خاصية إضافية للاحتفال بالوحدة
الأربعاء, 22-مايو-2013
عباس غالب -

تبرز خاصية الاحتفال بالعيد الـ 23 للوحدة واليمنيون مجمعون على أنه لا بديل عن الحوار لحل مجمل المعضلات التي يعيشها الوطن.. وتبرز كذلك خاصية إضافية تتمثل في جدية هذه الأطراف على إنجاز التسوية السياسية التي تكفل التوافق على شكل ومضمون الدولة المنشودة.

وثمة خاصية ثالثة ونحن نعيش احتفالات هذا العيد الوطني تتبلور في الاصطفاف الإقليمي والدولي المؤيد والمبارك لهذه التسوية التي ارتضاها اليمنيون سبيلاً للخروج من أسر تحديات الراهن من المشكلات، فضلاً عن تأكيد الأسرة الأممية على وحدة واستقرار هذا البلد بالنظر إلى موقعه الجيو – ستراتيجي المؤثر على أمن المنطقة والعالم.. وهو تأكيد ينسجم مع رغبة اليمنيين في تفضيلهم لخيار الحل السلمي وتقديمهم أنموذجاً يحتذى على صعيد ثورات دول الربيع العربي التي غرق أكثرها في دوامة العنف والاحتراب.

و إذا كان من حسن الطالع أن يختار اليمنيون الحوار بدلاً عن الاحتراب.. والحوار فقط مخرجاً آمناً لمجمل تلك التحديات المنتصبة أمامهم، فإن ذلك لا يعفيهم عن مسئولية استكمال مراحل هذه التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية والإجماع الأممي لدعم اليمن وهو يختط هذا الأسلوب الحضاري غير المسبوق في تسوية كافة مشكلاتهِ.

ربما تكمن خاصية هذه الاحتفالية خلال هذا العام أيضاً في قدرة القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ومعه حكومة الوفاق الوطني تخطي الكثير من العقبات وقدرتها على حشد تمويلات الدعم لخطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي يأمل المواطن بأن تكون الفترة المقبلة متسمة بالمزيد من العطاء والمثابرة، سواءً في ما يتعلق بإنجاز مضامين المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة أو في ما يتعلق بتخفيف الأعباء المتزايدة اقتصادياً على المجتمع وتعزيز مضامين الوفاق والتوافق.

إن اهتبال مناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لقيام الجمهورية اليمنية لا ينحصر – فقط – على مجرد إيراد الشواهد الملموسة للمتغير الإيجابي في المشهد السياسي والاقتصادي وإنما يتطلب كذلك تعميق الولاء لخيار الوحدة على أسس ومعايير جديدة تتيح للمجتمعات المحلية صياغة وترجمة متطلباتها في التنمية دون أن تغرق في دهاليز نظام الحكم المركزي الذي كان – ولا يزال – سبباً معيقاً لتطلعات الإنسان اليمني وخاصة في الجنوب بثمرة التضحيات التي اجترحها المواطن وهو يتطلع إلى الوحدة باعتبارها مشروعاً حضارياً يضع اليمن أمام استحقاقات العصر، لا أن تكون مجرد مشروع وطني مفرّغ من مضمونهِ الوحدوي.. وكل عام والوطن بخير.


المؤتمر نت