أحزاب الإسلام السياسي وراء صعود المتطرفين في الدول العربية
السبت, 12-يوليو-2014
الميثاق إنفو -
عزا كاتب بريطاني الفوضى التي تعيشها بلدان الشرق الأوسط إلى صعود الإسلام السياسي وتساهل الغرب في إسقاط أنظمة سياسية علمانية.
وقال سايمون جنكينز “إنه لمن السذاجة أن يعبر الغربيون عن انشراحهم بالربيع العربي الذي أطاح بالأنظمة العلمانية، فيما تسببت أحزاب الإسلام السياسي التي صعدت إلى السلطة بهذه الفوضى الناجمة عن صعود المتعصبين والمتطرفين”.
وأضاف “لقد ألحقنا بالعالم الإسلامي أضرارا تفوق كل ما ألحقه بنا وينبغي أن نتركه يحل مشكلاته بنفسه”.
وأكد “أن الصراعات لا يمكن تجنبها بواسطة القنابل والأسلحة وأن الإصرار على سلوك واشنطن ولندن وفق هذا المنهج سيكون جريمة وتأجيجا للحروب في العالم الإسلامي”.
وتوصل جنكينز الحاصل على وسام تقدير في مجال الصحافة ويكتب عمودين أسبوعيا في صحيفتي “الغارديان” اليومية و”ايفنيغ ستاندر” إلى أن الوضع الملتبس في بلدان الشرق الأوسط مرده، صعود الأحزاب الإسلامية كالإخوان المسلمين في مصر والأحزاب الدينية والطائفية في العراق وإيران.
وقال في مقال بصحيفة الغارديان البريطانية إنه سافر كثيرا إلى عدد من الدول الإسلامية وفوجئ عندما وجد أن الأنظمة الحاكمة فيها “علمانية” بدرجة كبيرة رغم المشاعر الدينية على المستوى الشعبي.
وعبر عن اعتقاده بأن الحسنة التي قدمتها هذه الأنظمة الدكتاتورية هي أنها تمكنت من إبقاء الإسلاميين بعيدا عن الصورة.
سايمون جنكينز: الإعلام يضخم من خطر الجهاديين على بريطانيا
وقال “جميع الحكام السلطويين بدءا من أتاتورك إلى عبدالناصر وصدام حسين نجحوا في ذلك بشكل كبير”.
وأشار جنكينز إلى أن أبناء العالم الإسلامي يحتاجون إلى الدعم الغربي في المجالات الإنسانية والإغاثية، لكن ينبغي على بريطانيا أن تقبل بوجود بعض الأصداء للصراعات الطائفية والعرقية بين المسلمين.
ووصف حرب احتلال العراق التي شنها الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش مع توني بلير والمحافظين الجدد بالكارثية، لأنها أنفقت تريليون دولار دون أن تجلب للعراقيين غير الأحزاب الدينية المتطرفة.
واعتبر جنكينز الإعلام في بلاده يضخم من خطر الجهاديين على بريطانيا.
وقال “إن الكثيرين يرون أنه من الممكن التسامح مع تعاطي الشباب للمخدرات أو العلاقات الجنسية لكنهم لا يمكن أن يتسامحوا معهم عندما يصبحون متدينين”.
وأشار إلى أن بعض الشباب البريطانيين يشاركون في حرب بين العلويين الشيعة والسلفيين السنة في سوريا بهدف السيطرة على المنطقة وإعلان الخلافة الإسلامية.
وقال إن 10 بالمئة من الأطفال البريطانيين تحت سن الخامسة هم من المسلمين وهؤلاء يذهبون إلى المساجد ويتعلمون أحكام الشريعة والقرآن وفي يوم من الأيام سيكبرون ويصبحون شبابا وتعتمد ميولهم حينها على ما تعلموه في صغرهم.
وكانت وسائل الإعلام البريطانية قد اهتمت بشريط فيديو يظهر شابين بريطانيين سافرا إلى سوريا للقتال مع الحركات الجهادية.
وأعاد سايمون جنكينز كلام المدير السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني “MI6” أمس الأول بقوله “إن الحكومة والإعلام يبالغان في تقدير التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)”.
وقال ريتشارد ديرلوف، الذي كان مديرا للاستخبارات البريطانية زمن غزو العراق في محاضرة أمام جمهور بريطاني، إن التطرف الإسلامي اختلف في طبيعة التهديد الذي يشكله منذ غزو العراق، حيث أصبح يشكل تهديدا للعالم العربي أكثر منه للغرب الذي لم يعد يشكل هدفه الرئيسي.
وانتقد الإعلام الذي يمنح البريطانيين الذين التحقوا بالمسلحين في سوريا “شهرة لم يحلموا بها”.
*.نقلاً عن صحيفة العرب اللندنية
|