الإعلام، الجبهة الساخنة بين الخليج وايران
الأربعاء, 06-يوليو-2011
عبد العزيز الخميس -
ليست المعركة الإعلامية الخليجية الإيرانية بخافية على المراقبين، بل هي ظاهرة لكل متابع.

وتنفق الحكومات الإيرانية والخليجية مئات الملايين من الدولارات في صراع شرس من أجل الحصول على ثقة المشاهد في رسائلها الإعلامية التي تمررها له عبر قنوات تلفزيونية فضائية وصل عددها الى مئات، وتنتشر في إيران والخليج واوروبا.

فلماذا هذه المعركة الإعلامية الشرسة؟ وما هي المواد المستخدمة فيها؟ وهل أوفت بمستحقاتها وعادت على المنفق عليها بالفائدة؟ وما هي المتغيرات التي تلم بها حالياً؟ الباحث عبدالعزيز الخميس يحاول الرد على هذه الأسئلة.

بدت المعارك الإعلامية بين إيران ودول الخليج العربي أكثر شراسة منذ أن تولى الخميني سدة الأمور في إيران. وتركزت المعركة على كسب ثقة وأفئدة المسلمين أينما كانوا.

وساعد الإيرانيين في مد نفوذهم الدعوي والإعلامي ما تعرضت له السعودية من ضغوط بسبب أحداث 11 سبتمبر حيث قلصت من نشاطاتها الخارجية في مراجعة مهمة بسبب إتهامها بترويج ودعم الأنشطة الإرهابية.

وقامت إيران عبر الإخوان المسلمين وتنظيماتها بصب جام غضب الغرب على الجهد الخيري الخليجي السعودي والكويتي والاماراتي وحتى القطري، ومن هذا الجهد كان للإعلام نصيب كبير من التحجيم.

لكن بعد أن زالت الغمة عادت المعركة الإعلامية إلى شراستها؛ فتم تحالف إعلامي غريب بين إيران وسوريا وحزب الله وبمساندة قوية من قناة الجزيرة القطرية التي تمكن الإخوان المسلمون من مسك تلابيب قيادتها، وأدت دوراً كبيراً لصالح التوجهات الإيرانية في لبنان وأماكن عديدة تحت مسمى دعم المقاومة والممانعة.

ولكن الانسحاب القطري من خط المواجهة الإعلامية الشيعي، ودعم القطريين للثورة السورية، أعاد رسم خريطة الصراع الإعلامي إلى صراع قطبي قديم منذ مئات السنين بين السنة والشيعة، ولكن هذه المرة باستعمال الإعلام.

وبدأت المعركة الإعلامية السعودية الإيرانية وكأنها متسقة مع المصطلح الإعلامي الذي ابتدعه آرثر كونلي "اللعبة الكبيرة" حيث أصبح الإعلام جزءاً من المعركة السياسية ولكن في جانبها الأشبه بالألعاب.

الحملة الإيرانية






قناة العالم ضد العربية، معركة مستمرة






تنطلق الآلة الإعلامية الإيرانية في أهدافها من خدمة وجود الولي الفقيه وتوجهاته وسياساته تجاه المنطقة.

ولأن هذه الأهداف تتعارض بقوة مع مصالح الدول العربية في الخليج العربي فقد أوجد ذلك العديد من الساحات التي يتم فيها صراع إعلامي قوي بموازاة الصراعات السياسية والاقتصادية والأمنية.

ومن الأهداف المهمة لهذا الصراع الإعلامي هو التوجه التوسعي لدى إيران ورغبتها في الوصول الى قلوب العرب وكسب ولائهم.

وعلى الرغم من معرفة أن الخليجيين دائماً ما يرتابون في الفرس إلا أن الآلة الإعلامية الإيرانية تتوجه بخطاب ناعم للعرب وخاصة شمال افريقيا، بينما تكون صارمة جافة في رسائلها للخليجيين إن لم يصل الأمر إلى التهديد العلني بمسح دولهم الصغيرة على ضفاف الخليج وضمها بوصفها محافظات تابعة لعرش الولي الفقيه.

وتحدد جريدة اخبار الخليج البحرينية الأهداف الإعلامية الإيرانية بأنها تقوم على التشويه الصريح للحقائق والوقائع، وتسعى إلى تأليب العالم على دول المجلس. كما أنها في الوقت نفسه لا تعدو عن حرب، تسعى عبرها أجهزة الإعلام الإيرانية إلى إثارة الفتن الطائفية في دول المجلس، وتقويض إستقرارها الإجتماعي والأمني.

وتملك الآلة الإعلامية الإيرانية أكثر من عشر قنوات تبث من داخل إيران وهي موجهة نحو العالم العربي، وتخدم الأهداف نفسها وتتلقى تمويلاً من مكتب الولي الفقيه والحرس الثوري الإيراني.

كما تسيطر الآلة نفسها على أكثر من عشرين قناة فضائية أخرى تبث من لبنان والعراق والكويت وسوريا في هلال شيعي إعلامي.

وتعمل في طهران العديد من المحطات التلفزيونية والاذاعية، بعضها يتلقى التمويل من وزارة الخارجية الإيرانية مثل قناة "العالم" والتي أسست في عام 2006 لكنها في رسائلها الإعلامية تقع تحت توجيه مباشر من مكتب الولي الفقيه خاصة في البعدين العربي والإسلامي.

ويمكننا ملاحظة أن "العالم" تمتلك مكاتب واستديوهات فقط في طهران وبيروت وبغداد، وهي القناة التلفزيونية غير العراقية الوحيدة التي تبث عبر أبراج بث تلفزيوني أرضية داخل المدن العراقية وعبر خدمات التلفزيون العراقي رغم إنكار الأخير.

وأكثر قرباً من كل تلك القنوات لمقام الولي الفقيه وتعتبر "دلوعته" الإعلامية، قناة "الكوثر" التي أسست عام 2006 ويديرها مباشرة ضباط تعبئة من قبل الحرس الثوري الإيراني وهي تخلط الدين بالسياسة كـ"مدلعها" فرسائلها ممزوجة بتعبدات الولي الفقيه وهجوم شرس في برامج مخصصة على دول عربية خليجية وعلى الأخص السعودية والبحرين.

وهدف القناة الرئيس هو ترويج فكرة الولي الفقيه عربياً لعلها تجد قلوباً رقيقة منصتة لواليها.

وعبر مزيج لغوي متعدد تبث قناة إيرانية أخرى اسمها "سحر" برامجها الموجهة على الخليج والعالم العربي، وكعادة زميلاتها تكتظ برامجها بالترويج للولي الفقيه والتنفير من الفكرة القومية العربية والتسنن الإسلامي.

وفي الجانب الغربي تعمل قناة "بريس تي في" على جعل السعودية تقتل يومياً في البحرين العشرات، وجيشها يبيد الشعب البحريني إلى درجة أن المشاهد السعودي والمعارض لنظام آل سعود، يسخر من رسائل مليئة بالمبالغة والتجني على الجيش السعودي الذي يعرف كل البحرينيين أنه موجود ورفاقه الجيوش القطرية والإماراتية والعمانية بشكل رمزي لتوجيه رسالة لإيران، وللمحافظة على المراكز والمحطات الكهربائية والمائية والموانئ وغيرها من المراكز الحيوية في البحرين من التخريب بينما من يطارد المعارضين للنظام هم قوات بحرينية خالصة.






صحف خليجية قومية لا تغضب ايران





والمثير للسخرية ايضاً ان المشاركة الخليجية تختزل في الجيش السعودي فقط في دلالة على أن التغطية الإعلامية موجهة ضد السعودية فقط.

وتتبع قناة "المنار" اللبنانية لحزب الله الذي يمول من مكتب الولي الفقيه مباشرة، ويعتبر أمينه العام حسن نصرالله الممثل الأول والمهم ووكيل الولي الفقيه خامنئي.

كما تبث إذاعات وقنوات اخرى تحت أعلام اخرى غير حزب الله لكنها تطبق نفس المثل والاستراتيجيات المملاة من طهران، وإن كانت تلعب دوراً في تعزيز مشروعية الولي الفقيه المساند للمقاومة والممانعة.

وتغطي قناة "المنار" جزءاً من الجهد الإيراني الإعلامي عبر جذب العرب إلى خطها المقاوم، وإظهار صورة خامنئي على أنه المجاهد الأكبر، وأن الدول العربية الكبرى لا تفعل شيئاً لنصرة القضية الفلسطينية.

وتحصل "المنار" على ثقة وتعاطف من قبل المتأثرين بثقافة المقاومة والممانعة، على الرغم من تضررها مؤخراً في مصداقيتها بسبب موقف حزب الله من الثورة السورية.

كذلك هناك قنوات "آل البيت" و"الزهراء"، والتي تبث بلغات عديدة، لنشر التشيع عالمياً وخاصة باللغة الانجليزية، لكنها تمرر رسائل سياسية ضد دول خليجية عديدة خاصة السعودية والبحرين.

وفي الكويت قنوات تلفزيونية فضائية يتهمها نواب كويتيون بأنها جزء من المجهود الإعلامي الحربي للولي الفقيه، منها ما هو ديني المحتوى كـ"الأنوار" التي يمتلكها النائب صالح عاشور، ومنها ما هو عام كقنوات العدالة وهذه القنوات مملوكة لرجل أعمال كويتي من أصل إيراني يدعى محمود حيدر، والذي يتهم بأنه رأس حربة إيرانية لبث الفرقة داخل الكويت وترسيخ النفوذ الإيراني إعلاميا واقتصاديا في الخليج.

وكانت قناتا "العالم" و"الكوثر" الإيرانيتان تمارسان حرية الإنتاج الإعلامي في الكويت عبر خدمات محمود حيدر، وعلى الرغم من قرارات حكومية بسحب ترخيص الإنتاج لهما إلا أنهما تعملان تحت ستار شركات إنتاجية أخرى.

ومن القنوات المملوكة لكويتيين قناة "فدك" والتي يملكها الكويتي ياسر الحبيب وهي قناة متخصصة في بث رسائل دينية يتهمها نواب كويتيين بأنها تروج لسب صحابة الرسول وزوجته عائشة وبالتالي تدعو للفتنة وتقسيم البلاد طائفياً.

وكان للموقف المؤيد للثوار الحوثيين في اليمن دور في انتهاز اعداء إيران الفرصة لإضعاف مصداقية إيران، حيث تفهم الخليجيون الرسائل السعودية التي أوضحت كيف أن إيران تستمر في خط زراعة الفتنة في مناطق متعددة ومنها اليمن عبر تأييدها الإعلامي للحوثيين وأيضاً دعمهم بالمال والاموال.

لكن من أكبر هنات الإعلام الإيراني افتقاده إلى خدمات موظفين أكفاء محليين، في البلدان التي يوجه اليها رسائله، فهو في الشأن السعودي فقير المحتوى، ويعتمد على وكالات الانباء فقط، وكثيرا ما يهول ويغالي في الأخبار التي يبثها مما يضعفه.

وليس له مراسلون متمرسون في منطقة الخليج العربي، كما يعتمد على ثلة من الزملاء اللبنانيين في بيروت معظمهم ينتمون الى حزب الله أو حركة أمل، كي يديروا حملاته ضد دول الخليج العربي، وهؤلاء اشبه بالمستشرقين في الشأن الخليجي بعيدون عن فهم ما يحدث، وكثيرا ما يجدون انفسهم في حرج حين يحاولون تمرير رسائل يعكف الضيف الخليجي على تصحيحها كالأسماء والمناصب والتواريخ والحقائق الجغرافية وغيرها مما يهم مصداقية الرسالة.

الوضع الخليجي






العالم اصبحت وحيدة ضد السعودية بعد ان تخلت الجزيرة






تبدو المعركة الإعلامية الخليجية الإيرانية واضحة في العراق حيث يتهم الإعلام الخليجي إيران بتسميمها الأجواء العراقية وإثارتها الطائفية هناك وتدخلها السافر في الشؤون العراقية.

ثم انتقلت حدة المعركة الإعلامية إلى الجنوب حيث الكويت. وبدت أكثر طائفية بسبب اتخاذها للبعد الديني، حيث أنشئت قنوات وصحف بدأت تروج لسب الصاحبة وزوجة النبي عائشة ثم تم الرد من قبل الإعلام المحسوب على السنة، وانتقلت المعركة في بعدها الإعلامي إلى تنافس طائفي إعلامي وتم بث قنوات سنية مثل "صفا" و"وصال" للرد على قنوات شيعية مثل "الانوار" و"الزهراء" و"آل البيت" و"فدك" و"الفرات".

ولتصل الحملات الإعلامية إلى ذروتها مع بداية الأزمة البحرينية والتدخل الإعلامي الإيراني السافر، والذي اعتبره خليجيون بأنه تدخل منفر وطائفي بوضوح.

يمكننا ان نجد رؤية خليجية إعلامية ضد هجوم إعلام الولي الفقيه على عروبة الخليج في ما حددته سياسة انشاء قناة الخليج العربي وتتمثل في كشف أبعاد وخفايا المخططات العدوانية الإيرانية التي تستهدف الدول العربية بشكل دائم ومنتظم، وكشف الدعاوى الإيرانية، وتفنيد اوجه الخداع والتضليل التي تمارسها السياسة الإيرانية، والإعلام الإيراني في محاولة تسويق مخططها العدواني.

ونعني هنا دعاوى ومزاعم من قبيل الدفاع عن الشيعة مثلا، او التستر وراء الزعم بمقاومة العدو الصهيوني، وما شابه ذلك.

كما تعمل الاستراتيجية الإعلامية البحرينية على تقديم المعلومات الصحيحة عما يجري في دول مجلس التعاون، بعيداً عن التشويه والتزوير المتعمد الذي يمارسه الإعلام الإيراني.

ويقف الإعلام السعودي استراتيجياً ضد الآلة الإعلامية الإيرانية وحيداً، دون عون خليجي سوى عون بحريني جديد بعد التهديدات الإيرانية للبحرين.

لكن دول الخليج الاخرى يتراوح موقفها من الاقتراب والتماس مع المواقف الإيرانية مثلما هي "الجزيرة" في مراعاتها للمصالح الإيرانية في مناطق متعددة كلبنان وغزة لكن هناك خلافاً في العراق على الرغم من الحياء الجزيري عن ما يحدث في العراق في الوقت الراهن، والاختلاف مع إيران في سوريا.

وتؤدي قناة "العربية" دوراً مهماً في الدفاع الإعلامي عن السعودية ودول الخليج الاخرى وتبث من مقرها في دبي رسائل موجهة ضد النظام الإيراني.

ودائماً ما تسلط الضوء على الخلافات والقضايا التي تنخر النظام الإيراني في دفاع موجه وواضح وردة فعل ضد الإعلام الإيراني.

وتتهم اجهزة الإعلام الإيرانية الإعلام السعودي بأنه تمكن وحده من إبقاء الأزمة التي اندلعت في إيران بعد إعلان نتائج الانتخابات، ساخنة ومستمرة طوال سنة كاملة وكأنها حدث يومي. وأن هذا الإعلام جعل من صورة النظام الإيراني مهتزة بسبب تغطيته المكثفة حول الثورة الخضراء.

المنحى الاخر في المعركة الإعلامية والذي استغلته الآلة الإعلامية السعودية التعاون الإيراني الاميركي في العراق والذي اتضح في تصريحات إيرانية واميركية فسلطت الضوء على هذه العلاقات ولكنها أيضا كانت رسالة موجهة للعرب وليس للمسلمين قاطبة وللإيرانيين.

لكن هذا لا يعني ان الإعلام الخليجي والسعودي على الأخص رابح لمعركته ضد الإعلام الإيراني.

فلدى الإعلام الخليجي ككل مشكلة كبيرة في المواد المرسلة من طرفه خاصة أن هذه المواد والرسائل لا تحمل عقيدة قتالية إعلامياً، وهي منفتحة وحرة اجتماعياً كما تظهر بمظهر المصلح الإجتماعي والملتزمة بالتحديث وأيضاً صديقة للغرب لكن عدوة للقاعدة ولحزب الله (ما عدا الجزيرة) وموادها الدينية تقدم في معظمها "جرعات إسلامية مخففة".

وفي الوقت المواد الموجهة من قبل الإعلام الإيراني تنضح تسييساً ومحافظة وعداءً للغرب وللتحديث وبعداً عن ما يحدث عالمياً من تطورات حداثية.

والتدخل الخليجي إعلامياً في الشؤون الإيرانية ضعيف، إذا ما استثنينا قناة "العربية" والصحف السعودية والبحرينية.

وعلى الرغم من الجهد المقدم من قبل قناة "العربية"، إلا أن رسالتها الإعلامية لا تنسجم مع الأهداف السعودية.

وتعتبر قناة "العربية" أكبر دليل يقدمه المسؤول السعودي على انه لا يروج للسلفية كما يتهم من قبل الإعلام الإيراني.

فـ"العربية" تروج لليبرالية تغريبية أقرب للنموذج الأميركي، وكثيراً ما كانت برامجها تنتقد الوضع المحلي السعودي، وخاصة الكيانات والشخصيات ذات التوجه السلفي الذي يفتخر ملوك وامراء السعودية بانتمائهم له وخدمتهم إياه.

وعلى العكس من الرسالة الإعلامية الإيرانية في قناتي "العالم" و"بريس تي في" و"الكوثر" المتسقة والمندمجة في رسالة الولي الفقيه الإيرانية تضع نفسها تحت قدميه وفي خدمته.

وحالة الانفصام التي تعاني منها آلة الإعلام السعودي ممثلة في "العربية" والـ"ام بي سي" وملحقاتها لا تقترب في شيء من كينونة النظام السعودي القائمة على التحالف بين المؤسستين الدينية السلفية والسياسية في المملكة، وتجعل من الرسالة الإعلامية السعودية ضعيفة في محتواها العقدي على الرغم من قوتها في الخبر الموجه ضد إيران لكنها في الحقيقة لا تمثل المجتمع السعودي الذي أغلبه محافظ ومنحاز إلى التحالف الآنف الذكر.






الولي الفقيه يرسل اقماراً صناعية للتبليغ





لكن هناك من يرى أنه لا انفصام يذكر، بل على العكس الإعلام السعودي الخارجي يتسق مع التوجهات التي يحملها حقيقة، لكنه مكبل داخلياً بطبيعة مجتمعه.

أمر أخر يبرز الضعف الإعلامي السعودي، هو أنه رسمياً لا يقدم آلة نقدية فعالة ضد إيران ووضعها الداخلي بلغة إيران القومية وهي الفارسية. وهو حين قدم وجبة فارسية قدمها على شكل قناة أفلام. وحسب ما يشاع عن أن هذه القناة ليست ممولة بأموال سعودية، وأنما ضمن المخطط الإعلامي الاميركي الموجه لتحسين الصورة الأميركية إشاعة الانفتاح الإجتماعي في منطقة الشرق الأوسط.

ولم يقدم الإعلام السعودي أي رسالة موجهة للشعب الإيراني، وإذاعته قصيرة الوقت وقليلة الإمكانيات لا تتضمن أي محتوى سياسي يذكر فقط القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.

ويرى الإعلامي السعودي تركي الظفيري أن المراقب يتفهم الدور الإيراني في توجيه رسالتها باللغة العربية، لأن لها مصالح وأهدافاً قومية، أما الذي لا يمكن أن نتفهمه أن تتحمل الشعوب العربية غرم الرسالة الأميركية، وللشعب الأميركي غنمها.

ويعتقد الظفيري ان قناة "ام بي سي" الفارسية تدافع عن الحضارة الأميركية من خلال إيصال رسائل عديدة تضمنتها الأفلام والبرامج الأميركية، وكانت الأمنية أن تصبح قناة "ام بي سي" الفارسية بحجم التحدي، وتستغل الإمكانات القوية، لتبث برامج ثقافية ودينية وأعمال درامية محافظة تبين الرؤية السنية، فالمشروع الشيعي لا يمكن مواجهة إلا بمشروع فكري رباني معتدل.

ويضيف الظفيري ان الخليجيين كانوا يأملون في إدارة قناة "ام بي سي" الفارسية أن تكون حلقة وصل بين الحضارة الإسلامية العربية، وبين الحضارة الفارسية، وأن تساهم في حل مشكلات أهل السنة في إيران، ولعل إدارة القناة لها وجهة نظر مغايرة، فربما أضحى المشروع الأميركي وحل المشكلات الأميركية أهم من غيرهم هناك!

ويعبر الظفيري عن خيبة أمله ولكنه لا ينفي الأمل في إيجاد قنوات تمول من حكومات عربية أو رجال أعمال عرب ومسلمين يوصلون الرسالة السنية بصورتها الصحيحة، وإن وجدت محاولات قليلة فإنها لا ترقى إلى مستوى التبني الإيراني الحكومي لتلك القنوات.

ولعل أمل الظفيري تحقق في يقظة التيارات السلفية وتصديها للهجمة الإعلامية الإيرانية، والتي توقعت أنه ما دام أن الحكومات الخليجية إما منشغلة عن المخاطر أو لاهية أو صامتة أو قليلة الحيلة. أو أنها تمرر رسائلها الإعلامية دون مجابهة قوية. وأن هذه المجابهة ستكون في أراضٍ اجنبية عنها وأنها حتى لو ركزت على الهم الإيراني فسيكون خطابها باللغة العربية وبالتالي سيكون الشعب الإيراني عمادها وركيزتها غير متأثر بهذه الرسائل، فإن الملعب المحلي خالٍ لها بينما هي تلعب على ساحات واراضٍ لغيرها ما طاب لها الشأن.

في ظل هذا الإخفاق الحكومي انبلج التغير الكبير في أن التيارات الإسلامية السنية نزلت بقضها وقضيضها إلى الساحة الإعلامية، وبعد ان كانت الأنظمة الخليجية تخشى من استقلالية الإعلام السلفي، وانه قد يكون خطراً عليها، تنفس هذا الإعلام الحرية، في الكويت أولاً، ثم في دول عديدة وخاصة مصر فوجه كنانته إلى صدر الإعلام الإيراني وكانت قناتا "صفا" و"وصال" رأس الحربة، ثم كانت المفاجأة، وهي قناة وصال باللغة الفارسية وتحمل عنوان "كلمه فارسي".

"كلمه فارسي" تحمل رسالة إعلامية دينية تتحدث عن النظام الإيراني واخطائه، وايضاً عن غلو الملالي وتفردهم في الحكم لكن يعيبها التركيز الطائفي على محاربة التشيع والاعتقادات الشيعية.

ويعتقد ان "كلمه فارسي" الذي بدأ النظام الإيراني يتململ منها عبر أذنابه في الخليج تشير إلى تعاظم الأمر وانقلاب السحر على الساحر.

فبعد ان كان الإعلام الإيراني يهجم سيضطر للدفاع، وهو يخشى من ان تكون الأخبار صحيحة عن أن هناك قناة إخبارية جديدة ضمن مجموعة "ام بي سي" باللغة الفارسية مما سيشكل ضغطاً سياسياً داخلياً على النظام.

وبتباهٍ واضح تتحدث أوساط هذه القنوات السلفية عن ارتباك الإيرانيين من القنوات العربية التي انطلقت باللغة الفارسية كقناة "الوصال"، "كلمة"، و"نور" وغيرها، حيث يشيرون إلى ردة الفعل الإيرانية، والتي وضحت في وصف موقع "تابناك" الإيراني، بأن هذه القنوات موجه ضد الإسلام! وإيران ويجب الوقوف أمامها.

ويذكر أنصار القنوات السلفية أن موقع تابناك الفارسية التابع للعسكري السابق محسن رضائي وهو قائد سابق لقوات حرس الثورة الإيرانية وأمين سر مجلس تشخيص مصلحة النظام، بأن هذه القنوات التي وصفها بالوهابية والتي تتهم السعودية بتمويلها تحاول إيجاد انشقاق في الصف الإسلامي من خلال الحوارات التي تديرها وتطلقها في برامجها، ومن خلال استضافتها لبعض الشخصيات السلفية التي تهدف إلى ضرب الشيعة.

وانتقد الموقع الإيراني حسب قول السلفيون، عدم تحرك مسؤولين الدولة الإيرانية تجاه هذه القنوات للحد من المخاطر التي سوف تترتب على دولتهم بسببها.

ويرى السلفيون ان هذه الشكوى والارتباك دليل واضح على أن تلك القوة التي يتباهى بها الإيرانيون إعلاميا هي ليست سوى وهم وتظهر مدى ضعفهم، فإذا كان بث ثلاث قنوات باللغة الفارسية قد أخافهم، لدرجة إنهم يطالبون مسؤوليهم بالرد على تلك القنوات! فكيف إذا كانت ردة فعل الدول العربية أكبر من ذلك؟

ومن التحديات التي تواجه الخليجيين في معركتهم الإعلامية ضد إيران هو اختلاف الثقافة الإعلامية للطرفين؛ فكل مادة خبرية يحاول الطرفان تشفيرها وعنونتها للوصل الى عقل المتلقي بطرق مختلفة.

فالإيرانيون يقومون بقولبة موادهم في شكل ثوري منتصر للمظلوم ومواجه للظالم، فدائماً ما يتضمن خبرهم نموذجاً للظالم في شكل إسرائيل أو الولايات المتحدة أو السعودية أو أي نظام عربي سني وهؤلاء كلهم يمثلون يزيداً، بينما الآخر في القصة سيكون مظلوماً لا حيلة له ولا قوة وهو نصير لثقافة المقاومة والممانعة وبالتالي يعتبر أفضل تمثيل للحسين.






صراع عقدي اكثر منه سياسي





وحتى يمكن للمتلقي فهم هذه القولبة عليه أن يرى تغطية قناة العالم للحرب ضد الحوثيين حيث كانت السعودية صديقة الولايات المتحدة تقتل الحوثيين البؤساء أصدقاء إيران، متجاهلة تسلل الحوثيون داخل السعودية وقتلهم جنوداً سعوديين يحرسون الحدود.

وفي الحالة البحرينية كثفت قناة "العالم" تغطيتها للأحداث وتجاهلت الصدامات في مواقع عديدة واستعمال بعض المتظاهرين للعنف ضد رجال الامن وضد المساجد السنية وأيضاً تعرضهم لطالبات وطلاب جامعة البحرين واحتلالهم الجامعة بطريقة ذات صبغة طائفية، وركزت على أن النظام البحريني يظلم أنصار الحسين وأنه ممثل لا يدحض للأنظمة القمعية كما هو يزيد وأعوانه.

لكن هل نجحت إيران في رسالتها الإعلامية؟

الحقيقة انها تعاني الآن من فقدان مصداقية متزايد.

فلم تتشبث بقليل من الحياء الإعلامي في تغطيتها للأوضاع في سوريا، حيث كان الحسين في شوارع درعا يستصرخ دموع المسحوقين ولم يكن بشار الاسد يزيداً جديداً وجنوده يقتلون المتظاهرين العزل.

وبينما حدث في سوريا ما يفوق ما حدث في البحرين تباكت قنوات إيران التلفزيونية وأعوانها العرب محذرة من المخطط الامبريالي لإسقاط نظام بشار الممانع والمقاوم.

كان الموقف الإعلامي الإيراني بائساً ومتناقضاً وغير واقعي مما أبعده كثيراً عن ثقة محبيه وحتى المغرر بهم من بعض العرب.

لكن السعوديين ليسوا بعيدين عن تناقض الموقف وازدواجية المعايير.

وإن كانوا في مواقفهم من الثورات ملتزمين بالحذر، وحسب سياستهم القديمة والمعلنة في عدم التدخل في شأن الآخرين، إلا إذا طلبوا منها ذلك والتزامها فقط بالرد على مهاجميها.

لكنها وعلى الرغم من آلتها الإعلامية الضخمة فهي متناقضة؛ اذ أن جل آلتها هذه ليبرالية الفكر والمحتوى من الناحية الاجتماعية ولكنها في السياسة محافظة بشدة.

وحصر السعوديون آلتهم الإعلامية السياسية الخارجية المباشرة في قناة "العربية" وجريدتي "الشرق والاوسط" و"الحياة".

ومواقف هذه الجرائد غير مؤيد للنظام السوري ومواجه بشدة لإيران لكنها ليست عدائية وبشكل تحريضي كما هي الجزيرة والتي نقطة قوتها هي التحريض وإشاعة التوتر ضد النظام المطلوب إسقاطه.

وفي ظل انخفاض تأثير الإعلام المطبوع فقد الإعلام السعودي الكثير، ويبدو لنا من ملاحظة أن شبكة الجزيرة القطرية لم تمض قدماً في مشروعها جريدة الجزيرة الدولية، مما يوحي بأن الرهان على الإعلام المطبوع أصبح غير عملي ومكلفاً دون جدوى تذكر، وخاصة أن القطريين يمولون صحفاً عربية تصدر في لندن وليسوا في حاجة لإضافة عبء عليهم في الوقت الراهن في ظل نجاح الجزيرة المرئية في تحقيق أهدافهم السياسية والإعلامية.

البحرين على خط المواجهة الإعلامية وتسربات في دول أخرى






انحسار في نفوذ المطبوع






إن كان الصراع الإعلامي بين السعودية وإيران قوياً فالبحرين تعد حالياً لخطة إعلامية متكاملة لنقل وجهة النظر الرسمية حول الأحداث في البحرين، سواء تعلق الأمر بالاحتجاجات الشعبية أوبالحوار الوطني المرتقب أن يبدأ الشهر المقبل كما يؤكد ذلك مصدر بحريني رسمي.

وكان رئيس هيئة شؤون الإعلام في البحرين الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، قد ذكر أن البحرين ستخصص موازنة تقدر بـ5 ملايين دينار بحريني (نحو 15 مليون دولار)، لإدارة الإعلام الخارجي، بهدف مواجهة ما تسميه الدولة بـ"الحملات ضد البحرين وتبيان الحقائق التي لا تعرفها وسائل الإعلام الأجنبية".

وأوضح آل خليفة في تصريحات له خلال مؤتمر صحافي، أن الخطة الإعلامية الجديدة تتضمن فتح ملحقيات إعلامية في سفارات البحرين، في أميركا وبريطانيا ومصر.

وأفصح رئيس هيئة شؤون الإعلام، بأنهم يعملون على إنشاء قناة إخبارية، تنضم إلى باقة قنوات البحرين الأخرى، مشيراً إلى أنهم يعملون حالياً على إعداد استوديوهات متطوّرة، تتناسب ونوعية البث الجديدة فائقة الجودة.

والبحرين هي اكثر دولة تضررت من الهجمة الإعلامية الإيرانية ضدها، وهي لم تنتبه إلا مؤخرا إلى الخطر الإعلامي الإيراني عليها. والذي شوه وجهها المتسامح، وزرع الفتنة داخلها، وأوصل رسائل مغالية ومغلوطة خارجياً عبر قناة "بريس تي في" الإيرانية حسب وصف إعلامي بحريني.

وساهم الهجوم الإيراني على البحرين في انضمام البحرين إلى الحملة الموجهة ضد إيران بتمويل قناة تحت مسمى "الخليج العربي"، واعتبرها البحرينيون جبهة للمواجهة الإعلامية ضد إيران.

لكن سؤالاً بسيطاً يطرح نفسه وهو هل هذه القناة موجهة للإيرانيين حقيقة وبلغتهم أم انها موجهة لعشاق الولي الفقيه فقط ولإثلاج صدور حكام البحرين وتفريغ شحنات كارهي إيران فقط؟ وهذا يعني انها لن تحدث اثراً يذكر على إيران بل فقط سيكون تأثيرها عربياً.

ولو راقبنا مشكلة قناة العالم مع المنظمة العربية للاقمار الصناعية لشاهدنا كيف ان التعاطي مع الرسائل الإيرانية كان بطيئاً وضعيفاً.

ففي الوقت الذي كانت إيران تهجم بشراسة إعلامية غير مسبوقة على دول الخيج العربي عبر قمر تملك فيه هذه الدول حصة الأسد ومركزه في العاصمة السعودية الرياض، كانت حبال الصبر والصمت الخليجية، طويلة ولا مبالية، إلا بعد أن أصبحت الرسائل الإيرانية تشتم وبفظاعة حكاماً عرباً وخاصة الرئيس المصري حسني مبارك مما استعمله السعوديون واعزاً لإيقاف بث القناة وأخواتها الكوثر وغيرها.

بالطبع هذا الإيقاف العربي للقنوات الإيرانية أضعفها حيث نقص عدد مشاهديها إلى ما يقرب الثلثين.

أما بقية دول الخليج فيبدو أن مواجهتها مع الإعلام الإيراني لا تحظى بالأولوية.

ففي الإمارات، لا يبدو أن الإعلام الخاص بأبوظبي بصدد التصعيد مع إيران إلا بما يتعلق بالرد على التصريحات المسيئة، وتحاول الصحافة فيها أن تتعامل بموضوعية وهدوء مع الشأن الإيراني.

ورغم أن الإعلام الذي تملكه دبي يتبنى الخط الإماراتي الرسمي فيما يتعلق بالجزر والرد على التصريحات الإيرانية، إلا أن مراقبين لا يترددون في وصف بعض الصحف بأنها تتعمد تجميل السياسات الإيرانية.

ويرجع هؤلاء السبب إلى التواجد الكثيف للصحافيين الفلسطينيين في أروقة المؤسسات الإعلامية في دبي، بالإضافة إلى حرص تلك المؤسسات على عدم اغضاب رجال الاعمال الإيرانيين او من ذوي الأصول الإيرانية المتواجدين في دبي.

ويؤكدون أن ثمة سيطرة لبعض الاقلام المحسوبة على الخط السوري المتحالف مع ايران اعلاميا في بعض الصحف، بضمنها تلك التي تصدر في الشارقة، وهو الأمر الذي يحتاج إلى معالجة ما أن تتطور المواجهة مع إيران.






الداخل الايراني ليس على الاجندة الخليجية الرسمية





من جانبه يغط الإعلام العماني في سبات عميق فهو لا يريد إغضاب إيران بسبب علاقات بلاده القوية معها ولا يعرف عن هذا الإعلام أي قدرة مرنة تمكنه من التحرك دون ان يكون ضمن توجيهات رسمية حتى في المواضيع الخارجية.

ويعتمد الإعلام العماني بدرجة كبيرة على تعاون الصحفيين العرب، والمصريين منهم بوجه خاص، وهو ما يشكل عائقا كبيرا أمام فهمهم لطبيعة العلاقات في الخليج والتحديات التي تمثلها إيران.

الخلاصة

أسهم الطرفان الإيراني والسعودي، في اضاعة فرص التلاحم بين دولتين كبيرتين في العالم الإسلامي.

وبدلاً من أن يتعاضدا للوقوف أمام التحديات الإقليمية والدولية قاما بنهش بعضهما البعض وبشهية واضحة من قبل الإعلام الإيراني الذي أفسد مصداقيته بمغالاته ومبالغته في طرح أخبار عن السعودية أو دول الخليج لا يمكنها ان تمر الا على قلة قليلة ممن يعيش في العالم العربي.

ونسي الإيرانيون أن ملايين من المعتمرين والحجاج يزورون البقاع المقدسة ويرون بأعينهم أن الوضع ليس كما تروج وسائل الإعلام الإيرانية له.

وفي المقابل قامت قناة "العربية" بنشر مواد مضحكة عن إيران، حتى وصل الأمر إلى أن حادث مروري كبير يعد إخفاقاً لنظام خامنئي.

وتفننت القناة في تسليط الاضواء على الخلافات داخل النظام مغالية في كل خبر وكأن النظام الإيراني قريب الإنهيار.

ويتفق الإعلامان الخليجي والإيراني الخارجي انه إما يدافع عن سياسة بلده، أو يهاجم الآخر (خاصة الإيراني)، أو يبعد كل ما هو سلبي عن بلده من أجندته.

كثير من الإعلاميين الخليجيين يحضون دول الخليج العربية لمواجهة الهجوم الإعلامي الإيراني وينبهون إلى الحاجة لإعلام موجه نحو الرأي العام العالمي بلغاته المهمة ويكون أداة لمواجهة الإعلام الإيراني على الساحة العالمية.

وايضاً يؤكدون أن الخليج العربي بحاجة إلى قنوات فضائية وأجهزة إعلام ناطقة بالفارسية موجهة الى الإيرانيين انفسهم مباشرة، وهذا الهدف الإعلامي يجب أن يكون لمواجهة النظام الإيراني إعلامياً على أرضه كما يفعل هو في الخليج. وهدفها ايضاً التبني الصريح لقضايا وهموم الاقليات في إيران، وقضية مثل قضية الاحواز العربية المحتلة التي يجب أن تكون على طاولة كل إعلامي خليجي.

بل يتعدى الأمر إلى أن الخليجيين في حاجة إلى تدخل مباشر في قضايا الأمة الفارسية كما يتدخل الفرس في قضايا الأمة العربية.

وأن الحاجة اصبحت ملحة كي تصبح القضايا الإيرانية بكل تفاصيلها على طاولة الخليجيين كطرف مباشر فيها وبكل أدواتهم الإعلامية والسياسية.

وان مسألة عدم التدخل في القضايا المحلية لا تنفع مع بلد يتدخل حتى في قضايا الإخفاقات التنموية في بعض دول الخليج.

المعركة ضد الاطماع الإيرانية ليست وليدة اللحظة بل هي قبل الإسلام ومنذ أيام ذي قار.

لذا فالهبة الإعلامية الخليجية ضد إيران نتجت من الأطماع الإيرانية والهجوم الإيراني على دول صغيرة هادئة لا تضمر شراً ولا تبحث سوى عن الاستفادة من الخيرات التي منحها الله اياها.

بينما في الجهة المقابلة الآلات إعلامية كبيرة الحجم والسعة تخدم مشروعاً توسعياً امبراطوريا يريد أن يعيد كسرى إلى الحياة، متجاهلة قول المصطفى صلى الله عليه وسلم "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده". 


المصدر : ميدل ايست اونلاين