في مناهضة الحكم الإثيوبي في الصومال الغربي (الأوجادين)، وما أكسبها ذلك من خبرات قتالية. وبعد انهيار الحكومة وبداية الحرب الأهلية انتهجت الحركة طريق الثورة، وخاضت حروبا شديدة مع بعض الجبهات القبلية في مناطق الشرق (بوصاصو)، ومحافظة جادو (غرب البلاد)، وحاربت الأمريكان (أيام حرب أمريكا مع الجنرال عيديد 1993)، والقوات الإثيوبية، وقامت بتأسيس ما يسمى بـ"الإمارات الإسلامية" في محافظة جادو، والمناطق الشرقية من الصومال، ومركا، وسعت لبناء ميليشيات، وفتح مراكز للتدريب بفعل تأثير العناصر الجهادية التي تدربت في أفغانستان، وعلى أيدي مدربين من جنسيات مختلفة في بعض الأحيان، لكنها أغلقت معسكراتها تماما في حدود عام 1998 تقريبا، وظلت -فيما بعد- مخزونا إستراتيجيا لمن نادى بالجهاد. وكون معظم رموز الحركة عاش ودرس في دول الخليج جعلهم متأثرين بهذه البيئة التي تعاني من ضيق فضاء الحريات المتاح، وغياب الممارسة السياسية قد انعكس ذلك على أداء الحركة السياسي والتنظيمي؛ الأمر الذي أفقد الحركة السمة التنظيمية، والضبط الحركي؛ حيث أصبحت انتماء فكريا داخل إطار فضفاض؛ فالتنوع في الآراء حول القضايا الراهنة عريض جدا بحسب الأقاليم، والمناطق والقبائل داخل البلاد وبين المغتربين في المهجر، ولا يوجد خيط تنظيمي جامع سوى الانتماء العام إلى الحركة، والارتباط الروحي برموزها في الفتاوى. كما أنه من الملاحظ حاليا غياب الحرص من جانب قيادات "الاعتصام" لجمع آراء المنتمين إليها إزاء التطورات الساخنة في الصومال، بل على العكس هناك توجه شبه عام لدى الحركة بترك الحرية للأفراد حسب ظروف الأقاليم والمناطق التي ينتمون إليها. في نظر بعض المراقبين توزعت جهود الحركة بين رعاية المنهج السلفي الذي ينفر من تقديس الأشخاص والأشكال، وبيان المنكرات والبدع مهما كان مقام مرتكبها، وبين رعاية مقتضيات التنظيم الإداري الهرمي الذي يقتضي الطاعة والالتزام بشكل صارم.
أبرز قيادات الاعتصام حاليا - بشير أحمد صلاد أمير جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة، تخرج في الجامعة الوطنية الصومالية، درس في العراق، وباكستان، وعمل أستاذا في ماليزيا وباكستان حيث تولّى هناك منصب عميد كلية الحديث والدراسات الإسلامية بكراتشي. - الشيخ علي ورسمه حسن الرئيس الأول لجماعة الاتحاد الإسلامي 1983، ومحمود عيسى خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وقد تولى إمرة الحركة فترة طويلة. - والشيخ محمد إدريس أحمد أمير الاعتصام السابق، والدكتور أحمد الحاج عبد الرحمن، والدكتور عمر إيمان أبو بكر نائب شورى المحاكم ورئيس الحزب الإسلامي الذي تأسس في شهر فبراير 2009 بعد اندماج أربع فصائل للمقاومة، والشيخ عبد القادر نور فارح أشهر علماء بونت لاند، وعبد الله علي حاشي، والشيخ حسن طاهر أويس رئيس مجلس شورى المحاكم الإسلامية سابقا، ورئيس تحالف إعادة تحرير الصومال المعارض لحكومة شيخ شريف، وأغلب هؤلاء من خريجي الجامعات السعودية.
حركة الإصلاح في القرن الإفريقي حركة الإصلاح في القرن الإفريقي؛ فرع الإخوان الدولي والممثل لها، وتعتبر من كبريات الحركات الإسلامية في الصومال، تأسست عام 1978، ولكن البذور الأولى للحركة ترجع إلى منظمة النهضة التي أسسها الشيخ عبد الغني أحمد آدم في أواسط الستينيات ،وقد توفي بالكويت 17 أغسطس 2007، حيث كان عضوا في الموسوعة الفقهية الكويتية. تنشط الحركة في مجال التعليم والإغاثة، ونجحت بعد انهيار الحكومة المركزية عام1991 في فتح عشرات المدارس، وجامعة مقديشو أكبر جامعة في الصومال، وتتبع منهج "الإخوان المسلمون" من حيث المشاركة في مختلف الأنشطة الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والسياسية في البلاد، وإعداد الكوادر ودفعها لتولي مسئولية العمل في مختلف الميادين. تبذل الحركة -حسب مراقبين- أقصى جهدها لكبح جماح مشروعها السياسي المستقل لصالح المشاريع الاجتماعية والخدمية، ويأتي الحكم الإسلامي وفقا لرؤيتهم عن طريق اختراق الأنظمة القائمة والسعي لأسلمة الدستور، وضرورة عدم إثارة مخاوف الدول الإقليمية والدولية ذات المصالح في الصومال، والبعد عن الخطاب الجهادي العدائي لاستفزاز هذه القوى. تميزت نشاطاتهم بالاهتمام بالمشاريع الاجتماعية الخدمية، والمشاركة الفردية في الأنظمة السياسية القائمة بقدر يوفر لمشاريعها الحماية اللازمة، كما التزمت السرية والعمل الهادئ، وتجنب مواجهة المجتمع، والتغيير المنشود هو الذي يأتي بالتدرج في النضج وعلى أساس نهج الإصلاح التراكمي المبني على الوسطية والشمولية، حسبما يقول قادة الحركة. والحركة تتهم من قبل خصومها بالمبالغة في تمييع الثوابت الشرعية إلى الحد الذي يقربها من الأحزاب العلمانية في كثير من المواقف. حركة الإصلاح لم تشارك (رسميا) في المقاومة المسلحة ضد القوات الإثيوبية التي غزت الصومال في ديسمبر 2006م؛ لأن الأزمة الصومالية لا تكمن فقط في التدخل الإثيوبي بل في التناقضات السياسية والفكرية بين مكونات المجتمع الصومالي حسب تسويغ المراقب العام للحركة.. وهذا الموقف أدى إلى إعلان قياديين في ديسيمبر 2007عن إقالة قيادة الحركة المتمثلة بالدكتور علي الشيخ أحمد أبو بكر، واختيار الشيخ عثمان أحمد إبراهيم عميد كلية الشريعة بجامعة مقديشو سابقا مراقبا عاما للحركة لمدة عامين، بحجة أن القيادة القديمة للحركة تبنت توجها رافضا لثورة المحاكم الإسلامية، كما أنها لم تعبر صراحة عن رفضها القاطع لدخول القوات الإثيوبية الصومال من الاجتياح العسكري الإثيوبي للصومال أواخر عام 2006 . وقد تفاقم الصراع داخل "الإصلاح" منذ بزوغ نجم اتحاد المحاكم الإسلامية، حين فصلت الحركة د. محمد علي المراقب الأسبق بعيد ترؤسه وفد المحاكم الإسلامية في جولة مفاوضات بين المحاكم والحكومة الانتقالية بالخرطوم عام 2006، دعمًا لتوجه قيادات مهمة في الحركة رأت أن المحاكم جزء من المشروع الإسلامي يجب "مشاركته وتبنيه وتقويمه"، بينما عارضت القيادات التنفيذية ذلك الاتجاه وفصلت كل من انضم إلى المحاكم في فترة محاربتها لأمراء الحرب بالصومال المدعومين من إثيوبيا والولايات المتحدة في النصف الأول من 2006. تنظيم الإخوان الدولي في مصر لم يعترف بالمجموعة الجديدة، حيث أصدر المرشد العام للإخوان المسلمين بيانا ينفي فيه اعتراف "الإخوان" بالقيادة الجديدة لحركة "الإصلاح" في الصومال، وبما أن المجموعة المنشقة لم تتسم باسم جديد بل قدمت نفسها بأنها "الإصلاح" الرسمية فقد اصطلح على تسميتها من قبل بعض المتابعين بـ"الدم الجديد" إشارة إلى أنهم دعاة تجديد للحركة، من أبرز قيادات حركة الإصلاح بشقيها الرسمي والمنشق أحمد محمد نور"غريري" أحمد المؤسسين الأوائل، والشيخ عبد الغني أحمد آدم خريج الأزهر، وزير عدل سابق في حكومة سياد برى، انتقل إلى الكويت، وعمل عضوا في الموسوعة الفقهية بالكويت توفي في 17 أغسطس 2007م، والدكتور علي الشيخ أحمد أبو بكر المراقب السابق للحركة، ورئيس جامعة مقديشو الحالي، وإبراهيم الدسوقي الناشط السياسي والكاتب، والشيخ عثمان أحمد إبراهيم اختاره الجناح الجديد مراقبا، والدكتور محمد علي إبراهيم فصل من التنظيم الرسمي مراقب عام سابق، والشيخ الداعية أحمد حسن القطبي الأستاذ في جامعة مقديشو، والدكتور على باشا عمر المراقب الحالي للتنظيم. الجبهة الإسلامية الصومالية إحدى فصائل المقاومة الإسلامية الرئيسية برزت كذراع عسكرية لجماعة الاعتصام السلفية 2008م منشقة عن قوات المحاكم الإسلامية، وشدّدت منذ بيانها الأول على تبني الخط الجهادي كطريق وحيد لطرد المحتل ومن والاه، كذلك العمل على إقامة دولة إسلامية، وتنفي الجبهة ارتباطها بأي جهة خارجية، على عكس حركة الشباب. وخلال العام الماضي تردد اسم الجبهة على وسائل الإعلام المحلية، وفي تقارير عالمية، وقد تبنت العديد من العمليات، وفيها عمليات تفجير وهجمات، ونصب كمائن والاستيلاء على مدن، وأوضح قادة الجبهة في مناسبات عديدة أنها لا تستهدف الصوماليين في جهادها، وفي 2 فبراير 2009 أصبحت الجبهة الإسلامية عضوا في ائتلاف جديد ظهر في شهر فبراير الحالي باسم الحزب الإسلامي.
الحزب الإسلامي السمة الغالبة على الجماعات المسلحة في الصومال هي ظاهرة (الانشقاق)، فمن رحم السلفية ولدت عشرات الفصائل الجهادية كان آخرها الحزب الإسلامي الذي تأسس في بداية شهر فبراير بعد انتخاب شيخ شريف رئيسا للصومال في 31 يناير 2009م، ويضم الحزب الجديد أربع فصائل من فصائل المقاومة، هي: الجبهة الإسلامية، ومعسكر رأس كامبوني بقيادة حسن تركي، ومعسكر خالد بن الوليد، ومعسكر الفاروق (عانولي). يطرح الحزب الإسلامي نفسه كبديل للحكومة الانتقالية، ويقول قادة الحزب إنهم سيواصلون الجهاد ضد قوات الاحتلال الإثيوبي التي لا تزال داخل الأراضي الصومالية، وكل من يدور في فلكها. واعتبرت جهات عديدة أن تأسيس الحزب في هذا التوقيت سيؤدي إلى تقوية الصف المعارض لحكومة الشراكة بقيادة الرئيس شريف أحمد. وتتمثل أهم مطالب الحزب في الدفع ببطلان الشراكة السياسية بين تحالف إعادة تحرير الصومال (جناح جيبوتي) والحكومة الانتقالية، وعدم إعطاء أي فرصة لأعضاء الحكومة الانتقالية للمشاركة السياسية في الصومال بعد رحيل قوات الاحتلال الإثيوبي، وضرورة مغادرة قوات الاتحاد الإفريقي العاصمة مقديشو، ورفض الدعوات الرامية لنشر قوات أممية في الصومال.
رابطة العلماء الصوماليين هو تنظيم يضم مجموعة من العلماء ورجال الدين البارزين في البلاد، ويستهدف توحيد جهود التنظيمات والمؤسسات الإسلامية بصرف النظر عن توجهاتها، ويشرف التنظيم على عدد كبير من المساجد والمدارس الإسلامية، ويُصدر فتاوى فيما يعرض عليه من الأمور المختلفة، ويرتبط بهذا التنظيم الحزب الإسلامي الصومالي، حيث يخضع التنظيمان لرئاسة واحدة. رابطة العلماء تعد مظلة تجمع أطياف من العلماء الكبار بشتى توجهاتهم -فيهم معتدلون من الصوفية- كالشيخ شريف شيخ محيي الدين علي والشيخ حسن عدي وغيرهما، وقد تأسست الرابطة في العاصمة مقديشو عام 2002، وقامت ببعض الأعمال الخيرية في حينها، لكنها تلاشت بعد ظهور المحاكم الإسلامية بشكل عملي، وفي الآونة الأخيرة تمخضت عنها لجنة المصالحة بين الفصائل الإسلامية، سعت للتوعية حول مسائل الجهاد وتقريب وجهات النظر بين الفصائل، ويرأسها الشيخ بشير أحمد صلاد، ومن أعضائها الشيخ نور بارود، والشيخ أحمد طعسو..
التكفير والهجرة في الصومال تنظيم سري قليل العدد، اشتهر لدى المجتمع بـ(بجماعة التكفير)، لكنه يتسمى بـ(الجماعة الإسلامية)، وتأسس 1979 تقريبا، ويتبنى أغلب أفكار التنظيمات التكفيرية في العالم الإسلامي مثل مفاصلة المجتمع (شعوريا)، واعتبار المجتمعات الإسلامية جاهلية (كافرة) وتستقي معظم أفكارها من كتب العلماء النجديين التي تطلق التكفير على كثير من الأعمال، وكتابات سيد قطب التي تصف المجتمات الإسلامية بـ"الجاهلية"، وكُتُب أبي الأعلى المودودي، لكن لم يعرف عنها مشاركة في الأحداث الجارية سلبا أو إيجابا، ولا يجري ذكرها في وسائل الإعلام ومن أشهر قادة التنظيم محمود نور عثمان رئيس أحد جناحي الجماعة (الجناح الأكثر تطرفا)، له العديد من المؤلفات حول توضيح منهج الحركة والرد على مخالفيهم، وعبد القادر شيخ محمود رئيس جناح آخر من جماعة التكفير.
جماعة التبليغ والدعوة هي تنظيم ذو قيادة جماعية وتسعى إلى تعليم الأفراد أصول الدين الإسلامي، ومن مبادئها الأساسية عدم الخوض في الأمور السياسية، والاعتماد على العمل الميداني في القرى والمدن؛ لتعليم أفراد المجتمع الصومالي أصول دينهم من قرآن وشريعة، وإعداد الدعاة لهذا الغرض، ولم يجر لها ذكر في وسائل الإعلام سوى حوادث سجن وقتل نالت بعض المنتمين إليها مثل حادثة مسجد الهداية (أبريل 2008)، حيث قتل الإثيوبيون أكثر من عشرين شخصا أغلبهم من جماعة التبليغ داخل المسجد، ويومها لم تتحدث الجماعة في وسائل الإعلام، وللجماعة مساجد (مراكز) في العاصمة مقديشو، وبوصاصو وهرجيسا وجيبوتي، وهناك جامعة "دار العلوم" الإسلامية في العاصمة مقديشو يديرها علماء ينتمون إلى الجماعة.
تنظيم "أهل السنة والجماعة" فصيل مسلح شاع اسمه مؤخرًا في وسائل الإعلام كواجهة من واجهات الطرق الصوفية، وبرزت كرد فعل لتسارع انتصارات حركة الشباب المجاهدين وإعلانها الحرب على الأضرحة والقباب الصوفية في المدن التي سيطرت عليها في جنوب الصومال مثل كيسمايو والقرى المجاورة لها . وخاض التنظيم الجديد معارك طاحنة أسفرت عن مقتل العشرات في شهري نوفمبر وديسمبر من العام 2008م وانتهت باستيلاء مجموعة "أهل السنة" على المدن التي جرت حولها المواجهات. ويبدو أن الفصيل الجديد وجد الدعم من بعض الناقمين على الإسلاميين كزعماء حرب سابقين وشيوخ عشائر، فيما اعتبر مراقبون الفصيل لاعبا جديدا في الساحة الصومالية لا يمكن التنبؤ بمستقبله، ولكن ما زال تأثيرهم محدودا لعدم التنظيم، وفقدان الجاهزية القتالية كما أنه لم يكن له أي دور في جهود المقاومة لإخراج القوات الإثيوبية من البلاد. وهناك تحليلات كثيرة أشارت إلى أن إثيوبيا تولت تدريب وتسليح الفصيل الجديد لاستخدامه كرأس حربة لكسر شوكة الإسلاميين، وعزز من تلك التكهنات تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي بأن حكومته تساعد القبائل التي تحارب من وصفهم بالإرهابيين (الشباب) وذكر أن قبائل احتضنت تلك المجموعات في أول أمرها وهي الآن التي تقود الحملة ضدهم، وكذلك تصريحات العديد من أمراء الحرب، مثل بري هيرالي حاكم كيسمايو السابق الذي طردته حركة الشباب حين قدم نفسه لوسائل الإعلام بأنه يحارب تحت راية أهل السنة والجماعة. ولهذا السبب -فيما يبدو- ظهر متحدثون عديدون لـ"أهل السنة" (الطرق الصوفية) بين من يتبنى المعارك ضد "الشباب" وبين ناف لها يرى أن "أهل السنة" (الصوفية) ليست طرفا فيما يجري. وفي عدة تصريحات لمتحدثين في وسائل الإعلام للطرق الصوفية تم استخدام مصطلح "الخوارج الجدد" أو "خوارج العصر" ومن جانبها حرصت حركة الشباب على نفي دخولهم معارك مع الطرق الصوفية ووصفوا المجموعة الجديدة بـ"عملاء إثيوبيا". وقد أعاد بعض المراقبين المعارك التي شهدتها محافظة جالجدود وسط الصومال إلى رغبة العشائر المحلية في التخلص من سطوة الحركة المتهمة بممارسة التصفيات الجسدية لمعارضيها ومحاولة فرض رؤيتها المتشددة على الجميع ومحاربتها تحت راية دينية في ظل الاستحقاقات القادمة من انسحاب إيثوبي وتقاسيم السلطة بين الحكومة وتحالف التحرير.
الطرق الصوفية في الصومال تعتبر الطريقة القادرية أقدم وأشهر الطرق الصوفية في الصومال، وتنتمي إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني توفي في بغداد عام 561هـ وتركِّز على رعاية أنصارها، ونشر تعاليمها بينهم، والإعداد الروحي لهم، وتلقينهم مبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه، وتوجد لها فروع كثيرة انبثقت منها كالزيلعية والأويسية، والربيعية، والعلية، والبارديرية، والسمنترية والرفاعية، وهذه الفروع متفاوتة في حجمها، وجغرافية الانتشار. وتوجد إلى جانب القادرية الطريقة الأحمدية (الإدريسية) ومنها الصالحية في شمال الصومال، وتذكر بعض المصادر وجود طرق أخرى مثل الرفاعية، والختمية، والدندرية، ولكنها ضئيلة لا يهتدي المراقب إلى ممثلين لها. يرى أغلب المراقبين أن التيار الصوفي تراجع دوره في الحياة العامة منذ الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بعد مزاحمته من الحركات الإسلامية المعاصرة، والآن تسعى الطرق الصوفية لاستعادة مكانتها. وخلال المقاومة ضد إثيوبيا في السنتين الأخيرتين لم تبرز الطرق الصوفية كتنظيم مستقل، وظل هناك حضور لعدد من أتباعها المعتدلين داخل المحاكم الإسلامية، ولكن في الآونة الأخيرة برز تنظيم مسلح باسم "أهل السنة" ظهر كرد فعل لما اعتبر استفزازا من حركة "الشباب" التي هدمت العديد من الأضرحة التي يتبرك به الصوفية في بعض المدن في جنوب البلاد.
* كاتب صومالي. والمقال عن إسلام أونلاين.
|