الإصلاح .. ساحاته وجيشه
الاثنين, 16-أبريل-2012
فيصل الصوفي -

محمد قحطان عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح يستعجل لجنة التواصل مع المعتصمين .. قال قبل يومين لصحيفة (يمن تايمز) أتمنى أن تتم بأقصى سرعة من أجل حسم الموضوع .. يعني (خلاص) .. المعتصمون أدوا الواجب وأوصلوا الإصلاح وشركاءه إلى السلطة، وعليهم أن يغادروا الخيام .. واللجنة التي شكلت برئاسة حورية مشهور للتواصل مع المعتصمين عليها أن تتم المهمة (بأقصى سرعة من أجل حسم الموضوع) حسب تعبير قحطان .. ونتمنى أن يتم (حسم الموضوع) بالسرعة القصوى التي يطلبها قحطان .. ونتمنى أن ألاَّ يصاب المعتصمون بالإحباط عندما يجدون أن الذين كانوا جزءاً منهم أو جمعوهم وأسكنوهم في الخيام واطعموهم اصبحوا اليوم يحاورونهم لإنهاء الاعتصام، ويمنون عليهم بما أطعموا وأسكنوا، بمجرد أنهم صاروا جزءاً من السلطة.

وعلى أية حال ليس في هذا الأمر مفاجأة، فقد كان واضحاً منذ البداية ان الاصلاح وشركاءه وقبائلهم وصاحب (الفرقة) يستثمرون (الشباب) استثماراً مكشوفاً من أجل الوصول إلى السلطة، ووصلوا إلى السلطة بعد أن دفعوا الشباب إلى المهالك.

- وقد لفت انتباهنا في حديث محمد قحطان قوله إن الساحات بالنسبة لحزب الإصلاح صارت عبئاً أو بتعبيره (مسؤولية كبيرة) .. ما هي هذه المسؤولية الكبيرة؟ .. حسب كلام قحطان، هي أن حزب الإصلاح تحمل مسؤولية الأمن في الساحات .. وتحمل (تمويل) أو نفقات وجبات الطعام .. وأيضاً جعل كثيراً من الأشخاص يتركون وظائفهم ويتفرغون للاهتمام (بالساحات منذ أكثر من عام) .. والمسألة هنا فيها من على المعتصمين، وفيها أيضاً رسالة لبقية أحزاب المشترك مفادها أن حزب الإصلاح (دفع كل شيء) .. وبقية الأحزاب لا شيء وعليها ان ألاَّ تطاول من يدفع.

لكن الأمر الأهم من بين كل ذلك المن اعتراف قحطان أن حزب الإصلاح كان المسؤول عن الساحات من الناحية الأمنية .. ونحن هنا بصدد حزب سياسي لديه جهاز أمني ومليشيات، ولا جديد في هذا القول، وإنما الجديد هو الاعتراف بأن الإصلاح لديه جيش يتمثل في الفرقة الأولى مدرع، لأن قائد الفرقة ومن تبعه كانوا ولايزالون جزءاً من الحماية الأمنية .. وقحطان يقول إن الحماية الأمنية كانت مسؤولية الحزب الكبيرة..

- نعم .. كنا نعلم من قبل أن لحزب الإصلاح مليشيات مسلحة، وأن هذه المليشيات تدرب في معسكرات المنشقين وفي أماكن بعيدة عن الأنظار، وقد كشف عنها رئيس حزب (رأي) قبل أسابيع، وكنا نعلم أيضاً أن اللجان الأمنية في الساحات إصلاحية وعصفت بمصائر شباب وشابات واعتقلت وضربت وأحرقت خياماً وقتلت، وكنا نعلم أن للإصلاح مليشيات مسلحة لا تزال تحاول اسقاط معسكرات الحرس الجمهوري في أرحب، وكنا نعلم أن هذه المليشيات تستفيد من المنشقين خبرات وتسليحاً .. أما ما لم نكن نعلمه يقيناً وعلمناه أخيراً من قحطان هو أن حزب الإصلاح يعتبر المنشقين عن المؤسسة العسكرية جيشه .. وبهذا الجيش تحمل الإصلاح المسؤولية الكبيرة .. الأمن في الساحات.