لماذا لا يذهبون إلى الإرهابيين بدلاً من القصر الجمهوري؟
السبت, 12-مايو-2012
فيصل الصوفي -

رئيس الجمهورية لديه موقف واضح من الإرهاب، فهو آفة يجب القضاء عليها، وفي أول خطاب له في مجلس النواب بعد أداء اليمين الدستورية أكد أن الحرب على تنظيم القاعدة أولوية بالنسبة له، ومن قبل ومن بعد كان هذا موقفه، فقد أكد في خطابه الأخير أن الحرب على الإرهاب لم تبدأ بعد رغم الضربات الماحقة التي وجهت للمجاميع الإرهابية. وعندما ذهب إليه قبل أيام رجال دين ومتعاطفون مع القاعدة وأنصار الشريعة يتطوعون بالشفاعة ويطلبون من الرئيس وقف الحرب وانه لابد من الحوار مع القاعدة وأنصار الشريعة رفض ذلك، ليس لأنه يفضل خيار الحرب، بل لأن الإرهابيين لا يحاورون ولا يقبلون إلا بخيارهم الوحيد، وهو القتل والتدمير، وبالتالي فلم يتركوا للدولة خيارا آخر غير الحرب.. هذا فضلا عن أن الرئيس عبدربه منصور هادي يدرك جيدا من خلال الخبرة السابقة ان الحوار مع الإرهابيين غير مجدٍ ولم يحقق أي نتيجة لجهة إقناع الإرهابيين بالتخلي عن القتل وما يسمونه “الجهاد”، وعلى العكس من ذلك كان الحوار مع الإرهابيين المسجونين يصب في مجراهم، فالذين زعموا أنهم كانوا يحاورون الإرهابيين كانوا في الحقيقة يلعبون دور الوسيط لإطلاق سراح الإرهابيين الذين خرجوا أكثر شراسة وانتشروا في الأرض يقتلون ويخربون.

- أولئك المتعاطفون مع القاعدة وأنصار الشريعة الذين ذهبوا إلى رئيس الجمهورية وطرحوا أمامه ضرورة الحوار مع هؤلاء الإرهابيين، كان بعضهم قد توجه بداية الأزمة السياسية إلى الأمن السياسي ونظموا اعتصاماً للتضامن مع الإرهابيين المسجونين وللمطالبة بإطلاق سراحهم.. اليوم يتحدثون عن الحوار بل يطالبون بالحوار بين الدولة والقاعدة وأنصار الشريعة.. حوار حول ماذا؟.

تنظيم القاعدة وأنصار الشرعية مشروعهم واضح.. قتل الجنود والضباط والموظفين العموميين وكذلك المواطنون في “هذه الدولة الكافرة” كما يقولون.. ويتوسلون بالقتل والخراب لإمامة “إمارة إسلامية”.. فهل يريد المتعاطفون معهم أن يحاورهم الرئيس بهذا الخصوص؟.

- إذا كان هؤلاء مع مشروع القاعدة وأنصار الشريعة فليكونوا شجعانا ويعلنوا موقفهم بصراحة، أما إذا كانوا حريصين على الدماء والسلم والمصلحة الوطنية فعليهم أن يتوجهوا إلى الإرهابيين لإقناعهم بالتخلي عن العنف وتسليم أسلحتهم والقبول بالعيش في المجتمع كسائر أبنائه، والمساعدة في كشف الإرهابيين الأجانب.

لقد أخطأ هؤلاء طريقهم.. فبدلاً من التوجه للإرهابيين ومحاورتهم وإقناعهم بالكف عن قتل الجنود والضباط ومهاجمة المعسكرات وقتل المواطنين وصنع الدمار، إذا بهم يتوجهون نحو القصر الجمهوري يطالبون رئيس الدولة بوقف الحرب والدخول مع الإرهابيين في مساومات تحت لافتة الحوار.
Share on facebookShare on favoritesShare on googleShare on twitter