من الأفغان العرب إلى السوريين العرب
السبت, 16-مارس-2013
فيصل الصوفي -

لما كان رجال الدين يفتون بوجوب الجهاد في العراق، وتنشط جمعياتهم وجماعاتهم لتفويج الشباب من اليمن والسعودية وغيرهما إلى العراق للقتال هناك، وبعلم السلطات، كررنا التذكير بخطيئة الجهاد في أفغانستان، وقلنا إن مشكلة «الأفغان العرب» التي أرهقت بعض المجتمعات العربية، سوف تتكرر بصورة أخرى، وستصبح لدينا مشكلة اسمها «العراقيون العرب» الذين سيعودون من العراق إلى بلدانهم يجاهدون فيها، كالجهاد الذي يقوم به العائدون من أفغانستان. وبالفعل عاد كثيرون من العراق إلى بلدانهم مزودين بخبرات أعلى من تلك التي اكتسبها السابقون في أفغانستان، عادوا يفجرون وينتحرون ويفخخون ويقتلون.. في اليمن الشواهد التي تؤكد ذلك كثيرة، فقد وجدوا ضمن القاعدة وأنصار الشريعة في أبين والبيضاء وغيرهما، وبعضهم يحاكم أمام القضاء، وآخرون في السجون، منهم اليمني ومنهم السعودي والسوري والجزائري والتونسي.

بعد مشكلتي الأفغان العرب والعراقيين العرب، قريبا سوف تصبح لدينا مشكلة «السوريين العرب»، لأن شبابا يدربون ويرسلون من اليمن إلى سوريا للجهاد ضد العلويين ونظام بشار الأسد، وتؤكد المعلومات أن أعدادا كبيرة منهم قد التحقوا بجبهة النصرة الإرهابية وجماعات مسلحة أخرى في سوريا، وآخرون لا يزالون قيد التدريب والتفويج.

ينبغي على الحكومة أن توقف هذه الأنشطة التي يقوم بها (الإخوان المسلمون) في اليمن الذين يرسلون شبابنا لدعم (الإخوان المسلمين )والجماعات الإرهابية في سوريا. قيادات في حزب البعث هنا في اليمن أكدت أن يمنيين كثر تم ترحيلهم إلى سوريا ويشاركون في القتال هناك، وذكر قياديون في البعث وفي أحزاب أخرى أن (الإخوان المسلمين) لديهم معسكرات في الجوف وحجة وخولان ومناطق تهامية يجمعون فيها متطوعين ويدربونهم ويرسلونهم إلى سوريا بمعرفة أسرهم التي تحصل كل واحدة منها على 3000 دولار.

أمس نسبت صحيفة الشرق السعودية تصريحا خطيرا لـ«مسؤول أمني يمني بارز» ذكر أن لتركيا فريق مخابرات يشرف على تجهيز يمنيين ينتمون للإخوان ويتم نقلهم إلى تركيا ومنها إلى سوريا للقتال هناك، وأن تركيا لا تقوم بذلك في اليمن فقط بل في بلدان أخرى أيضا، وتفضل تركيا أن يكون المقاتلون من (الإخوان المسلمين) في اليمن وتلك البلدان، بعد أن لاحظت أن المقاتلين العرب الذين يرسلون إلى سوريا ينظمون للجماعات الإرهابية كالقاعدة وجبهة النصرة وكتائب التوحيد ويقوون هذه الجماعات الإرهابية التي صارت تمثل عبئا على ما يسمى الثورة السورية، وتشوه صورتها، وتقلق الغرب وتركيا منها.

وقبل أيام قال قيادي بعثي عاد من سوريا إن قياديا في حركة الإخوان المسلمين في اليمن وعضواً في هيئة العلماء التي يتزعمها عبدالمجيد الزنداني، موجود في سوريا منذ أربعة أشهر بدعوى التوسط لدى جبهة النصرة للإفراج عن الضباط اليمنيين الخمسة الذين اختطفهم مسلحو الجبهة العام الماضي، بينما الرجل المقرب من جبهة النصرة لم يقم خلال الأشهر الأربعة بشيء من أجل الإفراج عن المختطفين، بل موجود هناك لأداء دور كلف به في سياق مهمة إرسال واستقبال المقاتلين.. فما رأي الحكومة؟


*. نقلاً عن صحيفة 14 اكتوبر