لكي تظل حكومة وفاق وطني
السبت, 28-أبريل-2012
فيصل الصوفي -

لدينا حكومة وفاق وطني لا تزال في بداياتها الأولى، فعمرها لم يتجاوز الشهر الخامس بعد، وأفعالها الكبيرة قليلة، لأنها تشغل نفسها بالصغائر كثيراً، ونتمنى عليها الدخول في سن الرشد سريعاً، وأن تحافظ على رشدها خلال العامين.

وحكومة الوفاق الوطني هي ثمرة توافق سياسي وتسوية سياسية ارتضاها جميع الفرقاء، أو أكرهوا عليها، ولا فرق في الحالتين، فالمهم هو السير في طريق الوفاق والتوافق حتى النهاية.. يقترن الوفاق الوطني والتوافق السياسي بمفاهيم الاتفاق والتوفيق والسداد والإصلاح والمساواة والوئام.. ونتمنى على حكومة الوفاق الوطني أن تعمل هذه المفاهيم في كل تصرفاتها، وأن تكون قراراتها ثمرة توافق حقيقي لضمان استمرار الوفاق الوطني وبلوغ التسوية السياسية نهايتها بلا ضرر ولا ضرار.. فالوفاق الوطني لا تنسجم معه قرارات “فوق.. تحت” ولا يجوز هتكه بالإقصاء ومغامرات الانتقام.

-نحن الآن بصدد وفاق وطني، وفي الواجهة صار لدينا حكومة وفاق وطني، لكن من يتابع مخرجات الخطاب الإعلامي لأطراف الوفاق والتسوية سوف يستنتج أنها في حالة حرب، وحكومة الوفاق الوطني تتابع هذه الحرب ولم تكلف نفسها بالتدخل لفك الاشتباك من خلال مبادرة صغيرة وغير مكلفة.. كأن تبادر- على سبيل المثال- بوضع مبادئ ملزمة للجميع من أجل تهذيب الخطاب الإعلامي والتهدئة التي تستلزمها حالة الوفاق، دون المساس بحرية الرأي والتعبير.

ونحن الآن بصدد وفاق وطني ولدينا حكومة وفاق، وفي الجهة الأخرى تتخذ قرارات اقل ما توصف به أنها إقصائية واستئصالية مدمرة للوفاق الوطني..ولولا تدخل رئيس الجمهورية لقطع الطريق على بعض القرارات الحكومية غير الموفقة لحاق الخراب بالوفاق الوطني.

- هي حكومة وفاق وطني، وقراراتها الصغيرة والكبيرة يجب أن تتخذ بتوافق مختلف الأطراف.. ولكن بعض القرارات خاصة التي تتخذ في مستوى أدنى ويوقع عليها وزراء تظهر أن الوفاق الوطني لا يحترم، وأن الوزير يشتغل لحزبه خصيصاً، وأن حزبه فرضه على “الوفاق” فرضاً في مهمة حزبية.

هذا حدث ويحدث الآن.. رغم أن رئيس الجمهورية أكد في أول اجتماع بالحكومة أنها حكومة وفاق وطني.. تسوية سياسية.. ومهمتها تطبيق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.. وأنها حكومة تعمل للوطن وإخراجه من الأزمة ولا تعمل لأحزاب.. حكومة استثنائية يجب أن تستثني العمل الحزبي في هذه المرحلة التي لا تحتمل أي صراعات حزبية.