كيف تبدأ 2014 بقوة وطاقة إيجابية
الأحد, 05-يناير-2014
د. ناديا بوهنّاد -


سنة تنتهي وتمضي وسنة جديدة تأتي، كل سنة تحل علينا تحمل معها الكثير من الفرص الجيدة والجميلة ونحن البشر من نجعل منها إما سنة رائعة أو سنة كئيبة. السنة الجديدة هي فرصة للبدء من جديد، فرصة للتغير، فرصة للنمو.

الشخص الكسول والمحبَط الذي لا يؤمن بنفسه ولا بقدراته، ستكون السنة الجديدة لديه مثل غيرها من السنوات السابقة المحبطة. أما الشخص الجريء الذي يحب نفسه ويهتم لتطويرها دائما تكون السنة الجديدة لديه هي الأروع، الأجمل والأنجح من السنوات السابقة.

يقول روبين شارما المدرب العملي في تطوير الذات “تذكّر إذا لم يكن ماضيك جيدا فذلك لا يعني أن مستقبلك لن يكون رائعاً”. كل الطرق لتحسين وتطوير حاضرك ومستقبلك بين يديك. تخيل أنك أمام لوحة بيضاء وطُلب منك أن ترسم فكرة تعبر فيها عن مستقبلك، إذا رسمت لوحة جميلة بألوان زاهية فذلك انعكاس عقلك الباطن عن حياتك وعن مستقبلك، بمعنى أن حياتك ستكون رائعة، وإذا رسمت لوحة مزعجة وقبيحة كذلك سيكون مستقبلك مليئا بالإخفاقات والإحباطات. ما نفكر به ونؤمن به يحدث في حياتنا شئنا أم أبينا تلك هي سنّة الحياة أو ما يعرف بالتفكير الإيجابي، أو كما جاء في كتاب السر قانون الجذب، كلما فكرت بشكل إيجابي وآمنت به ستكون حياتك كذلك، أما إذا كنت من النوع الذي يُسيطر عليه التفكير السلبي منذ أن يصبح وحتى ينام ستكون حياتك إحباطا ودمارا ومليئة بالطاقات السلبية والناس السلبيين من حولك، لأنك في نهاية الأمر تجذب ما تفكر وتؤمن به.

تستطيع أن تبدأ عام 2014 بقوة وبطاقة إيجابية من خلال اتّباع خطوات بسيطة لكنها تحتاج إلى التزام، فطريقة تفكيرنا وسلوكنا في بداية السنة الجديدة هي التي ستحدد خط سير باقي السنة بالنسبة إلى حياتنا ومن هذه الخطوات:

أولا: عليك القيام بتقييم حياتك خلال السنة الماضية، ماذا أنجزت وما الذي صعب عليك إنجازه، ثم عليك تقييم شخصيتك وسلوكك، ما الأمور التي تحتاج إلى تطوير أو تعديل أو حتى حذف نهائي، مثل الغضب أو الوقاحة في التعامل مع الناس.

ثانيا: عليك عمل قائمة من ثلاثة أعمدة للناس والأصدقاء والمعارف في حياتك. العمود الأول تكتب فيه أسماء الناس الإيجابيين في حياتك، من أثّروا فيك وتعلمت منهم. والعمود الثاني فيه الناس المحايدون، من لم يضروك أو ينفعوك، أما العمود الثالث فخصصه للناس السلبيين الذين أساؤوا إليك أو تنزعج من طاقاتهم السلبية. ثم خذ قرارا حاسما في إخراجهم من دائرة حياتك الشخصية خاصة إذا لم يكونوا من الأقارب لأن الأقارب يصعب أن تلغيهم من حياتك ولكن تستطيع أن تغير تعاملك وسلوكك معهم ليكون محدودا وإيجابيا من طرفك حتى تمنع عنك السلبية التي تأتي منهم.

ثالثا: عليك أن تكتب أهدافك في الحياة في كل المجالات الشخصية والأسرية والاجتماعية وغيرها ومن المجالات التي تهمك، على أن لا تزيد الأهداف عن ثلاثة وأن تكون واضحة وواقعية وسهلة التحقيق.

رابعا: أكتب ثلاثة أو خمسة أمور ترغب في تحقيقها خلال السنة الجديدة، واعمل على تحقيقها بشكل منظم ومنطقي.

خامسا: عليك أن تأخذ عهدا على نفسك أن لا تذهب إلى النوم وأنت غاضب أو حزين لأنك ستصحو في اليوم التالي بنفس الطاقة. كما عليك كل ليلة قبل النوم أن تكتب قائمة بالإنجازات الإيجابية والمفيدة التي قمت بها خلال كل يوم من أيام السنة الجديدة.

سادسا: دع الأمور التي لم تحصل عليها في سبيل شأنها، أتركها لأن التعلق بها والتمسك بها يعني التعلق والتمسك بأحد سلبيات السنة الماضية، إذا لم تحدث في الماضي فلن تحدث اليوم ربما لأن الله لم يشأ لك الخير فيها. وهذا ينطبق على العلاقات بين الأزواج والأحبّة. إذا كان هناك طلاق أو انفصال وكنت قد حاولت جهدك مع الطرف الآخر وهو لا يستجيب، الاحتمال الأكبر أنه لم يعد يرغب فيك وأنه لن يعود، اتركه فإذا شاء الله عاد وإذا كانت مشيئة الله عكس ذلك يعني أن هناك من هو أفضل منه ينتظرك. فكّر في حريتك وفي التحرر من رفضه لك ومن طاقاته السلبية، لأن الخلافات تجعل من يحبك يحبّك أكثر بعد كل خلاف لا أن يتخلى عنك. وتعلّم من أخطائك في تلك العلاقة حتى لا تكررها في المستقبل، وانظر للعلاقة على أنها تجربة تتعلم منها ليس إلا.

سابعا: توقف عن لعب دور الضحية وكن دائما البطل حتى تحقق ما تريد وفي كل المجالات. فأسوأ شعور يمكن أن يمر به الإنسان هو أن يشعر بالأسى على نفسه، فلا أحد ولا شيء يستحق منك ذلك.

ثامنا: كن إيجابيا، فكلما كنت إيجابيا ستجذب الناس الإيجابيين في حياتك، وكلما استسلمت للسلبية ستجد نفسك في مستنقع يصعب التخلص منه إلا بمساعدة مختص ربما. عن نفسي أنا بدأت بتطبيق كل النقاط السابقة منذ اليوم الأول من عام 2014، وأنت متى ستبدأ؟!



*. نقلاً عن صحيفة العرب اللندنية