الناشزون لا يملكون قوةً لضرب وحدة الشعب
الخميس, 23-أكتوبر-2008
افتتاحية صحيفة 22 مايو - إحدى المفارقات المثيرة للعجب أن احتفالنا بذكرى ثورةٍ عظيمة قام بها في ذات حقبة رجالٌ ونساءٌ من الجنوب يؤازرهم إخوةٌ من الشمال كانت تحرِّكهم حينها ثقافةٌ وعزيمةٌ وأهداف وطنية ضد الدخلاء، يتزامن اليوم بعد مرور 45 سنة على ثورة أكتوبر مع نشاطٍ لقلة قليلة من الأفراد، هم عبارة عن مخلفات، ويهدفون من خلال نشاطهم هذا إلى استجداء الدخلاء، ويحاولون عرض «الوحدة» كسلعة تُباع وتُشترى.. ليس هؤلاء ولا نشاطهم شيئاً له قيمة أو تأثير في الحياة العامة، فهم عناصر فاشلة ولا تمثل سوى نفسها، وخطرهم على السلم الاجتماعي محدود، فهؤلاء من خلال أهدافهم ومن خلال منطقهم يقدمون ما يكفي من الأدلة للشعب لكي يكرههم، وما يكفي للتاريخ لكي يتجاوزهم ويلعنهم.. على أن هذا المصير بالنسبة لهم ليس قدراً حتمياً، إذ يمكنهم إنقاذ أنفسهم من هذا المصير بالعودة إلى الرشد والتراجع عن العقوق واستغلال الفرص القائمة في دولة يؤمِّن نظامها وتؤمِّن قيادتها كلَّ الظروف الكفيلة باتساع الوطن لجميع أبنائه.

نحتفل اليوم بذكرى ثورة أكتوبر إحدى أهم مكونات الثورة اليمنية الواحدة، وهذه الثورة الواحدة هي التي أوصلت إلى وحدة هذا الشعب، وهذه الوحدة التي تحققت يوم 22 مايو 1990 هي التي استطعنا من خلالها أن ننجز المكتسبات الكبيرة التي تحققت في مختلف المحافظات حتى اليوم.. وهذه الوحدة كما قال فخامة الأخ الرئيس منجز عظيم وراسخ رسوخ الجبال، والذين يتوهمون بأن لديهم قدرةً للنيل من هذا المنجز هم مجرد «أبواق نشاز».. والأمر الذي يدعو للرثاء والسخرية وللأسف في وقتٍ واحد أن يقبل مناضلون سابقون لأنفسهم الانحدار إلى القاع ويشتركوا مع الأبواق النشاز في إثارة الكراهية والمناطقية ومغازلة الدخلاء والدعوة إلى المشاريع السياسية «الصغيرة»، وهم بذلك يسوِّدون صحائفهم ويخونون تاريخهم ويهزلون بتراث رفاقهم ويسيئون لتجربةٍ وطنيةٍ كانوا ذات يومٍ أحد شهودها.. 

المصدر صحيفة 22 مايو