أعيدوا الحقوق لأهلها يا حضرة .... الثائر حميد
الأحد, 11-مارس-2012
علي منصور مقراط -

الذين يسمعون الشيخ القبلي ورجل الاعمال والمال حميد الاحمر عندما يطل على الشاشة في بعض الفضائيات بين الحين والآخر وهو يتحدث عن العدالة الاجتماعية والدولة المدنية المنشودة والمساواة بين فئات الشعب اليمني المختلفة وانه يمقت الظلم والقهر والاستبداد والسلب والنهب ويوجه خطابه الى نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد انتهاء المصالح وتفجر الخلافات الحادة بينهما وبعد ان سفكت الدماء وازهقت الارواح وقبل هذا حينما كان الشيخ والنائب والتاجر والاصلاحي حميد يتكلم عن قضية الشعب الجنوبي وما لحق به من ظلم وقهر واستباحة وعن تواصله مع رئيسه السابق علي سالم البيض وذلك كان قبل ثورة شباب التغيير والازمة الطاحنة او بالاصح ايام ما تسمى بلجنة الحوار الوطني- وهو أمينها العام- التي قدمت مشروعا لدولة فيدرالية.. لا اطيل فيما كان يقول حميد بالأمس، لكن المتابعين لتصريحاته صدقوه حينها ولم يتوقعوا انه مجرد زيف وكذب وخداع وتضليل وان الرجل بعيد عما يقوله كبعد السماء عن الارض وكشفت الايام انه اكبر ظالم على وجه الارض ولا يشعر بالسعادة ولا يطيب له العيش الا عندما يستخدم نفوذه السياسي والقبلي للبطش بالناس ويرى نفسه زاهدا شريفا نظيف اليد عادلا رحيما.. هكذا عرفنا حميد طيلة 22 عاما من عمر الوحدة المغدور بها من قبل حميد الثائر والنظام الذي يكيل له السباب والشتم ليلا ونهارا.

لم يخجل حميد الاحمر او يضع قدرا لمشاعر الجنوبيين وهو يتحدث بالأمس وبكل غرور وبجاحة عن القضية الجنوبية وان الوحدة مصانة ولم يستح وهو يقول ان الرئيس الجنوبي السابق المناضل علي سالم البيض لا يمتلك منزلا في عدن وان المنزل الذين استولى عليه في معاشيق بعد حرب صيف 1994م الظالمة اشتراه بحر ماله من الدولة وليس بيت البيض.. لكم ان تتصوروا كلاما كهذا كيف ينزل وقعه على الجنوبيين الذي طالما تشدق الثائر حميد بمعاناتهم وصار اليوم يسلب رئيسهم وغيره كثر كانوا ضحايا هذا الظالم وغيره من رموز الفساد والاستبداد وانتهاك حقوق الانسان.

بالأمس استولى مسلحو اولاد الشيخ الاحمر على منزل شيخ يافع فضل محمد بن عيدروس العفيفي في صوفان بصنعاء وحولوه الى ثكنة عسكرية بعد العبث بمحتوياته. ولم يكلف حميد ولا صادق نفسهما بالاعتذار العلني لشيخ يافع احدى كبرى قبائل الجنوب من قبيل التقاليد والقيم والاعراف القبلية بل صمتا وتجاهلا الامر حتى الآن. واذا كان رئيس سابق وشيخ قبلي بمستوى فضل العفيفي يقعان ضمن مسلسل البطش الهمجي لحميد واخوانه فكيف الحال بالآخرين من الضعفاء وبسطاء الناس فان مرارة التنكيل والاستباحة ستكون أشد قسوة.

ان حميد الاحمر وغيره من النافذين الظالمين هم من دمروا الوحدة في نفوس السواد الاعظم من الشعب الجنوبي المقهورين حتى وصل بهم الحال الى المطالبة بالانفصال او فك الارتباط واعادة تمزيق اليمن هروبا من هؤلاء السفاحين الطغاة الذين يقولون ما لا يفعلون ولا يعترفون بقانون ولا دستور ولا اعراف قبلية بل بقوة النفوذ. واذا صح الكلام الذي قاله حميد بحق الرئيس عبدربه منصور هادي الذي صار رئيسا لليمن بتوافق سياسي ودعم شعبي وطني واقليمي ودولي فانه لا يجب مطالبته بالاعتذار علنا لفخامة الرئيس هادي بل يجب وضع حد لهذا القبلي المستهتر ليدرك حجمه الحقيقي وانه ليس صانع الرؤساء وان يتم اخضاعه للقانون ويعيد الحقوق لأهلها. 




نقلاً عن صحيفة 14 اكتوب