عيد الإرادة الشعبية
الجمعة, 18-مايو-2012
كلمة/ صحيفة 26 سبتمبر -

الوحدة اليمنية إنجاز عظيم لشعبنا صنعته الإرادة الحرة عبر مسيرة النضال الوطني الذي بلغ ذروته في ذلك الخروج الهادر لأبناء اليمن إلى الساحات والشوارع، مطالبين قيادتي السلطتين الشطريتين في نهاية عقد الثمانينيات، وفي مطلع السنة الأولى من عقد تسعينات القرن الماضي لتجبر تحت ضغط الإرادة الشعبية إلى تحقيقها في 22 مايو 1990م والتي يصادف هذا العام الاحتفال بعيدها الثاني والعشرين.. ولكن بحساب السنين وهذه المصادفة تحمل معاني ودلالات تفاؤلية تعزز قدرة الجماهير اليمنية على مواجهة التحديات والمخاطر وإزالة الصعوبات والعواق التي تعترض طريق الوحدة وبما يؤدي إلى اصلاح مسارها لتعود منجزاً وطنياً حققه الشعب اليمني وليس أحداً غيره وهو المعني بحمايتها وصونها والدفاع عنها ليمضي وطن الوحدة في السياق الذي أريد له أن يكون مستقراً في ظل دولة مدنية حديثة.
من أجل ذلك ينبغي أن تأخذ مباهج أفراحنا بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية هذا العام ذات الروح المتوهجة لهذه المناسبة يوم تحقق منجزها التاريخي قبل 22 عاماً وهي الروح التي ستخرج اليمن من كافة الأوضاع والظروف التي تعد تراكماً للأخطاء التي صاحبت مسار الوحدة خلال هذه الأعوام.. وهي بطبيعة الحال نتائج انبثقت عن تصورات خاطئة لأولئك الذين نظروا إلى الوحدة بأنها غاية في ذاتها ويكفي بقاؤها ولو كان ذلك على حساب الإرادة الشعبية التي فيها تتجسد المصلحة الوطنية المترجمة في بلوغ الأهداف والغايات التي طالما تطلع إليها الشعب اليمني وهو يخوض غمار معركة ثورته (26 سبتمبر و14 اكتوبر) في سبيل انعتاقه وتحرره من الاستبداد والاستعمار ومن أجل استعادة وحدته الوطنية أرضاً وانساناً.
والانطلاق لبناء يمن موحد وديمقراطي جديد وحديث تقوم دولته على أساس الحرية والعدالة وسيادة دولة النظام والقانون المحقق للمواطنة المتساوية بين كل أبنائه الذين خرجوا إلى ميادين الحرية وساحات التغيير على إمتداد مساحة الوطن الـيمني.
وتمكنوا بتضحياتهم من إعادة الأمور إلى نصابها وإدارة عجلة الخروج من الأزمة إلى الأمام بتطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتي بكل تأكيد ستواجه معضلات وصعوبات وتحديات تتصدرها المشاريع الصغيرة وفي مقدمتها تلك العصابات الظلامية الارهابية الإجرامية التي عاثت في الأرض فساداً وحان وقت حسم المعركة معها والقضاء على شرورها واستئصال شأفتها.. ولأنها معركة شعبنا اليمني وفي طليعته أبطال قواته المسلحة والأمن، فسوف ينتصر على العناصر الارهابية في محافظة أبين واليمن كله.
إن الانتصار على الارهاب سيكون له ما بعده، محدثاً التحولات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ليتجلى ذلك في الحركة المتسارعة بإتجاه استكمال استحقاقات تنفيذ المبادرة الخليجية والتي يكتسب الحوار الوطني أهمية محورية لإخراج اليمن من أزمته، متجاوزاً بقيادة رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي تعقيدات المرحلة التي مرَّ بها الوطن خلال 22عاماً من عمر الوحدة المباركة والتي على الجميع في هذا الوطن إدراك واستيعاب الأسباب والعوامل التي أدت إليها، لنصل إلى ما وصلنا إليه.
وهذا يتطلب من القوى السياسية بدرجة رئيسية قراءة هذه المرحلة بفهم ووعي، يغلب المصالح الوطنية على ما عداها من المصالح الفئوية والقبلية والمناطقية والحزبية الضيقة والدخول في الحوار الوطني الذي سيكون كما أكد الأخ رئيس الجمهورية بدون خطوط حمراء بتفكير جديد تناقش فيه كافة القضايا بروح وطنية صادقة ومسؤولة تسعى إلى الوصول لأفضل الحلول والمعالجات التي بها سيعاد صياغة حاضر ومستقبل الوطن على نحو يعيد للوحدة اليمنية إعتبارها كإنجاز للإرداة الوطنية الشعبية وليس لأشخاص أو أحزاب أو قوى سياسية بعينها.
إن توجهاً كهذا وحده الكفيل بتحقيق أمن واستقرار اليمن وازدهاره السياسي الديمقراطي والاقتصادي التنموي وهو مسنود بالإرادة الشعبية داخلياً وبالإرادة الخارجية الإقليمية والدولية.. لهذا سينجح وينتصر للغد المشرق السعيد لليمن الموحد الديمقراطي الجديد..


نقلاً عن صحيفة 26 سبتمبر