القائد الإنسان..
الجمعة, 12-أغسطس-2011
أفتتاحية صحيفة الثورة -

ليس غريباً على الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أن يحمل ذلك القدر الكبير من السمات الإنسانية، التي وجدنا تعبيراتها تتجسد في زيارته للأخوين نائبي رئيس الوزراء الدكتور رشاد العليمي، والأستاذ صادق أمين أبو راس، في المشفى الذي يتلقيان العلاج فيه بالعاصمة السعودية "الرياض" في وقت فخامته أحوج ما يكون إلى الراحة واستكمال فترة النقاهة التي قررها له الأطباء، إذ لا غرابة في ذلك، لأننا جميعاً عرفنا الرئيس علي عبدالله صالح بمثل هذه الخصال والسجايا النبيلة، التي ارتبطت بشخصيته، أليس هو من وضع نهج التسامح كمبدأ من مبادئ سنوات حكمه؟.. وجعل من هذا النهج إطاراً يحتكم إليه في تعاطيه مع الآخرين، بما فيهم أولئك الذين أساءوا إليه إساءات بالغة، حيث ظل يقابل الإساءة بالإحسان، متسامياً على الصغائر ومترفعاً عن الأحقاد والضغائن ومتجاوزاً عن كل من حاولوا القفز فوق الحبال إما طمعاً في مصلحة أو جاه أو منصب أو أية غاية دنيوية أخرى.
ويدرك الجميع أن مثل هذا السلوك لاينم عن ضعف وإنما عن صوابية في التقدير وسمو في العقل ورفعة في الخطاب وحكمة في التعامل، واستشعار للمسؤولية، وتلك هي صفات المؤمنين الذين ثبتهم الله بالقول الثابت والمواقف المبدئية على الدوام.
إن المشهد الإنساني الذي نقلته الفضائيات اليمنية يوم أمس لهذا الزعيم الإنسان أثناء زيارته لنائبي رئىس الوزراء وحرصه على الاطمئنان عليهما في لحظة ما انفك فيها سواد الناس الأعظم في اليمن يتابعون أخباره بشغف بغية الاطمئنان عليه ويتلهفون شوقاً لعودته، هو مشهد ولا شك عكس فيض الأحاسيس والمشاعر التي يحملها هذا الزعيم لكل أبناء اليمن، كبيرهم وصغيرهم، ومن غدق هذا العطاء الإنساني، أمكن له تحقيق أهم التحولات في اليمن، حيث أعاد وحدة الوطن بعد عقود ومراحل من التفتت والتشظي والتجزئة.
وأمكنه أيضاً الحفاظ على هذا الإنجاز وصيانته من دهاقنة الحروب والحاقدين على هذا البلد، والمتاجرين بالأوطان الذين لا يروق لهم العيش إلاّ في ظل الأزمات والحرائق. فأعزه الله وأعز اليمن بانتصار الوحدة وسقوط مشاريع التمزق التي أذل الله أصحابها بالخزي المقيت في الدنيا والآخرة.
وأمام كل ذلك فلا عجب أن يُستهدف هذا القائد من جماعات الإفك والعدوان والغدر والخيانة، الذين تجردوا من كل القيم الأخلاقية والدينية والوطنية والإنسانية فالأشجار المثمرة هي من تُسْتَهْدَفْ أما الأشواك فلا ظل لها ولا ثمر.
ولأن هذا الزعيم يحمل ذلك القدر الكبير من الحب الذي يتسع لكل أبناء شعبه، فقد كتب الله له النجاة ولرفاقه ومنحهم السلامة والعافية، وحق الحياة من جديد ليفرح الله هذا الشعب ويُذْهِبَ عنه الحزن ويحميه من شرور أهل الفتنة الذين أركسهم سبحانه وتعالى وخيب آمالهم حينما أرادوا لخيار الأمة الموت فأراد الله لهم الحياة.
وصدق الله العظيم القائل: "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ".