الرئيس هادي.. وخطاب اللحظة التاريخية
الأحد, 06-مايو-2012
علي منصور مقراط -

ثمة أهمية بالغة ومعان كبيرة حملها خطاب فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي ألقاه في فعاليات الاحتفال بمناسبة تخرج عدد من الدفع من الأكاديمية العسكرية العليا بالأمس.. الأرجح أن المراقبين السياسيين في داخل الوطن وخارجه الذين تابعوا ما تضمنه خطاب الرئيس يرون أنه الخطاب الأقوى والأهم واعتبروه خطاب اللحظة التاريخية الفاصلة لفخامته منذ انتخابه رئيساً توافقياً للبلد من قبل الشعب وبتأييد إقليمي ودولي في الـ 21 من فبراير الماضي.

وبالقدر الذي شد انتباه السواد الأعظم من اليمنيين فإنه قد قوبل بارتياح واسع من مختلف فئات وشرائح الشعب اليمني الصابر كونه تناول مجمل الأوضاع والمستجدات الراهنة داخل الساحة الوطنية وتطورات الأحداث التي مازالت تهدد البلد والسلم الاجتماعي والأهلي من العاصمة صنعاء إلى أبين الأرض المحروقة وغيرها من المحافظات الملتهبة التي صارت على صفيح ساخن من التدهور الأمني وأعمال العنف والتخريب والقتل والإرهاب المريع..

الثابت أن الرئيس الذي جدد في خطابه التأكيد على المضي بقوة لمحاربة الجماعات الإرهابية المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة لاسيما التي تسيطر على بعض مديريات أبين وعاصمتها زنجبار وحولتها إلى خراب وخلفت أكبر مأساة في حياة السكان المشردين وزاد تمددها إلى شبوة والبيضاء ولحج وعدن وحضرموت وهذه المحافظات أصبحت مهددة بمصير مأساوي كالذي تعيشه أبين إن لم يحسم الأمر مع هذه العناصر. لكن الرئيس أعاد الأمل والتفاؤل بتأكيده أن المعركة مع الإرهابيين لم تبدأ بعد ولن تنتهي إلا بالقضاء على فلول الإرهاب ووجه رسائل شديدة اللهجة عن حالة الانقسام في الجيش وقال لن نسمح بذلك ونؤكد أن للجيش والأمن قائداً واحداً.

في الوقت ذاته جدد الرئيس دعوته للقوى السياسية إلى مغادرة الماضي والأخذ بالتسامح والارتقاء إلى مصالح الوطن العليا والتفاعل مع التحضيرات لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل لترويض النفوس وقبلها العقول من خلال عدم الضيق من الآخر لافتاً إلى أنه متسلح بالأمل الذي لم يفقده مهما كان حجم التحديات والضريبة التي يجب أن تدفع وسيظل سائراً دون تعثر متكلاً على الله ومعتمداً على مساندة الشعب اليمني الوفي.

شخصياً لست من المتشائمين والمحبطين وأرى أن المصائب مهما كبرت فإنها تعود وتصغر تدريجياً بعد تجاوز أصعب مراحل الخطر في الأزمة الطاحنة التي عصفت بالبلاد وأرى في حكمة وصبر وحنكة ومرونة وعزيمة الرئيس هادي الأمل والتفاؤل بالخروج من المأزق وجميع المعضلات وأن يستعيد الوطن عافيته وإخراج أبين من كارثتها وأن نعطي للقضية الجنوبية الأولوية في الحل العادل الذي لا يقبل الترحيل وأنصاف الحلول. 


نقلا عن صحيفة 14 اكتوبر