إبطال "فقه الفوضى"
الأربعاء, 06-نوفمبر-2013
عبدالله عمران -


تواصل جماعة الإخوان الأخطاء التي تتحول إلى خطايا، وتضع عصابة على أعين قادتها، بحيث صارت لا ترى سوى “الكرسي والأممية”، حتى ولو تعطلت الحياة في مصر، وشُلَّت المواصلات، وتوقفت الجامعات عن التعليم، وسالت دماء الجيش، وجاع الشعب المصري، وتمزق النسيج المجتمعي، وشاعت الفوضى .


* تستطيع هذه الجماعة الخارجة على ثورة الشعب المصري وطموحاته وأحلامه وعيشه وحريته وهويته، في الوقت الراهن، أن تنشر إيديولوجيتها في “فقه الفوضى”، في الشارع المصري، وأن تستدعي ما لديها من احتياطيات إرهابية، مادية وسياسية وإعلامية ومالية .


تستطيع أن تواصل عنفها البائس، وترفع درجته إلى مستوى الاغتيالات والتفجيرات والحرائق، وعرقلة عجلة الحياة والتنمية، وترويع المجتمع بشكل منهجي، تحت مظلة جلباب الدين والمظلومية المغشوشة، وأن تقتل الفرح في عيون الأطفال والنساء في كنيسة هنا أو محطة قطارات ومركز تسوق هناك .


لكن كل ذلك، لن يجدي نفعاً، ولن يهدم مدنية الدولة المصرية، ولن يحوِّل مصر إلى نموذج سوري، وإنما هو تعبير عن رقصة الموت، والانهيار الأخير للمشروع الإخواني العابر للحدود .


نقول ذلك بكل ثقة وطمأنينة، حيث قطار مصر العربية لا يتوقف، وحيث أرض الكنانة، القادرة على امتصاص هذه الموجة السوداء، بدينامية امتصاصية فذة .


* إن “فقه الفوضى” الذي تقوده الأصابع الصفراء، لا يواجه بالنوايا الطيبة، و”مرهم” الديمقراطية، وحكومة “مرتعشة”، وأداء ضعيف .


إن معظم الدواء مرّ، لكنه ضروري للشفاء، والشعب المصري الشقيق، من أكثر الشعوب قوة في الاحتمال والصبر وسعة الصدر، وأكثرها حاجة إلى الأمن والطمأنينة، والعيش الكريم والعدالة والحرية المسؤولة .


تجربة مصر في الحكم، طويلة وغنية، وأحياناً بالغة التعقيد، لكنها في كل الظروف، تتطلب الحسم العادل والشجاع، والمشروع الوطني الجاذب للعقول والأفئدة والإمكانات .


وفي خضم هذه الأحداث الجسام التي تمر بها مصر، لا نبصر دوراً مسانداً، لمن كانت مصر دعماً لها في السراء والضراء، فالجامعة العربية، وبعض العرب يقفون مما يحصل كالمتفرج حينما كانت مصر سباقة إلى الفعل . وبعض العرب يسيرون في مسار الغرب وبالذات الولايات المتحدة وتركيا في محاصرة مصر سياسياً وإعلامياً واقتصادياً . وهم بذلك يسعون نحو وأد الدور الرائد لمصر، لأنهم يرغبون في مصر ضعيفة ليس في إمكانها أن تقوم بمسؤوليتها التاريخية تجاه وطنها العربي وأشقائها فيه . وعلى الجامعة العربية ومعها بعض العرب أن يدركوا أن لا مفر من الاختيار الصحيح لمقاربة ما يجري في مصر والوقوف إلى جانب شعبها وحكومتها كما تفعل الآن الإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت وآخرون . فهذه البلدان أدركت مسؤوليتها وحزمت أمرها للوقوف إلى جانب مصر التي لم تتخل أبداً عن أشقائها في الملمات .


الحمولة باهظة، لكن مصر ولاّدة ومبدعة وحرة .

*. نقلاً عن صحيفة الخليج الاماراتية.