معركة العلوم والديك العربي
الجمعة, 12-أكتوبر-2012
عبداللطيف الزبيدي -

سؤال ظريف لم أكن أتصور أن يشغل الناس في حملة الانتخابات الأمريكية، ولكن من المنطقي أن يغني كلّ على ليلاه . من حق الأوساط العلمية أن تسأل: كيف سيكون وضع العلم في الولايات المتحدة والعالم، إذا فاز ميت رومني؟ العالم العربي غير معنيّ بهذه الهموم البعيدة، فقد أراح نفسه من عناء البحث العلمي .

العلماء أناس فضلاء لا فضول عندهم إزاء من يدخل البيت الأبيض، وهل »سيطربق« الدنيا على رؤوس الشعوب أم لا؟ المهم لديهم هو أن يستمر الاستثمار في البحث العلمي، وألا ينقطع رزق المختبرات . وهذا لا يعني أنهم محايدون . فالجمهوريون هم زبانية السعير في نظر العلماء، وهم جلادو العلوم . مدونة العلوم في صحيفة »لوموند«، وصفت فترة رئاسة بوش الابن بأنها طلقت العلم . و»سارة بيلين« كانت أخبارها غير سارة، إذ كانت ترى ضرورة قطع تمويل البحوث »غير المجدية الحمقاء« مثل دراسة »ذبابة الثمار« التي يضطلع بها مخبر فرنسي تموله واشنطن .

في شهر سبتمبر الماضي نشر الحزب الجمهوري برنامجه العلمي، الذي أطلق عليه الظرفاء اسم »الحرب على العلم«: خفض ميزانية البحث العلمي بنسبة خمسة في المئة . الإلقاء قدر المستطاع بالبحوث على عاتق القطاع الخاص، خصوصاً تلك المتعلقة بالبيئة . وموقف رومني واضح: هو ضد أي سياسة تهدف إلى حد من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون . واتهم أوباما بأنه يريد منع ارتفاع منسوب المحيطات . في حين رفع الرئيس شعار توظيف مئة ألف مدرس رياضيات وعلوم في الابتدائية والثانوية .

لكن الطريف في الأمر هو جعبة المفارقات في السياسة الدولية . فالمستر رومني إذا فاز بالبيت الأبيض، فسوف يهدم أسنان العلوم، خصوصاً تلك الحمقاء في نظر المسز سارة . وبالتالي فإن على الصين أن ترقص فرحاً، إذا تردى وضع العلم في الولايات المتحدة . ولكن التنين لا يستطيع الطيران ابتهاجاً، فالمرشح الجمهوري وعد- قل توعد- بأنه إذا صار رئيساً فسوف يضع الصين وروسيا حيث يجب أن تكونا، وعلى طريقة راعي البقر: ارفع يديك .

أوباما في المقابل ظهر بالوجه النقيض، واعداً بدعم العلوم والبحث العلمي، اللذين يهمان مؤسسات كثيرة خارج الولايات المتحدة أيضاً . وهكذا يكون على الصين أن تحار كما طاب لها بين هجومية رومني مع تراجع علمي، وبين أوباما مع تقدم علمي، قد يصبح بدوره وسيلة هجوم .

لزوم ما يلزم: على العالم العربي أن يقول: »يصطفلوا« فأنا كالديك إن لم يذبح في العرس ففي المأتم




*. نقلاً عن صحيفة الخليج الاماراتية