'الجوع' بين يدي القراء
الثلاثاء, 26-أغسطس-2014
الميثاق إنفو -
محمد البساطي (1937 – 2012) أديب مصري ولد في بلدة الجمالية بمحافظة الدقهلية. تدور معظم أعماله في جو الريف من خلال التفاصيل الدقيقة لحيوات أبطاله المهمشين. من أعماله “صخب البحيرة”، و”أصوات الليل”، “ويأتي القطار”.
“جوع”، هي عودة بالرواية إلى الواقع المصري الريفي وما يؤرقه. فلم تحلق في المدينة وفلسفاتها التي لا يفهمها سوى الخاصة. الجوع فيها تجده في الأحداث بتلقائية ودون افتعال. فمع صفحات الرواية وأبطالها “زغلول” و”سكينة” وطفليهما وفي أحداث القرية وحياتهما نرى الجوع شبحا ومحركا للعالم السردي.
● أميرة: بينما نحن نتبارى في ماركة الهاتف ونوع السيارة، ونتباهى بأسماء المطاعم التي نرتادها، لا يجد زاهر، الطفل، ما يسدّ به جوعه غير كسرة خبز محترقة وحبة خضر معطوبة تسولها من بائع الفاكهة، وربما نالته صفعة أو اثنتان كتعبير عن الاشمئزاز من آباء أصدقائه الأحسن حالا. أشعر بعار عليّ كبير.
● أحمد: الإفراط في التبسيط يؤدي إلى سذاجة النص والمعنى والإفراط في استخدام العامية قد يؤدي إلى السوقية والتعرض لألفاظ غير أخلاقية. قد يكون هذا حكم قاس نسبيا ولكنه بالفعل ما توصلت إليه من خلال رواية “جوع” حتى أنها لواحدة من المرات النادرة تماما التي أبدأ فيها بقراءة كتاب ولا أريد إنهاءه بعد الوصول إلى ما يقرب من ثلاثة أرباعه. الراوية التي تدور في ثلاثة فصول على ثلاثة محاور: الزوج والزوجة والابن. انتابني شعور بأن فكرة أبطال الرواية الأساسيين مبتذلة ومستهلكة.
● طاهر الزهراني: التفاصيل الصغيرة ممتعة، أنّات والهموم العابرة، حيوات متواضعة، تيه من أجل البحث عن سبل القوت. هكذا هي هذه الرواية، عمل يرتقي بالمحلية إلى العالمية، ينزع الرداء عن البسطاء والمهمشين ليكونوا فجأة عظماء، كالعادة. التفاصيل الصغيرة مذهلة، تتبع لدقائق لا تلفت إلا انتباه أرباب الفن والدربة. رواية لا أستطيع أن أنسى تفاصيلها بسهوله.
● رندة الوكيل: قصص عديدة متداخلة طابعها الرئيسي الجوع، بها الكثير من الرموز غير المفهومة بعض الشيء. بالرغم من كل هذا تستمتع بها ككل، دون أن تترك لنفسك فرصة للتساؤل عن هدف الكاتب مما يقص علينا. فقط تستمتع.
● محمد الوكيل: رواية بسيطة في كل أجزائها، حتى في مجرد أفكارها، لكن عنوانها يدلّ على مضمونها. عن الجوع يتحدث البساطي، الجوع الذي يغمر كل شيء، الأكل والشرب والسكن الآدمي والثياب النظيفة والدفء البشري الإنساني والأنس بالزوجة، وصولا إلى أرقى الحاجات الإنسانية.
● محمد سيد رشوان: كنت قد قرأت للكاتب من قبل “صخب البحيرة”، والتي كانت عميقة، غامضة، مكثفة، مليئة بالكلمات والأسرار. “جوع” تختلف عنها تماما. حيث تقل الألغاز وتتضح الأحداث، يسهل الأسلوب ويصبح مشوقا أكثر. من الصعب المقارنة بين الروايتين، ولكن الاثنين مميزتان.
● أحمد أسامة: رواية موضوعها واضح من اسمها، فهو ذو توجه إنساني، لكنها كعمل أدبي فهي ضعيفة جدا. مجرد سرد للأحداث بطريقة سطحية خالية من العمق، وتتعامل مع قيم عميقة جدا بسطحية ودون تفاعال، رواية ضعيفة لا تستحق الترشيح للبوكر.
● فهد: رواية قصيرة جدا، تعرض سيرة عائلة مصرية مطحونة، مكونة من زوج وزوجته وابنيهما، كلما وجدوا عملا أو مورد رزق يبعد عنهم شبح الجوع السائد، إلاّ وسرعان ما يعودون إلى حالتهم الأصلية، حالة التضور جوعا، مع هذا كله فالرواية لا تجرد أبطالها من إنسانيتهم.
● عمر عصام: القصة تجربة فريدة مميزة صادمة دون مبالغات كعنوانها “جوع” وهذا هو تعريف الجوع بكل بساطة وهدوء وبكل تركيز، الكاتب أعطى جرعته في تعريف الجوع وكانت قوية مركزة حاسمة كحقنة وريد يصل أثرها بسرعة ودون تعقيدات. تحرر الكاتب من اللغة العربية الصارمة وأدخل في أسلوبه الكثير من الألفاظ العامية القروية، وأعتقد أن هذا كان ضروريا حتى يصبح تعبيره وأسلوبه أكثر صدقا.
● ندى: أعجبني أسلوب الكاتب السردي، ولكني في كل رواية أقرأها أنتظر الحكمة أو الغاية أو العظة التي سأنتبه إليها وأتعلم منها عند قراءتها، إلا أنني لم أجد سوى وصف لحياة أسرة مدقعة الفقر تعيش في عمق الريف المصري في حقبة زمن بائد، حيث يحوي الكثير من الفقر العام.
العرب اللندنية
|