الإخوان المسلمون: من مصر انطلقوا وفي مصر أسقطوا
الأربعاء, 03-يوليو-2013
الميثاق إنفو -

من المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة صراعا خطيرا في الشوارع بين المعارضة وأنصار الرئيس مرسي الذي أكّد أنه لن يستقيل وسيكمل مدّته الرئاسية. لكن جانبا كبيرا من التوقّعات ترجّح أن لا يحقق الرئيس محمد مرسي مطمحه ولن يكمل عامه الثاني وسينتهي به الأمر مقالا من طرف الشعب كما جرى مع سلفه حسني مبارك. بعد ان حسم الجيش المصري الموقف وقال كلمته التي منح فيها القوى السياسية 48 ساعة للتوافق وإلا سيضع خريطة مستقبلية جديدة.

تحرك 22 مليون مصري تحت شعار واحد وهو “يسقط حكم الإخوان”، في انتفاضة حشدت لها أغلب تيّارات المعارضة وبلغت أوجها الأحد 30 يونيو. وطالبت هذه القوى بإلغاء الإعلان الدستوريّ، واتّهمت الرئيس بـ”الديكتاتوريّة”، وقالت إنّه تحوّل إلى “فرعون جديد”. وقوبلت انتفاضة المعارضة بتظاهراتٍ حاشدة مؤيّدة للرئيس المصريّ. ودخلت البلاد في أزمةٍ سياسيّة طاحنة دفعت حالة الاستقطاب بين الإسلاميّين والعلمانيّين والتيّار المدنيّ واللبراليّين واليساريّين إلى أوجها. وتُعدّ الأزمة الرّاهنة التي تمرّ بها مصر الأخطر بعد الثورة.

ميدان التحرير

لم تهدأ الحركة في ميدان التحرير الذي استعاد يوم الأحد الماضي أجواء 25 يناير 2011، التي انتهت بسقوط نظام حسني مبارك. وكان من الطبيعي للشعب الذي ذاق طعم التحرّر ونجح مرّة في إسقاط رئيس حكم البلاد 30 عاما بقبضة من حديد، أن يثور مجدّدا ضدّ جماعة بدت أنها تسير على نفس درب سابقيها.

وتواجه جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي، غضبا من ليبراليين وآخرين يريدون أن يترك مرسي مقعد الرئاسة. حتى أن بعض رفاقه الإسلاميين يقولون إن عليه أن يقدم تنازلات. وتصاعدت الأحداث، يوم أمس الاثنين، بعد أن قامت مجموعة من المتظاهرين الغاضبين باقتحام المقر الرئيسي لمكتب الإرشاد التابع للإخوان المسلمين بالقاهرة وأضرموا فيه النار في ليلة شهدت أحداث عنف خلفت قتلى وجرحى بلغ عددهم 16 قتيلا و781 جريحا،

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط نقلا عن مصدر أمني أن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 45 بينهم ضابط بالشرطة خلال الأحداث التي شهدها مقر الإخوان بضاحية المقطم في القاهرة. وقالت ناشطات إن 43 امرأة على الأقل من بينهن صحفية أجنبية تعرضن لاعتداءات جنسية منظمة خلال المظاهرات في التحرير.

وكشفت تحقيقات المستشار إسماعيل حفيظ، رئيس نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، عن أن “أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المتهم بقتل المتظاهرين أمام مكتب إرشاد الجماعة بالمقطم اعترف بأنه من قناصة الإخوان، وأنه اعتلى سطح مكتب جماعة الإرشاد وأطلق النيران على المتظاهرين لحماية المقر من الاقتحام، كما كشف أمام النيابة أنه على دراية كاملة باستخدام أسلحة القنص”.

وفي تعليقه على الاعتداء على المركز العام للجماعة بالمقطم طالب مهدي عاكف مرشد الإخوان السابق، بوضع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، ومعاونيه في السجن. وقال عاكف “الأمن متواطئ مع البلطجية، لذلك يجب إسقاط وزير الداخلية ووضعه في السجن هو ومعاونيه”.

سخط شعبي

سواء حققت مظاهرات الثلاثين من حزيران- يونيو الأعداد التي تتوقعها “تمرد” أم لا فإن السخط الشعبي الأساسي ضد الإخوان والذي يعكسه ما يجهزون له من خطط هو في الواقع واسع الانتشار. مع تطور الأحداث، قدم، أمس الاثنين 8 نواب ينتمون إلى التيار المدني في مجلس الشورى، الذي يضم أحزاب المعارضة وعددا من المستقلين، استقالتهم إلى أحمد فهمي رئيس المجلس.

وذكر النواب أن من الأسباب التي دفعتهم للاستقالة، حالة الاستقطاب السياسي الكبيرة التي يشهدها الشارع المصري وعجز السلطة الحالية عن تقديم حلول فورية، مؤكدين أن ما حدث يوم الأحد هو موجة جديدة من ثورة 25 يناير ضد النظام الحالي نتيجة لفشله في حل الأزمات السياسية والمعيشية.

في ذات السياق، ذكرت مصادر مطلعة بمجلس الوزراء، أن وزير السياحة هشام زعزوع ووزير الاتصالات عاطف حلمي ووزير الدولة للشؤون القانونية حاتم بجاتو وخالد فهمي وزير الدولة لشؤون البيئة وعبد القوي خليفة وزير مرافق مياه الشرب والصرف الصحي تقدموا باستقالاتهم بشكل رسمي، لكن هشام قنديل، رئيس الوزراء، رفض استقالاتهم حفاظا على الاستقرار، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي.

وتوقفت الأنشطة الصحفية والإعلامية للرئيس مرسي، في الوقت الذي تحرص فيه مؤسسة الرئاسة على مراقبة ومتابعة المظاهرات، بالتواصل مع الأجهزة العسكرية والمخابراتية والأمنية المختصة، وذلك خوفا من خروج الأوضاع عن نطاق السيطرة، أو وقوع أعمال عنف ومهاجمة القصور الرئاسية، خاصة قصر الاتحادية الرئاسي، أو حدوث اعتداءات على المواقع الاستراتيجية والممتلكات العامة والخاصة. تزامن ذلك مع فرض مؤسسة الرئاسة سياجا من السرية على أماكن تواجد الرئيس مرسي وأسرته، خلال مظاهرات 30 يونيو، في الوقت الذي ترددت فيه أنباء حول نقل مرسي وأسرته إلى دار قوات الحرس الجمهوري لتوفير الحماية الأمنية اللازمة لهم، وذلك خوفا من تعرض قصر الاتحادية بمصر الجديدة أو منزل مرسي في القاهرة الجديدة لمحاولات اقتحام أو هجوم بالمولوتوف.

الأزهر قلق

الوضع المستجدّ في مصر والذي يسير نحو الأسوأ دعا مؤسسة الأزهر إلى اصدار بيان أعربت فيه عن قلقها من “اندساس″ مسلحين بين المتظاهرين السلميين.

ودعت مؤسسة الأزهر السلطات المصرية إلى القبض على هؤلاء لمنع “مواجهات لا يعلم مداها إلا الله”.

وقال البيان “إن الأزهر ينظر إلى ما يجري الآن بقلق شديد خاصة ما يذكر عن سقوط ضحايا والقبض على مهربي الأسلحة الذين قد يكونون مندسين في المشهد السلمي الوطني بغرض توجيه تلك الأسلحة إلى أماكن التجمعات، مما يمكن أن يؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء المصرية”. وطالب محمد بسيوني المستشار الإعلامي لشيخ الأزهر، جميع القوى السياسية المتناحرة سياسيا على السلطة بأن يجتمعوا سويا على طاولة الأزهر الشريف ويلبوا دعوة نبذ العنف ومحاولة إيجاد حل وسطي يرضي كافة الأطياف السياسية.

انقسام داخل الجماعة

أظهرت ردود فعل مؤسّسة الرئاسة في التعامل مع المظاهرات ضد الرئيس محمد مرسي أنها قد تفاجأت بحجم هذه الاحتجاجات ومدى اتساعها الجغرافيّ. كما أنّ تيارات الإسلام السياسيّ من إخوان مسلمين ومجموعات أخرى تفاجأت هي أيضا بأعداد المتظاهرين الذين خرجوا في “ثورة الغضب 2″ يجمعهم الهلال مع الصليب لشكّلوا جبهة شعبية بالملايين ضدّ جبهة الإخوان التي قال الإعلامي المصري وليد أبو السعود إنها لم تنجح في حشد الجماهير، مشيرا إلى أن تدخّل العسكر لن يكون في صالح الجماعة لأن شرعية الرئيس التي يتحجّجون بها سقطت.

جدران امتلأت بالكتابات وملصقات حملات كشاهد على الاضطراب السياسي المتواصل في مصر منذ عامين ونصف

صيف مصري ملتهب ينسف حلم دولة الإخوان الإسلامية

وقال أبو السعود في تعليقه على الأحداث في مصر إن ثورة الغضب اجتاحت كل مدن مصر ومحافظاتها ووصلت شرارتها إلى داخل الصعيد الذي كان معقلا من معاقل الإسلاميين. وأضاف الإعلامي المصري أن الشارع المصري منقسم بين أغلبية تطالب بـرحيل الرئيس محمد مرسي، وعدد قليل تجمّع عند مسجد رابعة العدوية في القاهرة للدفاع عن شرعية مرسي.

وأرجع وليد أبو السعود فشل الإخوان المسلمين في تحقيق «النصر» الجماهيري الذي حقّقوه خلال الانتخابات إلى الصراعات داخل الجماعة وأنصارها، وحُمّلت القيادة التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين وزر الوضع الذي تمرّ به اليوم وثورة الشعب ضدّها. وخلّفت الأحداث التي تجري في الشارع المصري حالة يأس في صفوف الإسلاميين وأنصارهم. فالاحتجاجات ضد جماعة الإخوان المسلمين لم تأت من غضب الليبراليين والعلمانيين وحسب وإنما أيضا ملايين المواطنين العاديين الغاضبين من سوء إدارة الاقتصاد والفشل في حل المشاكل الاجتماعية والتنموية. بل إن مصر فقدت الكثير من هيبتها الدولية والإقليمية في عهد الإخوان. ويستدلّ منتقدو السياسة الدولية لحكومة مرسي على هذا بالصراع الدائر حاليا بين مصر وأثيوبيا حول نهر النيل، وقد سبقت ذلك حادثة منطقة حلايب وشلاتين التي زعمت السودان أن مصر ستعيدها إليها، كذلك الحديث عن تحويل سيناء إلى موطن للفلسطينيين، ناهيك عن الممارسات «المضحكة» للرئيس محمد مرسي خلال لقاءاته الدولية والتي كانت محطّ سخرية الكثيرين في الداخل المصري وخارجه.

وانتقد جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، جولات الرئيس الخارجية مشيرا إلى أنه لا يصطحب معه مفكرين ولا خبراء استراتيجيين في جولاته الخارجية، ولكنه يصطحب معه تجارا ورجال مال وأعمال معظمهم من الإخوان، وهؤلاء تكون نظرتهم للأمور مختلفة في إدارة الدولة؛ وهي نظرة أقرب لإدارة الشركة، وكل الأرقام المعلنة أرقام في إطار وعود وليست استثمارات حقيقية.

ودعا منظمو الاحتجاجات المصريين إلى الاعتصام في الميادين في نطاق حملة عصيان مدني لإجبار مرسي على التنحي. ويخطط المعارضون لتنظيم مسيرة إلى قصر القبة الذي يوجد فيه مرسي مساء اليوم الثلاثاء وذلك ما لم يتنح مرسي عن الحكم.

وإذا واصل المحتجون ضغوطهم وعادوا للاحتشاد في المساء فستسلط دائرة الضوء على الجيش. ويعتبر الجيش الحصن المنيع الذي حافظ على مدنية الدولة المصرية، منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 ضد النظام الملكي. وتربط الشعب المصري بالجيش علاقة خاصة، فالجيش بالنسبة للمصرين رمز البطولات المصرية العربية. وهو الذي تولى حكم مصر مؤقتا بعد سقوط نظام مبارك والمنتظر أن يتولى المهمة بعد انتهاء المهلة التي أعطاها للرئيس مرسي والفرقاء السياسيين قبل أن يتدخّل ليحسم الأمر. وهو ما يطلبه المصريون الآن.

الموقف الأميركي

الموقف الأميركي حيال ما يجري في مصر بدا في غاية الارتباك والضبابية، إذ كشفت التطورات المتسارعة في مصر عجز الرئيس أوباما والولايات المتحدة عن التحكم بمجريات دولة محورية في المنطقة مارست دورا قياديا في التصدي للهيمنة الغربية إبان حقبة الرئيس عبد الناصر. وقد قوبل أوباما الذي يقوم بزيارة إلى جنوب افريقيا باحتجاجات مناهضة لسياساته آزرت تحرك الشعب المصري ضد مراهنته على حسني مبارك ومن ثم على تيار الإخوان المسلمين لضمان المصالح الأميركية.

يتجسد ارتباك سياسة واشنطن في حصر التحركات الأميركية في المستوى الأمني لتوفير الحماية لسفارتها وبعثاتها العاملة تحت غطاء ديبلوماسي، ونيتها اجلاء رعاياها من مصر. وأشار تقرير لمعهد واشنطن إلى أن الإدارة الأميركية فشلت في تليين سياسات الرئيس مرسي والاخوان المسلمين عبر السبل الديبلوماسية الهادئة. إذ أن تعيينه لعدد من المحافظين أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه يفضل تعزيز قواعده الداخلية على حساب السعي إلى إجراء حوار بناء مع مناوئيه.

وأوضحت تقارير استخباراتية أن قرارات الرئيس المصري وتعييناته الأخيرة تهدد مصالح الولايات المتحدة، ولا تستغرب أن يلقى مصير حسني مبارك بعد أن أصبح ورقة خاسرة بالنسبة إلى واشنطن لن تفيدها بقدر ما ستتسبّب في خسائر لها.

ولفت موقع «ديبكا»، المقرب من الموساد الاسرائيلي، إلى أن هناك أمرا مهما يدل على التطورات في العلاقة بين الإخوان وواشنطن وهو التعيين المتوقع في الفترة المقبلة لآن بترسون»، السفيرة الحالية لواشنطن في القاهرة، كنائب لوزير الخارجية الأميركية للشرق الأدنى والشرق الأوسط، حيث أن باترسون هي إحدى الشخصيات البارزة التي تحث على الدفع بعلاقات طيبة مع الإخوان المسلمين، وترى فيهم قوة تستطيع السيطرة على الحكم لافتا أن هذا التعيين سوف يشكل تشجيعا كبيرا لجماعة الإخوان. في المقابل يؤكّد التقرير الإسرائيلي أن واشنطن تحافظ أيضا على علاقات طيبة بينها وبين الجيش المصري حيث ترى فيه القوة الوحيدة المنظمة في الشرق الأوسط لحماية اتفاق السلام.

وكان الإعلامي وائل الإبراشي نشر، عبر مدونته، تقريرا قال إنه منسوب للدورية الأميركية (أميركان إنترناشيونال)، جاء فيه أن الإدارة الأميركية لم يعد بإمكانها منع سقوط الرئيس مرسي وأشار تقرير الدورية المتخصصة في الشؤون الدفاعية والاستخباراتية، إلى أن الشعب المصري يتجه لإقصاء نظام الإخوان الحاكم من المشهد السياسي، واستبداله بنظام جديد، فمن سيحكم مصر بعد الاطاحة بالرئيس مرسي؟

الأيام القادمة محورية، لا فقط بالنسبة إلى مصر بل المنطقة ككل، وخاصة بلدان «الربيع العربي» وبالتحديد تونس التي يتطلّع شعبها إلى محاكاة حركة «تمرّد». ولكن هناك سيناريو آخر مطروح ايضا على طاولة التحليل، فقد يبقى مرسي في منصبه وتدق طبول الحرب الأهلية في مصر في سيناريو قد يحاكي سيناريو الجزائر في تسعينات القرن الماضي.

بيان الجيش المصري:

شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع مظاهرات وخروجا لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمي وحضاري غير مسبوق. لقد رأى الجميع حركة الشعب المصري وسمعوا صوته بأقصى درجات الاحترام والاهتمام… ومن المحتم أن يتلقى الشعب ردا على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدرا من المسؤولية في هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن.

إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيسي في معادلة المستقبل وانطاقا من مسؤوليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة هذا الوطن – تؤكد على الآتـــي:

* أن القوات المسلحة لن تكون طرفا في دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب.

* أن الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد وهو يلقى علينا بمسؤوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر.

* لقد استشعرت القوات المسلحة مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصري العظيم … ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعا لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أي بادرة أو فعل … وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.

* إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيدا من الانقسام والتصارع الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه.

* لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقي ونفسى على القوات المسلحة التي تجد لزاما أن يتوقف الجميع عن أي شيء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبي الذي برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفاني من أجله.

* إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميــع 28 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن الذي لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل مسؤولياتها.

* وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاما عليها استنادا لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحتراما لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة… ودون إقصاء أو استبعاد لأحد.

تحية تقدير واعزاز إلى رجال القوات المسلحة المخلصين الأوفياء الذين كانوا ولا يزالوا متحملين مسؤوليتهم الوطنية تجاه شعب مصر العظيم بكل عزيمة وإصرار وفخر واعتزاز.