أي تغيير يريدون؟!
الأحد, 09-أكتوبر-2011
أفتتاحية صحيفة الثورة -

بلغة شفافة وصريحة وواضحة تحدث فخامة الرئىس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى أبناء شعبه خلال لقائه يوم أمس بعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى بما يعتمل على أرض الواقع من أحداث بفعل الأزمة التي افتعلها البعض، وما نجم عن هذه الأزمة من تداعيات وانعكاسات وتأثيرات طالت الحياة اليومية للمواطنين، مستعرضاً الكثير من التفاصيل التي كانت وراء إيصال الوطن إلى ما وصل إليه، من انعدام للأمن وتراجع في التنمية والخدمات وارتفاع معدلات البطالة.
ويستشف من هذا الحديث أن الأخ الرئيس أراد أن يضع جميع أبناء الوطن أمام مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية، خاصة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا، والذي يقتضي من جميع المخلصين والصادقين مع أهداف الثورة اليمنية "سبتمبر /أكتوبر" وقيم وطن الـ22 من مايو الوقوف صفا واحداً في مواجهة القوى الانقلابية والانتهازية والارتدادية والتخريبية، التي أرادت الانتقام من هذا الوطن والعبث بأمنه واستقراره رافعة شعار التغيير، ولا ندري أي تغيير يريدون .. هل إدخال اليمن في حرب أهلية أم تحويل اليمن إلى صومال آخر أم تحويله إلى ساحة مستباحة بعوامل الفوضى أم التغيير الذي يوصلهم إلى السلطة عبر الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية، وفرض أنفسهم حكاماً على هذا الشعب بالقوة.
لقد أشار الأخ الرئيس في معرض حديثه إلى أنه لا أحد ضد التغيير ولكن المطلوب أن يكون التغيير في إطار الدستور والنهج الديمقراطي الذي ارتضينا به، حتى يقف التغيير على أرضية صلبة وغير رخوة تسمح بالانتقال السلمي بعيداً عن الأحقاد والثارات السياسية، التي إذا ما انجر الوطن إليها، فإن نتائجها وعواقبها ستكون كارثية ومدمرة.
وإذا كانت خصومة هؤلاء مع النظام السياسي فما ذنب الكهرباء التي تخرب، والمنشآت التي تنهب والجامعات والمدارس التي تغلق في وجه طلابها؟! وما ذنب المواطنين الذين يتم ترويعهم في مساكنهم وأحيائهم وإرهابهم وإخراجهم من مساكنهم وتشريدهم ؟
ولماذا يريد هؤلاء اغتيال الوطن وأبنائه بنفس الطريقة التي أرادوا بها اغتيال الرئىس علي عبدالله صالح وكبار قيادات الدولة وهم قيام يصلون في غرة شهر رجب الحرام، دون أن يدرك هؤلاء أن الموت ليس بيد أحد، بل أنهم بذلك الفعل أعادونا إلى بعض الحقب في التاريخ الإسلامي حينما استهدف الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أثناء صلاته في المسجد على يد أبو لؤلؤة المجوسي، وإلى حادثة اغتيال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، حينما استهدفه أحد الخوارج وهو في طريقه إلى المسجد لتأدية الصلاة.
وما دام هؤلاء لا يهمهم سوى الوصول إلى السلطة بأي ثمن كان وبأية وسيلة حتى وإن كان الثمن إحراق الوطن بما فيه، فإن من الصعب على أمثالهم أن يبنوا وطناً، أو أن يكونوا أمناء على وطن.