أعداء الحياة..!!
الجمعة, 29-يوليو-2011
كلمة صحيفة الثورة -

الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها عناصر مسلحة تابعة للتجمع اليمني للإصلاح على النقاط الأمنية والمعسكرات، وآخرها الاعتداء الغادر فجر أمس على اللواء الثالث مشاة، في جبل الصَّمَعْ، والذي حاولت مليشيات الإصلاح ومعها بعض العناصر الخارجة على القانون التسلل فجر أمس إلى معسكر هذا اللواء للاستيلاء عليه، إلا أنها تقهقرت أمام يقظة منتسبي هذا اللواء الأبطال الذين ردوا تلك العناصر على أعقابها مدحورة ومذمومة تجر أذيال الخزي والعار والفشل، هذه الاعتداءات لاشك وأنها تكشف عن مخطط يتبناه التجمع اليمني للإصلاح - الإخوان المسلمين - للإجهاز على أهم مؤسسة وطنية هي القوات المسلحة والأمن، التي تمثل الحصن الحصين لأمن واستقرار هذا الوطن، والصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس التي تهدف إلى إشاعة الفوضى وضرب مرتكزات الدولة. وهو المخطط الذي دخل حيز التنفيذ منذ عدة أسابيع في أكثر من منطقة.
ويندرج في إطار هذا المخطط المحاولات الانقلابية التي جرت داخل مؤسسة القوات المسلحة والأمن لإحداث الانقسام الذي يهيئ لحزب الإخوان المسلمين تدمير هذه المؤسسة وإعلان مليشياته المتطرفة بديلاً عن الجيش والأمن، بعد استيلائه على السلطة بالقوة ورغماً عن إرادة الشعب وحقه في انتخاب حكامه.
لا نقول ذلك جزافاً، ولا نقوله من باب التجني وإنما انطلاقاً من العديد من الأدلة الدامغة والشواهد الحية والوقائع الثابتة التي لا تحتمل أي قدر من التشكيك. حيث تبرهن كل هذه المعطيات، أن التجمع اليمني للإصلاح وبعد أن أكمل عملية الاحتواء للقوى المتحالفة معه تحت مسمى "اللقاء المشترك" إما بالضغط السياسي أو عبر إغراء المال، اتجه على الفور إلى تصفية حساباته مع الوطن وأبناء الشعب اليمني، الذين ما زالوا يقاومون فكرته النابعة من مشروع طالبان في أفغانستان، وهو المشروع الذي بشَّر به الشيخ عبدالمجيد الزنداني في إحدى خطبه للشباب المعتصمين أمام جامعة صنعاء.
وها هو الشيخ اليوم يقود بنفسه مفردات هذا المشروع انطلاقاً من "أرحب" التي جمع فيها مجاميع مسلحة ومتطرفة وإرهابية من داخل حزب الإصلاح وخارجه، وباشر تنفيذ المشروع بقيادته تلك المجاميع في اتجاه الاستيلاء على معسكر الصَّمع ونهب امكانياته من الأسلحة والمعدات، تمهيداً للسيطرة على مطار صنعاء والالتفاف على العاصمة.
وإذا ما أخذنا مثل هذه الأحداث بعين الاعتبار سنجد أن حزب الإخوان المسلمين - الإصلاح- أصبح في ظروف اليمن الراهنة يمثل خطراً شديداً على النهج الديمقراطي والتعددية السياسية، وخطراً شديداً على منجزات الثورة والوحدة وتحولاتهما ومكاسبهما بل وخطراً على الإسلام في هذا البلد المعروف بسماحة أبنائه ووسطيتهم واعتدالهم ونبذهم للغلو والتطرف والإرهاب.
وربما لهذا السبب ولأسباب أخرى مضافة حرص هذا الحزب على تحريض عناصره من أعداء الحياة في كل المناطق على القيام بقطع الطرق، ومنع وصول المشتقات النفطية إلى المواطنين في العاصمة والمحافظات والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة ونهبها، واستهداف المشاريع الحيوية وإقلاق السكينة العامة، وتعطيل مصالح المواطنين، لأن الهدف من وراء كل ذلك هو:
- خلق حالة من الشلل تؤدي إلى انهيار كليّ للدولة ومؤسساتها.
- إحداث انهيار اجتماعي عبر إثارة الفتن واختلاق الأزمات وتوتير الشارع، وتأجيج النعرات والعصبيات المناطقية والطائفية والمذهبية والقبلية والجهوية.
- محاربة المواطنين في مصادر عيشهم وخلق اليأس والإحباط لديهم بالتلازم والتزامن مع ضرب مقومات الاقتصاد الوطني وإدخال البلاد في انهيار اقتصادي شامل.
يأتي بعد كل ذلك الانهيار الأمني الذي سينزلق بالبلاد في أتون حرب أهلية تصبح فيها صومالاً آخر، أو تصير الأوضاع فيها إلى ما هو أخطر وأفظع من ذلك.
ولأن الأمر بات جد خطير ومقلق، لابد وأن يستشعر كل أبناء الوطن أن حزب الإخوان المسلمين لا يستهدف فقط المؤسسة العسكرية والأمنية وإنما يستهدف الوطن والشعب والثورة والوحدة والديمقراطية والسلم الاجتماعي، ولم يعد بالإمكان صم الآذان عن الصيحات والصرخات التي تحذر من تداعيات وتبعات هذا الاندفاع المتهور الذي ينم عن أزمة معرفية ونفسية داخل هذا الحزب وعناصره المتطرفة الذين يصح فيهم قول الله سبحانه وتعالى: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ).. صدق الله العظيم.