هيكل: الإخوان لا يخرجون إلى النور ويعملون بالخفاء ويفضلون الوشوشة
الجمعة, 22-مارس-2013
الميثاق إنفو -

أكد الكاتب الصحافي المصري الكبير محمد حسنين هيكل أن التكوين الداخلي التاريخي لجماعة الإخوان المسلمين لايزال يسيطر عليها حتى الآن رغم وصولها إلى السلطة، ورأى أن “مصر زمن الإخوان” باتت خارج “منطقة النزاع” ولم تعد طرفاً في القضية الفلسطينية، وتوقع الدعوة إلى قمة عربية عاجلة بعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المنطقة، وإعادة طرح مبادرة بيروت، وأشار إلى أن “إسرائيل” أصبحت في كامل قوتها في مواجهة وطن عربي مدمر، وأشار إلى أن سقوط سوريا سيعني عملياً نهاية “دول الممانعة” .

وقال هيكل في الجزء الثاني من حواره لفضائية “سي بي سي” المصرية ليلة أمس، إن الإخوان المسلمين منذ نشأة الجماعة “يتصرفون أو فهموا أو شعروا على طول الخط بأنهم لا يمكنهم أن يكونوا طرفاً مستقلاً، بل ملحقاً أو محسوباً على طرف آخر، أو جهة ما” . وأكد أن الجماعة جرى توظيفها في كل العصور، وأشار إلى أن أول توظيف حقيقي لهم، كان في عهد علي باشا ماهر، الذي استخدم الإخوان في حرب الإنجليز، واستخدمهم بعد ذلك ضد جمال عبدالناصر .

وقال هيكل: من أهم مشاكل الإخوان أنهم لا يخرجون إلى النور، ويعملون بالخفاء ويفضلون “الوشوشة”، لأنهم يخافون من الآخرين، أو أن يتنصت عليهم أحدهم، ومشكلتهم الحقيقية أنهم لا يعون أنهم الآن قد أصبحوا في السلطة، ومن ثم ينبغي أن يكون لديهم خطاب علني، “نحن على استعداد لقبوله، طالما أنه عقلاني ويتسق مع العصر، وبتلك المرجعية التي يرغبون بها، لكنني أعتقد أن التكوين الداخلي لا يزال يسيطر عليهم” .

وتوقع هيكل دعوة عدد من الدول العربية لمؤتمر قمة عاجل للتعاطي مع نتائج جولة الرئيس الأمريكي أوباما في المنطقة وزيارته ل”إسرائيل”، مشيراً إلى أن القمة المقبلة سوف تشهد طرحاً جديداً للمبادرة العربية، التي طرحت في بيروت قبل سنوات، والتي تقضي بانسحاب “إسرائيل” من الأراضي العربية المحتلة، مقابل التطبيع الكامل .

ووصف الكاتب الكبير زيارة الرئيس الأمريكي ل”إسرائيل” بأنها تستهدف تحريك عملية التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية وفق المعطيات الجديدة التي خلقتها ما يسمي ب”ثورات الربيع العربي”، مشيراً إلى أن مهمة أوباما تنحصر في تحريك الموقف فقط، فيما يتولى وزير خارجيته جون كيري التفاصيل .

ولفت هيكل إلى تراجع قضايا الشرق الأوسط في قائمة أولويات الرئيس الأمريكي أوباما في مدته الثانية، مشيراً إلى أن “إسرائيل” اليوم “أصبحت بكامل قوتها” في مواجهة وطن عربي مدمر، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسهل مهمة كيري، إلى جانب معطيات أخرى كثيرة من بينها الوضع في سوريا، وهو ما يدفع “إسرائيل” باتجاه التفاوض مع كل دولة على حدة، وهي سوف تبادر بذلك وهي سعيدة بهذه الأوضاع .

وطالب الكاتب الكبير بتحقيق مدقق فيما تردد حول تورط حركة المقاومة الإسلامية حماس، في تهريب ملابس خاصة بالجيش المصري عبر الأنفاق، معتبراً مثل هذه الأنباء لا تخلو من مبالغات، مشيراً إلى أن حماس لا ترغب في استفزاز الجيش المصري، لكن ذلك لن يمنع بعض المناورات الفرعية، لإثبات الصلة الوثيقة بالإخوان، وقال هيكل: إن المؤامرة محتملة ومطروحة، لكن ليس بالضرورة أن تكون من تنفيذ “حماس”، فهناك أطراف أخرى ترغب في استهداف الجيش العربي الوحيد المتبقي في المنطقة .


*. نقلاً عن صحيفة الخليج الاماراتية.