أحزاب أضاعت نفسها..!!
الأربعاء, 19-أكتوبر-2011
أفتتاحية صحيفة الثورة -

يتبين من خلال مواقف وتصريحات بعض القيادات في أحزاب اللقاء المشترك أن هذه الأحزاب تتحرك وفق اتجاهين، فهي في الأول تمارس التحريض على أعمال العنف والفوضى والتخريب والتصعيد الثوري، فيما هي في الثاني تلبس أقنعة الزيف والخداع بهدف تضليل الرأي العام الخارجي واستعدائه ضد بلادها ووطنها، ظنا منها أنها بذلك ستنال من النظام السياسي القائم ، فيما هي في الحقيقة تنال من اليمن وسمعته وأمنه واستقراره ومنعته وسيادته ومواقفه المشرفة.
لقد كان من المعول على أحزاب اللقاء المشترك أن تمارس المعارضة من أجل بناء الوطن والنهوض به وتعزيز مساراته الديمقراطية والتنموية والاقتصادية، ولكن ما يؤسف له حقا أن هذه الأحزاب قد استسلمت للتيارات المتطرفة والمتهورة في داخلها والتي انحرفت بها عن مسؤولياتها الوطنية والغايات الديمقراطية لتصبح في النهاية عبئا على نفسها وعلى وطنها وعلى النهج الديمقراطي.
وها هي هذه الأحزاب تتورط اليوم مع القوى الانقلابية والمتمردة والخارجة على النظام والقانون في استهداف مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وأفراد القوات المسلحة والأمن دون وعي أو إدراك أن هذه المحاولة المكشوفة لزعزعة الأوضاع لن تحقق من ورائها مكسبا أو منفعة وأن اندفاعها وراء المليشيات المتطرفة من عناصر الإخوان المسلمين في التجمع اليمني للإصلاح وجامعة الإيمان وتنظيم القاعدة ومن تحالف معها من القوى التقليدية، قد أضر بها أكثر مما أفادها، حيث كان لدورها السلبي تجاه دعوات الحوار من أجل التوصل إلى آلية مزَّمنة للمبادرة الخليجية أثره البالغ في زعزعة الثقة بها وبتوجهاتها مما أدى إلى ابتعاد الناس عنها أكثر.
وعليه فقد كان الأحرى بأحزاب اللقاء المشترك وبدلا من الهرولة وراء تلك التيارات المتطرفة أو أولئك الذين خسروا مصالحهم فاتجهوا إلى تأييد ما يسمى بثورة الشباب للمتاجرة بقضايا هؤلاء الشباب وسرقة تطلعاتهم أن تنأى بنفسها عن هذه اللعبة البليدة وأن تظهر كأحزاب مسؤولة قادرة على تحديد رؤيتها التي تنحاز فيها للوطن وحاضره ومستقبله بدلا من الانغماس في مغامرة غير مضمونة ستعود عليها بالخسران والعزلة والتقوقع والضياع.
وطالما أن هذه الأحزاب قد وقعت في كل هذه الأخطاء فليس أمامها الآن سوى فرصة واحدة هي إعادة النظر في مواقفها وتصحيحها والسير في طريق الحوار وبما يفضي إلى إيجاد الحلول والمعالجات للأزمة الراهنة التي يمر بها الوطن خاصة بعد أن أثبتت الوقائع أن لجوءها إلى وضع رجل في المسرح ورجل في الكواليس بات عملية مرفوضة وممجوجة من قبل الجميع بما فيهم الكثير ممن ينتمون إليها.
ولا ندري لماذا تراهن هذه الأحزاب على وسائل سبق وأن جربتها ولم تجن من ورائها سوى الفشل الذريع لينطبق عليها المثل القائل: «من شبَّ على شيء شاب عليه».