في مؤتمر صحفي عقده مع عدد من وسائل الإعلام الأجنبية..رئيس الجمهورية: ما يحدث في صنعاء أعمال استفزازية لن تجرنا إلى حرب أهلية
الخميس, 26-مايو-2011
الميثاق إنفو - جدد فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تأكيده على التعامل الايجابي مع المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية في اليمن كمنظومة متكاملة.
جاء ذلك في حديث فخامته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بالعاصمة صنعاء مع عدد من وسائل الإعلام الأجنبية « قناة الحرة راديو سوا وقناة ووكالة أنباء رويترز والقناة الألمانية والتلفزيون الوطني الصيني وقناة بلنبرج الأوروبية ووكالة شينخوا الصينية».
ففي رده حول مصير المبادرة الخليجية والجهود التي تبذل لإحيائها قال فخامة رئيس الجمهورية « نحن رحبنا بالمبادرة الخليجية ونشكر أشقاءنا في دول مجلس التعاون الخليجي على الجهود التي بذلوها وسنتعامل معها بشكل ايجابي لكن للأسف الشديد لا نستطيع أن نقول إنها فشلت بل أنها معلقة بسبب رفض أحزاب (اللقاء المشترك) المجيء إلى القصر الجمهوري للتوقيع عليها .
وأضاف « كيف سنكون شركاء مع أحزاب (اللقاء المشترك) والمبادرة منظومة متكاملة منها تشكيل حكومة وفاق وطني وإزالة عناصر التوتر وإنهاء الاعتصامات فهي منظومة متكاملة وهم السبب في تعليقها ونحن مستعدون للتعامل معها بشكل ايجابي إذا انصاعوا إلى التفاهم حول التوقيع على المبادرة مع وضع آلية لتنفيذها أنها تحتاج إلى آلية» .
وتابع قائلا « انه تم زمننتها بشكل اختياري من قبل أحزاب اللقاء المشترك مثل نقل السلطة خلال ثلاثين يوما وإجراء انتخابات خلال ستين يوما و ما يهمهم من المبادرة هو نقل السلطة غير مهتمين بأسباب الأزمة كالاعتصامات وإثارة الفوضى التي تسببت في الإضرار بالاقتصاد الوطني الذي يجب معالجته في إطار المبادرة كمنظومة متكاملة» .
وتساءل فخامته « ماذا عن موقف دول الجوار والدول الصديقة من دعم اليمن بعد الخروج من الأزمة وخاصة في الجانب الاقتصادي» .
وحول الديمقراطية ومستقبل اليمن وموقف الصين من الأزمة قال رئيس الجمهورية « الصين بلد صديق وله موقف جيد مع اليمن سواء في الأمم المتحدة أو في كل المحافل الدولية و ترتبط اليمن بعلاقات صداقة مع الصين و مواقفها ثابتة إلى جانب اليمن والحكومة الصينية لها تأثير كبير ومقبول على اليمن».
وأكد فخامته أن الديمقراطية في اليمن فهمها البعض فهما خاطئا و كأنها الديمقراطية الفوضوية أو الباب المخلوع ما يسمى (بالفوضى الخلاقة) وهناك فهم قاصر للديمقراطية لكننا متشبثون و لازلنا متشبثين بالديمقراطية و سنمارسها بكل الوسائل .
وعما يحدث الآن من أعمال فوضى سواء في العاصمة أو خارجها وآثارها على تطبيق المبادرة الخليجية قال رئيس الجمهورية «نحن صامدون ونستطيع تحمل الصدمات التي تحصل من أولاد الأحمر من فوضى واعتداءات على مؤسسات الدولة وعلى الصحفيين في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) وعلى وزارة الصناعة ومؤسسة التأمينات ووزارتي الداخلية والإدارة المحلية والنجدة وغيرها ».
وأضاف :» إن تلك الأعمال الاستفزازية لن تجرنا إلى ما يسمى بحرب أهلية ولكنها محصورة في أولاد الأحمر وهم اختاروا هذا الخيار وكان قرارا خاطئا أن يواجهوا الدولة بهذا العنف وهذا الصلف «.
ومضى فخامته قائلا «أستطيع القول أن هذا صلف ونحن كنا أرسلنا وساطة إليهم يوم أمس الأول وقبل أمس الأول وكانت الوساطة عندهم إلا أنهم فجروا الموقف من أجل أن يحصل رد فعل من قبل أجهزة الأمن مثل النجدة وحراسة وزارة الداخلية ويقولوا أن السبب هو الدولة وهو ما روجت له وسائل الإعلام المتعاطفة معهم وغيرها».
واستطرد :«هم قصدوا أن تأتي الوساطة وهم يفجرون الموقف فهم يتحملون مسؤولية إراقة الدم أيا كان سواء من الذين سقطوا منهم أو الذين سقطوا من وزارة الداخلية ومن النجدة والأمن المركزي أو المواطنين الأبرياء فالدم غال وهم يتحملون مسؤولية الدم الذي سال ».
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان هناك مخرج للأزمة وهل ما زالت الوساطة قائمة بين أولاد الأحمر والحكومة قال فخامة الأخ الرئيس: «حتى هذه اللحظة يقومون بالاعتداء على وزارة الداخلية ويريدون احتلال مبنى الوزارة ونحن نتعامل ونتصل ببعض الشخصيات الاجتماعية لمحاولة التواصل معهم وإقناعهم للامتناع عن الاعتداء على وزارة الداخلية وعدم إطلاق النار عليها حتى لا تتوسع المشكلة ويكون رد الفعل قويا وحتى لا تراق الدماء كما أُريقت يوم أمس (أمس الأول)».
وبخصوص وجود القاعدة في اليمن قال فخامة الأخ الرئيس :«هناك فهم خاطئ في هذا الجانب عندما تقول أحزاب اللقاء المشترك إذا رحل النظام وسقط فإن القاعدة ستنتهي لأن القاعدة إنما خرجت من عباءة حزب الإخوان المسلمين وهي جزء لا يتجزأ منهم وما يقومون به من أعمال التقطع في الطرق وأعمال عنف في المحافظات هي أعمال القاعدة وهم يقولون أيضا إذا رحل النظام فإنهم سيوقفون أعمال العنف والإرهاب لأنهم مكملون لبعضهم البعض».
وعن حالة الاقتصاد اليمني في ظل الأوضاع الراهنة والمخاطر المترتبة على ذلك مستقبلا أشار فخامته إلى «أن الاقتصاد الوطني في وضع غير متعاف ونحن نبذل جهودنا لإزالة الأزمة من خلال المبادرة الخليجية والدعوة إلى إجراء حوار مع كل القوى السياسية على الساحة وأن يحكًم الجميع العقل والمنطق ويأتوا إلى طاولة الحوار ومن ثم نأتي للانتخابات ونقل السلطة سلميا ولا مشكلة في ذلك».
وقال فخامته:« أهم شيء لدينا هو استعادة العافية للمواطن وتوفير الأمن والاستقرار والأمان وإعادة ترتيب البيت اليمني لكن في إطار حوار سلمي وليس في إطار الفوضى الخلاقة والاعتداء على مؤسسات الدولة وقطع الطرقات» .. مؤكدا أن الاقتصاد الوطني بحاجة إلى حوار ووفاق كما يحتاج إلى برامج ومنظومة متكاملة فالأمن والاستقرار مرتبط بالاقتصاد .
وفي رده على سؤال عن مدى ارتباط الأزمة الراهنة بالانتخابات الرئاسية 2006م ورؤية فخامته حول تجاوب المعارضة مع دعوته لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة قال الأخ رئيس الجمهورية:» في حقيقة الأمر أنا قلت أكثر من مرة إن هذه التراكمات منذ نتائج انتخابات 2006م والتي كانت المعارضة شريكة فيها لكنهم غير معجبين بنتائجها وتعاملوا معها بشكل سلبي وبدؤوا يصعدون الموقف شيئا فشيا حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه خلال الأشهر الأربعة من اعتصامات وفوضى خلاقة ».
وتابع : «نحن على استعداد وأعلناها أكثر من مرة تعالوا إلى انتخابات رئاسية مبكرة حتى بدون المبادرة الخليجية أو أي مبادرة أمريكية أو أوربية ومستعدون طبقا للدستور لإجراء انتخابات خلال ستين يوما تعالوا إلى صناديق الاقتراع أم تخافون من النتائج؟!».
وأردف قائلا : «لهذا هم يسعون للفوضى ويرونها أفضل ولا يريدون التوجه إلى الصندوق بل يريدون أن يتجهوا إلى الفوضى وقطع الطرق وقتل النفس المحرمة وخلق فوضى دون الذهاب إلى صناديق الاقتراع فنحن نقول أن صناديق الاقتراع هي المخرج وأننا غير متشبثين بالسلطة التي هي حق دستوري لنا حتى 2013 م».
ومضى فخامته قائلا : «لكن من أجل الوطن وأمنه واستقراره وإنهاء الفوضى واستعادة عافيته من النواحي الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية تعالوا إلى انتخابات مبكرة ورفض ما هو حاصل في اليمن».. معبرا عن أسفه لهذا التمترس غير المسؤول من أحزاب المعارضة التي تمارس هذا الصلف وهي خارج السلطة فكيف إذا وصلت إلى السلطة ؟.
وعن تحركات تنظيم القاعدة في اليمن قال فخامة الأخ الرئيس:» إن القاعدة استغلت الإعتصامات المستمرة منذ أربعة أشهر ونفذت أكثر من عملية ضد أفراد الأمن والشرطة في كل من حضرموت وشبوة ومأرب وأبين وأمانة العاصمة ورداع والجوف وفي أكثر من مكان والإحصائية موجودة ويمكنكم أخذها والاطلاع عليها ومعرفة عدد القتلى والجرحى جراء العمليات التي نفذتها القاعدة بالتنسيق والدعم والتواصل مع عناصر التمرد في الجيش وقيادة أحزاب اللقاء المشترك ».
وأكد فخامة رئيس الجمهورية أن هناك تزايداً في عمليات القاعدة خلال الأسبوعين الماضيين وأن هناك تنسيقاً في العمل العسكري والأمني بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب .
وعن العلاقات اليمنية - الأمريكية قال رئيس الجمهورية: «إن علاقات اليمن مع أمريكا جيدة وممتازة خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب وكانوا قبل الاعتصامات يبذلون جهدا مع الأصدقاء والإتحاد الأوروبي لدعم اليمن في الجانب الاقتصادي لكن بعد الفوضى الخلاقة التي بدأت في تونس ثم مصر وجاءت لاجتثاث الأنظمة في الوطن العربي بدأت أمريكا تتوقف عن الحماس الكامل في هذا الجانب ».
وفيما يتعلق بمواقف دول الخليج حول الأزمة أكد أن فخامته بالقول: «دول الخليج تقف إلى جانبنا بشكل جيد وممتاز وهم داعمون لليمن ومواقفهم ايجابية على كل المستويات..مؤكدا استعداده التوقيع على المبادرة الخليجية في إطار منظومة متكاملة ولها آلية تنفيذية وليس لديه أي مشكلة في ذلك».
وقال: «نحن لا ننفذ أوامر وأجندة خارجية لأي جهة فهذا شأن داخلي وهم يتعاملون معنا من اجل أمن واستقرار الوطن والديمقراطية وأن ينقلوا السلطة سلمياً وأنا اعتبرها متاهة وليست أوامر ولا اعتقد أنها أوامر ولا أحد ينفذ أوامر خارجية خصوصا وأننا تحدثنا مع الأصدقاء الروس والصين وقالوا هذا شأن داخلي والمفروض أن تعالجوا مشاكلكم بأنفسكم».
وأكد فخامة الأخ الرئيس مجددا استعداده للتوقيع على المبادرة الخليجية في الإطار السلمي والحوار وفهم آلية تنفيذها لأن الآلية يجب أن تكون واضحة لنا ولغيرنا وإذا وضحت آلية المبادرة نحن على استعداد للتوقيع عليها والتخلي عن السلطة.
ومضى قائلا: «الوسيط لا بد أن يأخذ رؤية كل الأطراف حول الآلية من السلطة والمعارضة ويعمل على توفيقها خاصة أن هناك تنسيقاً أمريكياً خليجياً أوروبياً والمفروض أن يعملوا هذا السيناريو ونحن من جانبنا سلمناهم رؤيتنا وكانت ردة الفعل للأسف الشديد ليست ايجابية وأمين عام مجلس التعاون الخليجي جاء إلينا وكان تخاطبه ليس على المستوى بقوله» ستوقع على المبادرة ولا أنت رافض؟».
وتابع : « نحن قلنا لا احد يملي علينا أوامر وهو كان غير موفق في تخاطبه مع رئيس دولة بهذه اللغة».. لافتا إلى أن قبول المبادرة الخليجية جاء بحكم ما تربط دول الخليج بالنظام والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه من علاقات جيدة ونحن كنا نريدها أن تؤثر على الطرف الآخر في أحزاب اللقاء المشترك ولا تتأثر بأطروحاته.
وفي رده على سؤال عن استعداده لتقديم تنازلات أخرى قال فخامته: «لا تنازلات بعد اليوم ولن نتلقى أي تعليمات من أي طرف وسنواجه بكل قوة وحزم من يعمل على الإخلال بأمن واستقرار الوطن وسنواجه كل التحديات فهي ليست المرة الأولى التي تواجهنا بل مررنا بأكثر من تجربة وواجهنا أكثر من تحد» .
واعتبر فخامته إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م إنجازا و تاجا حقق لليمن خلال فترة رئاسته الـ 33 عاما بغض النظر عن الجوانب التنموية أو الثقافية أو الاقتصادية أو الخدمية التي تحققت لليمن .
وبخصوص تدويل الأزمة اليمنية رفض رئيس الجمهورية ذلك قائلا: «لا نريد أن تدول الأزمة اليمنية باعتبارها شأنا داخليا يمكن حلها من خلال الحوار عبر تحاور كل أطراف العمل السياسي في اليمن كون الحل بأيديهم وليس بأيدي خارجية وإن شاء الله لا نصل إلى استخدام القوة العسكرية».
وحول رؤيته في الخروج من الأزمة قال رئيس الجمهورية « نحن نبذل جهودا مع كل العقلاء من الشخصيات الاجتماعية وكل من لهم وزن في الساحة أن يبذلوا جهودا لإقناع الأطراف الأخرى بعدم التطرف وعدم التمترس والعودة إلى طاولة الحوار».
وفي رده على سؤال حول خوفه من الملاحقة القانونية قال فخامته «إن الوضع في اليمن مختلف تماما ومن يلاحق من، وأنا لا أخاف أنا مواطن عادي وسأنقل السلطة إذا جاؤوا إلى طاولة الحوار سلميا وسأتمسك برئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام وأقوده لعملية سياسية وسنكون شركاء كمؤتمر وأحزاب تحالف سنكون شركاء في السلطة هذا إذا ما نجح الانقلاب».
وعن إمكانية ترشيح نفسه لأي انتخابات قادمة قال فخامة الرئيس «لا خلاص أنا أعطيت وعدا مبكرا ألا أترشح ولا أورث هذه اسطوانة مشروخة من أولاد وجهال الأحمر رددوها مع الإصلاحيين والأخوان المسلمين بان الرئيس يريد توريث السلطة وهذا كلام غير صحيح».
وفي رده على سؤال حول رأيه في المقولة المنسوبة إليه بان من يحكم اليمن كأنما يحكم على رؤوس الثعابين أشار إلى «انه تم استغلال هذه المقولة استغلالا سيئا بان الشعب اليمني أفاع وهذا غير صحيح لأن المقصود بالأفاعي هم العناصر الخارجة على النظام والقانون التي تفهم الديمقراطية فهما خاطئا و يريدون نهب الدولة وهم رموز الفساد هؤلاء هم الأفاعي الذين هربوا وأقصيناهم من النظام وهرب آخرون من النظام خوفا من المصير المجهول وكانوا رموزاً للفساد».
وأضاف «هؤلاء هم الذين قصدتهم برؤوس الثعابين أما شعبنا فهو شعب عظيم هم رؤوس الأفاعي هم أصحاب المصالح الذين هربوا إلى ساحة التغرير الذين أقصيناهم من المؤسسات والوزارات أو كمحافظين فاسدين والآن يدعون الطهارة هؤلاء هم الفاسدون وهم رؤوس الأفاعي».
وعن رأيه فيما يجري في اليمن هل هي انتفاضة داخلية قال «في حقيقة الأمر ما يحدث هو تقليد لما حدث في الوطن العربي في تونس ومصر وسوريا والأردن والبحرين لأن هناك معركة إعلامية تدار من بعض القنوات الفضائية لتأجيج الشارع وتوجيهه بشكل سلبي».
واعتبر فخامته انه لا يوجد سبب يبرر ما يحصل في اليمن بالرغم من وجود مشاكل اقتصادية ومشاكل ما يسمى بالحراك ومخلفات حرب صيف 94 وكان من المفترض ألا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه فكل شيء يحل بالحوار.
وقال»إن ما يحصل في منطقة الحصبة بصنعاء من اعتداءات يقوم بها أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة نابع من الخبرة التي يتمتع بها أبناء الأحمر في الحرب الأهلية وهذا تفسير لما قاله صادق الأحمر في شارع الستين بأنه أهل للحرب الأهلية وهذا تفسير لما كان يعنيه».
وأكد انه في حال تركه للسلطة سيكون موجودا في اليمن رئيسا للمؤتمر الشعبي العام وحليفا لأحزاب اللقاء المشترك في الحكومة الجديدة وسيقود المؤتمر الذي سيكون جزء منه في السلطة وجزء في المعارضة وسيكون ذلك إذا تم الاتفاق على نقل السلطة.
|