أربعة مليارات من المال العام لجامعة خاصة
الأحد, 22-أبريل-2012
فيصل الصوفي -

يا كل الناس .. يا أحزاب .. يا رئيس وأعضاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد .. هذا وزير المالية في حكومة الوفاق الوطني يأمر البنك المركزي بصرف مائتي مليون ريال دفعة أولى لتمويل مشروع خاص بجامعة الايمان وتكلفة المشروع نحو أربعة مليارات ريال ستصرف له دفعة ثانية وثالثة ورابعة من الخزانة العامة للدولة.

يا ناس .. جامعة الايمان جامعة خاصة .. مملوكة لشخص .. مؤسسة استثمارية.. فكيف تمول من الخزانة العامة للدولة؟ أليس هذا فساداً ..؟ إن أربعة مليارات ريال في (حال الوفرة) أحق بها جامعات حكومية كجامعة عدن أو صنعاء أو البيضاء أو حضرموت أو الكليات الجامعية التي دمرها انصار الشريعة وتنظيم القاعدة في محافظة أبين .. فلماذا تمنح لجامعة خاصة غير حكومية؟

- يا كل الناس .. يا أحزاب .. يا حكومة وفاق وطني .. يا رئيس وأعضاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد .. اقطعوا الطريق على هذا الفساد .. مليارات تمنح لجامعة خاصة غير حكومية .. ويا لها من جامعة!.

جامعة الايمان .. ليست أي جامعة خاصة أيضاً .. صاحبها مطلوب بقرار من مجلس الأمن الدولي بتهمة دعم الارهاب .. وبعض طلابها يقاتلون المواطنين والجنود في أبين وارحب ومأرب .. (الإرهابيون) الأجانب تخرجوا من جامعة الايمان .. إرهابي في اندونيسيا تخرج من جامعة الايمان ارهابيون امريكيون وفرنسيون تخرجوا من جامعة الايمان .. فقاسة الإرهابيين .. جامعة خاصة غير حكومية .. وهاهي في عهد حكومة الوفاق (الثورية) تدعم بمليارات الريالات من الخزانة العامة للدولة.

كنا نتوقع من حكومة الوفاق الوطني قرارا يبيض وجه اليمن .. قرار بإلغاء جامعة الإيمان وتحويل مبانيها إلى مقر لمؤسسة جامعية حكومية تعنى بالعلم أو الدراسات الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب .. فإذا بنا نفاجأ ان وزراء في حكومة الوفاق الوطني يستغلون الوظيفة العامة لخدمة مصالح حزبية وتقوية جامعة الايمان بمائتي مليون ريال دفعة أولى، تليها (دفع) بأربعة مليارات ريال .. ومن الخزانة العامة للدولة.

- الرئيس السابق علي عبدالله صالح دافع عن الزنداني وأسهم في دعم جامعة الايمان وكانت تلك خطيئة تحسب عليه، رغم انه كان يعلن (التبرع لجامعة الايمان)، ولم يوجه باعتماد أي مبلغ لها رسمياً من الخزانة العامة للدولة لادراكه أنها جامعة خاصة غير حكومية .. وبدلاً من تصحيح الخطأ .. ها هي حكومة الوفاق الوطني تطوره باعتماد مليارات من الخزانة العامة للدولة لصالح جامعة الايمان .. وهي تدرك من هو صاحبها وما هي مخرجاتها وانها مشروع استثماري.