الحرب على الإرهاب
الأحد, 24-نوفمبر-2013
عبدالله عمران -



فلت الإرهاب من عقاله، وخرج عن كل قيد، وأصبح جوالاً وعنيفاً ومدمراً، ولم يعد مقتصراً على دولة عربية دون أخرى . الكل بات على اللائحة، ومن يعتقد أنه بمأمن سوف يجد نفسه إن شاء أو أبى في عين العاصفة .


لذا، لم يعد مسموحاً بقاء العرب يتفرجون، أو يتغافلون أو يتغاضون عن هذا الإرهاب الأسود الذي يضرب في عقر دارهم، يقتل ويذبح ويفجر ويدمر ويفكك عرى وحدة الأمة وأوطانها، ويصول ويجول بأفكاره المسمومة التكفيرية الحاقدة .


ما يجري في مصر، في برها وعلى تخومها الشرقية مع العدو "الإسرائيلي" من إرهاب بات يهدد أمن مصر واستقرارها، صار واضحاً أنه تجاوز الحد، وهو ينتمي إلى عائلة واحدة تمتد من العراق إلى سوريا، إلى لبنان، إلى اليمن وتونس وليبيا والجزائر، امتداداً إلى الساحل الشرقي لإفريقيا، وصولاً إلى الصومال وباكستان وأفغانستان . . وقد أطل برأسه قبل أيام على حدود السعودية مع العراق . . وهلم جرا .
أمام هذه الحالة، لم يعد الصمت جائزاً، بل يجب التحرك الفوري السريع على الصعيد العربي، وعلى أعلى مستوى لوضع خطة عربية قومية عاجلة، ورسم استراتيجية موحدة لحرب شاملة على الإرهاب، تضع فيها كل الدول العربية ما تملك من إمكانات وقدرات للمواجهة، من أجل اجتثات هذا السرطان الذي لا يقل خطراً عن السرطان "الإسرائيلي"، بل يتماهى معه ويعضده .


والأمر أيضاً يقتضي موقفاً عربياً حاسماً من كل دولة أو جهة أو منظمة تشجع على الإرهاب أو تدعمه، واعتبارها شريكة له وعدوة للأمة .
ولعل الموقف التركي الذي أقل ما يمكن أن يقال فيه إنه "مخلب قط" للتخريب والإرهاب، هو الأكثر فظاظة وفجاجة ضد الدول العربية، وتحديداً ضد مصر وثورتها، ما اضطرها إلى طرد السفير التركي من القاهرة، وسحب سفيرها من أنقرة، تعبيراً عن رفض التدخل التركي المفضوح في الشأن الداخلي المصري، ودرساً لأنقرة في كيفية احترام سيادة الدول واستقلالها .


والموقف ذاته ينطبق على بعض القنوات الفضائية، وخصوصاً قناة الجزيرة وبعض القنوات التركية والغربية التي باتت تشكل ظهيراً للإرهاب وداعماً له وناشراً له ومحرضاً عليه . وأيضاً بعض رجال الدين دعاة التكفير وأصحاب الفتاوى "الجهادية" المسيئة للإسلام .


هي حرب يفرضها الإرهابيون علينا يتسع مداها وخطرها، تستدعي أن نكون على مستوى المسؤولية الوطنية والقومية والدينية لمواجهتهم واستئصالهم قبل أن يعم شرهم البلاد والعباد .


هل يمكن أن نبدأ المواجهة، قبل أن نعض على النواجذ ندماً؟ -

*. نقلاً عن صحيفة الخليج الاماراتية.