أنفلونزا الخنازير بين الحقيقة والإيهام
الأحد, 17-مايو-2009
إعداد: علي صلاح - بعد جنون البقر والحمى القلاعية والجمرة الخبيثة وسارس وأنفلونزا الطيور بدأ النفير العام يتوجه إلى أنفلونزا الخنازير مع تحذير منظمة الصحة العالمية بإمكانية تحول المرض إلى وباء يقضي على ثلث سكان الكرة الأرضية, ورغم حالة الهلع التي أصابت الشعوب في شتى بقاع المعمورة نتيجة لظهور المرض في عدد متزايد من الدول إلا أن أصواتا بدأت تخرج للتحذير من المبالغة في الأمر وأن هناك جهات تسعى لإفزاع العالم لأغراض معينة تخدم مصالح الدول الكبرى التي يهمها صرف الأنظار عن مخططاتها التوسعية, كما تحاول إنقاذ شركات الأدوية العالمية من الأزمة المالية الطاحنة التي تمر بها باختراع مرض جديد مما يؤدي إلى ضخ المليارات في خزائنها مقابل أدوية للوقاية وأدوية أخرى للعلاج.
مبررات نظرية المؤامرة أول الأسباب التي يسوقها أصحاب نظرية المؤامرة هو إصرار المسئولين عن الصحة العالمية توجيه العالم للبحث عن اللقاحات الواقية من المرض، وكيفية مواجهة آثاره السلبية على البشرية والاقتصاد, مع تجاهل تام لمرحلة ما قبل انتشار المرض والأسباب التي أدت إليه خلافا لطريقة التعامل مع الأمراض السابقة الشبيهة والتي عرفها العالم, وقد ربط هؤلاء بين انتشار أنفلونزا الخنازير والتقارير التي تحدثت عن تحقيق للجيش الأمريكي في ملابسات اختفاء عبوات زجاجية من أحد المختبرات في قاعدة عسكرية في ولاية ميريلاند تحتوي على عينات من فيروس خطير, وأشارت التقارير إلى أن الفيروس واسمه العلمي "التهاب الدماغ الخيلي الفنزويلي" يصيب الخيول ويمكن أن ينتقل إلى البشر.
وقالت المتحدثة باسم معهد الأبحاث الطبية والأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي: إنه في 97 في المائة من الحالات يعاني الأشخاص المصابون بالفيروس من أعراض شبيهة بالأنفلونزا. من جهة ثانية فقد نشرت جريده (لوس انجلوس تايمز) الأمريكيه ، مقالا شكك فى أن أنفلونزا الخنازير يعتبر سلاله متحوره ووصفها بأنها غير فتاكه, وقال المقال المنشور نقلا عن عالم جزيئات الفيروسات الذى يدرس أنفلونزا الخنازير فى جامعه "ويسكنسون" الدكتور كريستوفر أولسن: إن تفشى فيروس (اتش1- ان 1) قد لايحدث خساره كبيره كالتى تسببها الأنفلونزا عاده كل شتاء بدون أيه ضجه إعلاميه كبيره . وأضاف: دعونا لانفقد مسار كون الأنفلونزا الموسميه العاديه هى من مشاكل الصحه العامه الضخمه التى يذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص فى الولايات المتحده الأمريكيه وحدها بالاضافه إلى مئات الآلاف فى جميع انحاء العالم . وقال عالم آخر، يوصف بأنه رائد فى عالم فيروسات الأنفلونزا فى مستشفى أبحاث الاطفال فى ممفيس : إن هذا الفيروس ليس لديه قدره القتل مثل فيروس 1918 الذى راح ضحيته مايقدر بـ30 مليون ضحيه فى أنحاء العالم . وقد تم التعرف على أوجه الشبه بين الفيروس الحالى وفيروس 1918 وكلاهما من سلاله (اتش1- ان 1)وأطلق عليهما هذا الاسم لشموليتهما على نوعين من البروتينات ), وقال الخبير فى الميكروبولوجى والأنفلونزا فى مركز سيناى الطبى فى نيويورك ، الدكتور بيتر باليسى : هناك بعض الخصائص الجزئيه التى يفتقر إليها الفيروس الحالى ..إذ ليس به الأحماض الأمينيه, ولكى يكون فتاكا فإنه يجب أن تزيد عدد جسيماته فى الرئه.
استعادة فيروس 1918 فى عام 1918 ، حين ظهر وباء الأنفلونزا نتيجه لنشوء فيروس جديد، لم يكن مختلفا كثيرا عن غيره، كان الفيروس يؤدى إلى مقتل الشخص فى غضون ساعات ويسبب تليفا شديدا فى الرئتين ويغرق المريض فى سوائل جسده .
وفى عام 2004 نجحت الولايات المتحده الأمريكيه ، في استعاده الفيروس الذى قتل 30 مليون شخص عن طريق استخلاصه من الحمض النووى لجثه متوفى به فى آلاسكا, وقد بررت هذا يومها بغرض التعرف على هذا الفيروس القاتل الذى تعود إليه خمسة أنواع من فيروسات الأنفلونزا الوبائيه التى ظهرت بعده . وقد نقلت مجله "نيو ساينتيست" البريطانيه عن عدد من العلماء ، أن احتمال تسرب هذا الفيروس من معامل التجريب قد يؤدى إلى نتائج كارثيه. وفى مقال نشره موقع (جلوبال ريسيرش) فى 14 أغسطس 2008 ، كتب وليام انجدال تحت عنوان : "مشروع البنتاجون للفيروسات المعدله " وصف فيه عمليه استدعاء فيروس 1918 بأنها جنون علمى محض، وقال: إن هناك معلومات تشير إلى أن احتكارات الأدوية تعمل مع الولايات المتحده على تطوير مادة فيروس لترويج لقاح ضده, وقد كان هذا الوقت هو فتره صعود فيروس أنفلونزا الطيور . وأضاف: إن فيروس الأنفلونزا الأسبانية الذي ظهر عام 1918 وأدى إلى مقتل الملايين هو أحد التجارب الأولى للأسلحه البيولوجيه ، وأنه ولد فى قواعد عسكريه فى كنساس ، وتم تجريبه على عدد من الجنود أثناء الحرب العالميه الأولى ، قبل أن يصبح وباءا فتاكا فيما بعد . وتابع: فى الوقت الذى كان عدد ضحايا أنفلونزا الطيور بضعه عشرات من الأشخاص ، وجرى تسويق المرض دوليا على أنه خطر ووباء ، فإن نحو 460 ألف أمريكى ماتوا فى عام 1999 بسبب الآثار الجانبيه لدواء أمريكى للقلب اسمه "الأسبارتم" ، وكانت الشركه المنتجه له (سيرل – فى شيكاغو) على وشك فقدان ترخيص إنتاجه إلى أن تولى رئاستها دونالد رامسفيلد ، الذى أصبح فيما بعد وزيرا للدفاع، واستخدم صلاته فى واشنطن لتمرير "الأسبارتم". والعجيب أن دونالد رامسفيلد ، كان يملك أسهما فى شركه أمريكيه لإنتاج دواء ضد أنفلونزا الطيور، ورفض أن يبيع أسهمه فيها ، على الرغم من انكشاف تعارض مصالح بين موقعه كوزير للدفاع وأسهمه ، إثر شراء وزاره الدفاع الأمريكه أمصالا بمليار دولار لحقن جنود الجيش على سبيل الوقايه من أنفلونزا الطيور.
موقف منظمة الصحة العالمية قبل ساعتين من إعلان منظمه الصحه العالميه (الحاله الخامسه) ، مايعنى أن العالم مقبل على وباء بالنسبه لأنفلونزا الخنازير ، قال الدكتور كيجى فوكودا مساعد المدير العام لمنظمه الصحه العالمية: هناك وضع خطير قد يستوجب إعلان الحاله الخامسه ..وأن احتمالات الوباء شديده ..ولابد من رفع درجه الاستعداد القصوى فى العالم",وعقب ذلك أعلنت مدير عام المنظمه (مارجريت تشان) الحاله الخامسه. فى اليوم التالى سئل (فوكودا ) عما إذا كان العالم يتجه إلى إعلان (الحاله السادسه) أى إعلان وجود الوباء ومايعنيه هذا من إجراءات قد تصل إلى حد منع السفر وربما منع التجول فى الدول المصابه فقال: إن المنظمه لاترى داعيا حتى الآن لرفع درجه التحذير,ولكنه أضاف: إن الموقف بشأن مرض انفلونزا الخنازير لازال يتطور . وكشف أن المنظمة بدأت فى توزيع عقاقير مضاده لفيروسات الأنفلونزا فى الدول الناميه التى ترى المنظمه أنها أشد حاجه إلى المساعده, وزاد : إن المنظمه تلقت وعودا من شركه (روش السويسريه) لتصنيع الأدويه بأنها سوف تزيد من إنتاجها للعقاقير المضاده لفيروسات الأنفلونزا , وما يثير الريبة هو سرعة تلاحق الأحداث من الكشف عن المرض ورفع درجة الاستعداد ثم المطالبة بسرعة إنتاج المزيد من الأدوية وهو ما حدث بالنسبة لمرض أنفلونزا الطيور من قبل حيث وقفت الدول في طابور طويل في انتظار حصتها من عقار (التامفلو).
اتهامات للمنظمة ويرى أصحاب هذه النظرة أن خبراء منظمة الصحه العالميه يبالغون إلى حد بعيد في توصياتهم, فى حين أن الأوضاع الميدانيه فى الدول قد لا تشير إلى ما يحذرون منه, ويستدلون على ذلك بأمرين الأول: هو الطبيعه المتسارعه لإداره الموقف من قبل منظمه الصحه العالميه فالبيان الأول الصادر عن المنظمه كان تاريخه يوم 24 أبريل ويشير إلى سبع حالات مصابه بمرض شبيه بالأنفلونزا فى الولايات المتحده والمكسيك, وفى ذات البيان قالت المنظمه: إن الحالات فى المكسيك بدأ تسجيل رصدها من 18 مارس ووصفت بأنها (الأنفلونزا المعتدله) حتى تم تسجيل 854 حاله التهاب رئوى فى العاصمه وأدت 59 منها إلى الوفاة, ثم قال البيان: إن تحليلا لـ18 حالة من مجموع الحالات هى لأنفلونزا الخنازير . وفجأه اعتبرت المنظمه فى بيانها أن تلك الحالات هى مدعاة كبيرة للقلق لأنها حالات بشريه مرتبطه بفيروس من فيروسات الأنفلونزا التى تصيب الحيوانات . وفى يوم 26 أبريل وزعت المنظمة مجموعة من إجابات الأسئله التى ترى أنها شائعه حول أنفلونزا الخنازير, وقالت المنظمه: إنه يمكن أكل لحم الخنازير بعد طهوها جيدا عند درجه 70 مائويه ونفت وجود لقاح لحمايه البشر من المرض,لكنها عادت وقالت: إن بعض الدول تملك أدويه قادره على توقى المرض وعلاجه بفعاليه, وعددت مكونات الدواء التى تشير إلى المنتج التجارى (تامفلو) ومايماثله . وفى يوم 27 أبريل أصدرت المنظمه بيانان ، الأول يقول: إن الأوضاع الراهنه للمرض تشهد تطورا سريعا ولم توص المنظمه بفرض قيود على حركه السفر العاديه وطلبت من باب الحيطه إرجاء الرحلات , ونفت مجددا انتقال المرض من تناول لحم الخنزير . البيان الثانى فى نفس اليوم أعلن رفع مستوى الإنذار من الحاله 3 إلى الحاله 4 مايعنى أنه يمكن أن يكون هناك احتمال وباء ولكن حدوثه ليس أمر حتمى , فى اليوم التالى أصدرت المنظمه البيان الذى يؤكد وجود تطورات سريعه وظهور الحالات فى سبع بلدان, وفى يوم 29 ابريل رفعت مدير عام المنظمه إلى الحاله الخامسة, وقالت: إن على جميع البلدان أن تتأهب لمواجهة الوباء, وأن تحافظ على درجه عالية من التيقظ إزاء حدوث تفشى غير عادى من أمراض الأنفلونزا والالتهاب الرئوى الوخيم . البيانات المتلاحقة والتحذيرات المبالغ فيها رغم عدم وجود ما يؤيدها على الأرض فى مختلف البلدان انعكس على العلاقه بين المنظمات الدوليه المتعلقه بصحه الحيوان والإنسان وغيرها, وهو مادفع منظمه الفاو – المنظمه الدولية للاغذية والزراعة – إلى إصدار بيان قالت فيه: إن فرقها البحثيه تحاول التحقق مما إذا كان للمرض أى علاقه بالخنازير, وأكدت المنظمة أنها لم تزل غير متأكده من ارتباط الخنازير بحالات الوفاه بين البشر, على حد قولها .
حماية جماعية للخنازير! فى يوم 30 أبريل ، اضطرت منظمه الصحه العالميه إلى أن تشترك فى إصدار بيان مع كل من الفاو ومنظمه صحه الحيوان عنوانه (مأمونيه لحم الخنزير) وقال البيان: إنه ليس من المعروف أن فيروسات الأنفلونزا تنتشر بين البشر عن طريق تناول لحم الخنزير المجهز أو سائر المنتجات الغذائيه المأخوذه من الخنازير. وأضاف البيان : من شان التسخين الشائع فى طهى اللحوم أن يقضى بسهوله على أى فيروسات يحتمل وجودها فى منتجات اللحم النيء, ولكنها طلبت من السلطات المحلية عدم استخدام اللحوم المريضه او النافقه.
دوافع المؤامرة هناك عدة دوافع خلص إليها متبنو هذه النظرية وهي: 1- الرغبه فى صرف أنظار الرأى العام عن ضغوط الأزمه الاقتصاديه العالميه بحيث يكون الإحساس بالخطر الصحى أقوى من الإحساس بالخطر الاقتصادى وهو مايؤدى إلى إتاحه الفرصه أمام صناع القرار لكى يتخذوا مواقف معينه قد لايقدرون عليها فى توقيتات أخرى, أو تخفيف الضغوط عنهم فى معالجه الأزمه الاقتصاديه. ويرى أصحاب هذه النظرية أن هناك سوابق لمثل هذه الأفعال عندما تم التحذير بشكال مبالغ فيه أيضا من أمراض مثل(جنون البقر- الحمى القلاعيه – الجمره الخبيثه – السارس – أنفلونزا الطيور) وانتهى الأمر إلى لا شيء فعدد من قتل في كل هذه الأمراض لا يتجاوز عدد القتلى في سقوط طائرة أو غرق سفينة.
2- الرغبه في تطوير الأبحاث العلميه فى مجالات الأنفلونزا والأمراض الوبائيه والحصول على نفقات ماليه غير متوفره الآن نتيجة للشعور بالأمان خصوصا مع الأزمة المالية, وقد قالت صحيفة "النيوريوك تايمز" في تحليل لها: إن الأزمه الاقتصاديه قد أدت إلى تقليص النفقات الماليه المخصصه للقطاع الصحى على المستوى الفيدرالى وعلى المستوى المحلى فى كل ولايه أمريكيه؛ ما أدى إلى فقدان الآلاف من العاملين لوظائفهم رغم أن الحاجه تبدو ماسه لجهودهم فى مواجهه وباء أنفلونزا الخنازير, وشككت الصحيفه فى مصداقيه مايردده كبار المسئولين فى القطاع حول قدرتهم على مواجهه الوباء بالإمكانيات الحاليه.
3- الرغبه فى رفع قيمه وأسهم الشركات الكبرى المنتجه للأدويه فى هذا المجال ، وزياده الطلب على منتجاتها ، فقد ارتفعت أسهم شركه روش بنسبه 4% وأسهم شركه جلاسكو سميث كلاين البريطانية بنسبه 3% , كما ارتفعت أسهم شركه (بيوتا هولدينجز) الأستراليه التى أصدرت ترخيص دواء (ريلينزا) لشركه جلاسكو, وهو مشابه لدواء (تامفلو) بنسبه 8%. وقال محلل فى شركه بريطانيه للوساطه الماليه: "إنه مامن شك أن هناك فائده متصوره فعلية من انتشار الحديث عن المرض.." ومما يؤكد ذلك ما قاله (راى موينهان) ، وهو أحد أشهر الكتاب فى المجال الطبى في كتاب صدر عام 2005 باسم : (بيع المرض – كيف تحولنا شركات الأدويه جميعا إلى مرضى ؟), وقال فيه: إن شركات الأدويه قد أعادت تعريف المرض والصحه وبالتالى دواعى وصف الدواء؛ ما أدى إلى تحقيق قفزه نوعيه فى مبيعات الأدويه, عبر استراتيجيه تسويقيه مكثفه تستخدم فيها الأطباء والمشرعين الحكومين والهيئات العمليه والأكاديميه لتوسع سوق مبيعاتها على حساب الأصحاء والمرضى على حد سواء .
المصريون وأنفلونزا الخنازير فور الإعلان عن المرض سادت حالة من القلق في الأوساط الرسمية والشعبية المصرية, خصوصا مع تواصل الكشف عن مزيد من حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور والحيث عن إمكانية تحور المرض وانتقاله من إنسان إلى إنسان, وقد اتخذت الحكومة قرارا سريعا بذبح جميع الخنازير الموجودة في البلاد والتي يبلغ عددها 300 ألف رأس, وهو أمر أدى إلى حالة من السخط في أوساط أقباط المهجر الذين اعتبروا الأمر نوعا من الطائفية إلا أن مصادر رسمية أكدت أن الحالة المزرية لأماكن تربية الخنازير عجلت بقرار الحكومة التي كانت تنوي قبل الكشف عن المرض نقل هذه الأماكن إلى مناطق نائية, وأشارت إلى أن ظهور المرض في مصر في ظل هذا الوضع سيؤدي إلى كارثة محققة. من جهته أعلن وزير الصحة المصري د. حاتم الجبلي أنه يدرس إمكانية وقف سفر المعتمرين لمدة 3 أو 4 أسابيع على الأقل لحين التأكد من خلو المنطقة العربية من الفيروس القاتل ولزيادة الاحتياطات الصحية في الابتعاد عن التجمعات البشرية , كما أعلن الأزهر أنه يفكر في إلغاء صلاة الجمعة والجماعة وإغلاق المساجد في حال ظهور المرض في البلاد. أما رجل الشارع العادي فذكر أحمد تيمور, مدرس بمحافظة الجيزة , أن حمى الشائعات هذه تترك أثرا خطيرا في نفوس البشر ربما أخطر من ظهور حالات إصابة، لأنها ببساطة تقود الناس لسلوكيات خاطئة وطالب بتخصيص قناة تليفزيونية أو حتى تحديد برنامج زمني يذاع كل 4 ساعات حول ما يجب أن يعرفه المواطنون عن الفيروس وللرد على استفساراتهم, أما إيمان محمود وتعمل صيدلانية فأشارت إلى انتشار حالة وسواس رهيبة بين المرضى، فإذا أصيب أحد بارتفاع درجة الحرارة وحالة إرهاق حادة فأول ما يتبادر إلى ذهنه أنه ربما أصيب بالمرض ويظل يختلق سيناريوهات لاحتمال انتقال العدوى له من خلال محل بيع الدواجن الحية الذي يقع بجوار منزله، ويتوجه فورا للصيدلية ويرهق أصحاب الصيدلية بالاستفسارات ويتساءل عن وجود أمصال للوقاية من عدمه، وهذا كله يحمل مؤشرات خطيرة يجب أن تلتفت لها أجهزة الدولة. ويؤكد أحمد وهو مصري مقيم في السعودية على شعوره بالخوف من أن يصل الفيرس لمصر خاصة وأن هناك حالات ظهرت في على الحدود في "إسرائيل"،حيث أن مجرد ظهور ذلك الفيرس في مصر لا يعنى إلا كارثة حقيقية وخطر كبير لأسباب كثيرة برأيه أهمها الكثافة السكانية الكبيرة والتي ستجعل من فيرس ينتقل عبر الهواء إلى وباء كبير يصعب التعامل معه, أما هشام وهو طبيب بيطري من القاهرة أبدى موافقته على قرار الحكومة المصرية بشأن ذبح الخنازير لدرء الخطر عن المصريين, كما أيده في ذلك مصطفي لأن أماكن تربية تلك الحيوانات مصدر للقاذورات, كما قال.
كلمة أخيرة ليس من المستغرب أن تكون هناك حلقة أخرى يتم الإعداد لها أكثر خطورة من أنفلونزا الخنازير ففى عام 2004 نشرت نقابة الأطباء البريطانية تحذيرا من أن العالم "ربما يبعُد بضع سنوات فقط عن أسلحة بيولوجية مخيفة قادرة على قتل أشخاص ينتمون إلى مجموعات إثنية محددة" وهو ما يشير إلى إمكانية استهداف العرب وحدهم مثلا بنوع من الفيروسات المميتة خصوصا وأن أيادي الكيان الصهيوني ليست بعيدة عما يجري في المعامل الأمريكية, وكون أنفلونزا الخنازير أصابت أمريكا و"إسرائيل" نتيجة لخطأ ما ـ حسب أصحاب تلك النظرية ـ لا يعني أن احتمال توجيه سلاح بيولوجي للعرب وحدهم يعد أمرا مستبعدا, كما أن امتلاك الغرب وحده التكنولوجيا اللازمة لتصنيع الأدوية المضادة يزيد من خطورة الوضع.
* عن مفكرة الإسلام.
|