رئيس لا شريك له
الاثنين, 26-نوفمبر-2012
رامي جلال عامر -

«الكذب يهدى إلى الفجور»، وبالتالى من يبدأ بمشروع انتخابى نهضوى غير حقيقى ينتهى بإعلان دستورى فوضوى غير طبيعى.. فالمواطن المصرى محمد مرسى - مع الاحترام لمنصبه الرفيع - هو الوحيد الآن بعد الله جل جلاله الذى يمتلك صلاحية «كن فيكون»، ولا نملك نحن - فى الأمور السياسية - إلا أن نقول «قدّر مرسى ما شاء فعل»! فهو يمتلك الآن سلطة التقدير والإقرار «التشريع والتنفيذ»، ولا يملك أحد أن يقول له صباح الخير يا سينا!!

والرجل لم يأخذ من الشرع الذى يريد هو وجماعته تطبيقه سوى قوله تعالى «لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون»، فقد أعطى لنفسه صلاحيات لم يحصل عليها النبى محمد «ص» فى أوج مجده، ومرسى بالتأكيد ليس أفضل من النبى «ص» الذى قال له رب العالمين: «لست عليهم بمسيطر..»، ولا أفضل من «أبوبكر» ، رضى الله عنه، الذى يقول عنه الرسول «لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً».. ولا أفضل من «عمر»، رضى الله عنه، الذى يقول عنه أبوبكر «ما على ظهر الأرض رجل أحبّ إلىّ من عمر».. وإن كانت حكمة مبارك قد أوصلتنا لمرسى، فإلى أين تذهب بنا حكمة مرسى الذى يضع البلد فى وضع الاستعداد للحرب الأهلية لمجرد تمرير مسودة الدستور على وضعها المهترئ، وهذا هو كل ما فى الأمر، وهو يؤسس لفترة انتقالية قصيرة من رحم الفترة الانتقالية الأصلية، ويعوض الماضى بالانتقال من مرحلة «منقوص الصلاحيات» إلى مرحلة «مطلق الصلاحيات»..، وهو يظن أن كل الشعب مثل تابعيه الذين يؤيدون وجهة نظره - أياً كانت - «إصدار إعلان أو إلغاء إعلان»، على طريقة «أشد سوستة أفتح سوستة!» بل ويتظاهرون لتأييد قراراته قبل أن تصدر!!

فهم يؤيدون أشخاصاً وليس مبادئ، ويقولون إن الرئيس يجهض مخططات الثورة المضادة، والواقع أن مصر نفسها هى من تُجهض الآن، وهذا عادى «وياما دقت ع الراس ثورات»، لكن غير العادى أن تتم لمصر عملية استئصال رحم لكى لا تلد مرة أخرى، أو أن يتم وضعها فى النقاب وحبسها فى الدار لكى لا تتعرف على أحد، لكن حذار وقتها من ابن الجيران!.. وبعد الأحداث الأخيرة أصبح واضحاً أن مستشارى الرئيس هم زائدة دودية فى أمعاء قصر الرئاسة، فما هو دورهم فى إصدار الإعلان الدستورى المكمل؟ وما جدوى استمرارهم فى ظل وجود رئيس «ديكتاتور» يقوم بعمل كل شىء بنفسه، أو رئيس «ديكور» تقوم جماعته بـ«تستيف» كل الأمور.. فكما طالبنا الشرفاء بالانسحاب من اللجنة التأسيسية للدستور، نطالبهم الآن بالانسحاب من اللجنة الاستشارية للديكتاتور.. أتلقى الشتائم عبر البريد الإلكترونى أو عبر موقع «المصرى اليوم»، أو ضع شتائمك فى رسالة فى زجاجة وألقها فى البحر، وستصلنى بإذن الله على شط إسكندرية يا شط الهوى الصيف القادم!

*نقلاً عن "المصري اليوم".