في مواجهة الإرهاب
السبت, 10-مارس-2012
كلمة صحيفة 26 سبتمبر -

لأسباب وعوامل داخلية سياسية واقتصادية وأمنية وخارجية مرتبطة بطبيعة متغيرات وتحولات الظروف والأوضاع الإقليمية والدولية في العقدين الأخيرين من القرن الماضي ومطلع العقد الأول من هذا القرن.. كانت اليمن من أوائل الدول التي استهدفها الإرهاب، متصدرة أجندة عملياته الإجرامية الدموية التدميرية.. الذي ألحق أضراراً بالغة في أمنه واستقراره وتنميته وتطوره ومصالحه العليا.. وقدمت تلك العمليات الإرهابية صورة مشوهة عنه في نظر أشقائه وأصدقائه انعكست سلباً على اقتصاده الضعيف أصلاً في موارده- لا سيما فيما يخص توجهات الاستثمار والسياحة وغيرها من المجالات والقطاعات الحيوية.. كما تأثرت من جراء ذلك علاقاته بالعالم الخارجي، على الرغم من أن اليمن بفعل كل ماسبقها قد حذر مبكراً من خطورة هذه الظاهرة ليس على اليمن بل على دول المنطقة العربية بل والعالم.. منطلقاً من إدراك وعٍ مستوعب للمسار الخطير الذي سيتخذه داء التطرف العدمي العنفي كونه اكتوى بناره قبل أن تتحول آفته إلى وباء عابر للحدود والقارات بلغت ذروته في هجمات «11 سبتمبر 2001م» التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية.. ليكون لهذه الهجمات الإرهابية المريعة تداعيات كارثية على الإسلام والمسلمين الذين دفعوا أثماناً باهظة -شعوباً ودولاً- في المنطقة العربية والشرق الأوسط ومنها اليمن الذي رغم ظروفه الصعبة وامكاناته المحدودة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً تحمل أعباءً كبيرة ناتجة عن تصديه لظاهرة الارهاب.. متحملاً أعباءً فوق طاقته وقدراته لمواجهة هذه الآفة العالمية.. متكبداً خسائر فادحة.. وحقق في هذه المواجهة نجاحات ربما لم تستطع دول أكبر وأقوى بما لا يقاس من اليمن تحقيقها وما تزال هذه النجاحات تتواصل.إن ما ينبغي الإشارة إليه في هذا المنحى فيما يتعلق باستعادة تنظيم القاعدة الارهابي لنشاطه بصورة أكبر من ذي قبل في الفترة الأخيرة انما يعود إلى الوضع السياسي والأمني الناشئ عن الأزمة صعوباتها وتحدياتها والتي وفرت مناخات سيئة استغلتها العناصر الارهابية لتتدفق من دول عدة على نحو مكنها من الانتقال إلى إنعطافة في أساليب وأشكال في ممارسة أعمالها الإجرامية البشعة والشنيعة ضد شعبنا وقواته المسلحة والأمن نتيجة ما اقترفوه من أعمال مدانة ومحرمة بكل الشرائع السماوية والقوانين الأرضية..

فإلى جانب قتلها للأبرياء وسفكها للدماء دون تفريق بين طفل وامرأة وشيخ طاعن في السن صعدت من استهدافها لمنتسبي القوات المسلحة والأمن الأبطال على ذلك النحو التي عبرت عنها العملية الارهابية المستهدفة قوات الحرس الجمهوري في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، والأمن المركزي في البيضاء وكذا استهدافها لوحدات قواتنا المسلحة في محافظة أبين.. ناهيك عما نتج عن أعمالها الشيطانية من مآس إنسانية في هذه المحافظة تسببت بنزوح آلاف الأسر من أبنائها.. وهذا كله يجعل من مواجهة هذا التنظيم الارهابي واجباً دينياً ووطنياً يرقى إلى مستوى «فرض عين» على كافة أبناء شعبنا المسلم الحضاري.. لأن ما تقوم به عصابة صناعة الموت والدمار والخراب تتنافى مع إيمانه ومبادئه وقيمه النبيلة والعظيمة.

ومن هنا بعد كل هذا التمادي لعناصر الارهاب من تنظيم القاعدة سيواجهونه الميامين أبطال قواتنا المسلحة والأمن وفي المقدمة الوحدات النوعية التخصصية لقوات الحرس الجمهوري وبتلك الصورة من التصدي الباسل خلال السنوات الماضية وفي العمليات الأخيرة والتي فيها تكبد الارهابيون خسائر فادحة، وستستمر المواجهة الحازمة والحاسمة حتى آخر جحر لهؤلاء الارهابيين كما قال الأخ رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي.. فلا تهاون ولا استكانة حتى استئصال شأفتهم من على الأرض اليمنية.. في هذا الاتجاه المطلوب تضافر جهود الجميع -مواطنين وقوى سياسية واجتماعية ومنظمات مجتمع مدني- محققين اصطفافاً يؤدي إلى المواجهة النهائية مع الارهاب وبشكل متكامل مع تصميم الدولة والحكومة على اقتلاع جرثومة الارهاب من جذورها.