هل قتلهم مفرح بمفرده؟
السبت, 05-أكتوبر-2013
فيصل الصوفي -


من الذي قتل 86 جندياً وضابطًا، وأصاب171 آخرين بعاهات مستديمة في ميدان السبعين يوم 21 مايو 2012؟ هل هم الذين صدرت بحقهم الأحكام أمس؟ أكيد هم، ولذلك فجعت النيابة الجزائية بحكم المحكمة، على ما يبدو، فقررت الطعن في الحكم أمام محكمة الاستئناف.

المحكمة الجزائية التي نظرت القضية وحاكمت المتهمين بارتكاب تلك الجريمة أصدرت حكماً بحبس اثنين مدة عشر سنوات، وواحد سبع سنوات، وواحد ثلاث، وواحد سنتين، وثلاثة طلعوا أبرياء، والبقية اكتفاء بمدة حبسهم.. وسلَّم الله أنها لم تعتبر الانتحاري هيثم مفرح شهيداً وتضمُّه إلى صندوق رعاية أسر شهداء الثورة الشبابية الشعبية السلمية!

قتل 86 جندياً وضابطاً، وأصيب 171 آخرين في الهجوم الإرهابي، ولم يقتصّ لهم من إرهابي واحد، ما هذا؟ من المؤكد أن آباء وأمهات وإخوان وأخوات وزوجات وأبناء 86 جندياً وضابطاً، سيسألون هذا السؤال، فالحكم مفجع للجميع، وليس للنيابة الجزائية فقط.

نعرف أن التعليق على أحكام القضاء لا يجوز، ولكننا استأنسنا بطعن النيابة الجزائية التي لا شك أنها قدَّرت أن هذه العقوبات التي نالها قتلة 86 جندياً وضابطاً، عقوبات مخففة، وليست العقوبات التي ينبغي أن تكون.. ومهما كانت تقديرات القاضي صحيحة بنظره، فالصحيح أن تخضع لفحص المحكمة الأعلى درجة، وقد فعلت النيابة ما تعتقد أنه صواب في هذه الحالة التي تتصل بجريمة مروعة، ولم تفعل مثل ذلك مثلاً مع حكم صدر قبل أيام، وقضى بحبس إرهابي ثلاث سنوات، رغم أنه أدين بالاشتراك في محاولة اغتيال رئيس الجمهورية!

هيثم مفرح، منفذ الهجوم الإرهابي لم يقتل 86 جندياً وضابطاً، ويصبب171 آخرين بمفرده، فهو مجرد أداة تنفيذ، والقتلة هم من جنَّده، والذين أفتوه، والذين خططوا وموَّلوا.. منفذ الهجوم الإرهابي هو الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة مرت بها العملية الإرهابية، والحلقات التي سبقتها هي التي رتبت كل شيء لقتل وجرح ذلك العدد الكبير من الضباط والجنود، الذين لا يعرفون هيثم، ولا يعرفهم، وليس بينه وبينهم أي ثأر.. هو راح ينفذ ما أمر به، وقد أهلكه الله، فلماذا سلم من القصاص الذين خططوا وجندوا ومولوا وأمروا؟

إن الجنود والضباط صاروا هدفاً للإرهابيين، ولا بد من عقوبات رادعة للإرهابيين، فتدليلهم بعقوبات مخففة لن يدفعهم إلى تغيير مواقفهم، بعد أن يقضوا في السجن عامين أو عشرة، ومن سخريات القدر أن هذا الحكم صدر والإرهابيون يصولون ويجولون في حضرموت!