لا تلعبوا بالنار ..!!
الثلاثاء, 24-مايو-2011
كلمة صحيفة الثورة -

قد يكون من المفيد أن تدرك كافة القوى في المجتمع اليمني سواء كانت قبلية أو سياسية أو حزبية أو.. أو...الخ، أن الوطن اليمني يمر بمنعطف هام وتحدٍ خطير وأنه ليس بحاجة اليوم لأي نوع من أنواع المغامرات، أو الحماقات الطائشة، أو التصرفات المتهورة، أو العنتريات التي يتلاشى فيها منطق العقل ويحل محله الانفعال والشطط والنزق والمقامرة التي تفضي عادة إلى عواقب وخيمة ونتائج كارثية على أصحابها وعلى المجتمع والوطن عموماً.
ووفقاً لهذا فإن ما جرى يوم أمس من قبل أولاد الأحمر وعناصرهم المسلحة الذين اعتدوا على رجال الأمن أثناء أدائهم لواجبهم وقاموا بمهاجمة كلٍّ من مدرسة الرماح وقسم شرطة الحصبة والمعهد العالي للتوجيه والإرشاد ووزارة الصناعة والتجارة ومبنى الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة، فضلاً عن قصفهم لمبنى وكالة الأنباء اليمنية سبأ بقذائف الـ"آربي جي" وصواريخ "لو" وتدميرهم الطوابق العلوية الثلاثة من هذا المبنى مما أدى إلى إصابة عدد من الزملاء الصحفيين، ومحاصرة أكثر من مائتي صحفي وصحفية وموظف لساعات طويلة في ظروف صعبة وشاقة وهو ما يدل على أن هؤلاء قد أعمتهم أحقادهم الشخصية على رأس النظام عن التمييز بين الحق والباطل وسلوك الطريق القويم الذي يمكنهم من التعايش مع أبناء الشعب بعيداً عن حالات الاستعلاء والعنجهية التي يمارسونها حتى مع جيرانهم من المواطنين الذين تعرضوا لمضايقات جمة جراء المتاريس التي أقاموها منذ عدة أسابيع استعداداً ربما لتفجير الوضع.. وبدلاً من أن يستمعوا لشكوى أولئك الجيران عمدوا إلى التخاطب معهم بكل استخفاف والرد عليهم أن من لا يعجبه هذا الوضع عليه أن يغادر منزله إلى غير رجعة.. وكأن هؤلاء المواطنين مواطنون من الدرجة الثانية.
والسؤال هو: هل من قاموا بترويع المواطنين وأثاروا الرعب والخوف في أوساط السكان بمنطقة الحصبة واعتدوا على ذلك العدد من المرافق والمؤسسات العامة يوم أمس هم مجرد حراسة لمنزل أولاد الأحمر، أم أنهم أعدوا بذلك العدد المهول لأمر آخر بدأت أولى عملياته يوم أمس؟ من قام بتدريب هؤلاء على استخدام صواريخ "لو" وقذائف الـ"آربي جي" والأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة؟ ومن سمح بتنظيمهم في مليشيات مسلحة تقوم بالانتشار في العديد من أزقة وشوارع حي الحصبة، واستحداث نقاط تقطع للمركبات تتولى تفتيش من بداخلها؟ وهل ما قام به أولاد الأحمر ومسلحوهم من إحراق وتدمير للمنشآت العامة يندرج في إطار التغيير السلمي والتعبير عن الرأي؟!!
وربما يصبح من المفيد أن نذكر الجميع بما قاله فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قبل أيام حينما أشار إلى أن من السهل أن يطلق أي طائش أو مغامر الرصاصة الأولى التي تشعل نار الفتنة في هذا الوطن ولكن من الصعب إسكات فوهات البنادق إذا ما تفجر الموقف وسعى المقامرون والمغامرون إلى جعل أنفسهم دولة داخل الدولة، ولولا حكمة فخامته يوم أمس في التعامل مع الأحداث المؤسفة التي أشعلها أولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة لانتهى الأمر إلى فتنة عارمة تأكل الأخضر واليابس.
ومما لاشك فيه أن أحداث الأمس قد كشفت عن أن من تمادوا وارتكبوا تلك الأحداث المؤسفة هم وراء الأزمة الخانقة التي يعيشها الوطن اليوم وأن ما جرى لم يكن سوى إحدى حلقات سيناريو تدميري يستهدف أمن اليمن واستقراره ومصالحه العليا، وإيقاف عجلة النماء والبناء وجر اليمن إلى أتون حروب أهلية مدمرة يكون السائد فيها هو الفوضى والعنف وانهمار الدماء بغزارة من الجسد اليمني المتهتك.
وفي لحظة فارقة كهذه لابد وأن يستشعر كل غيور على اليمن أننا أمام مؤامرة تستهدف حياتنا ووجودنا وحاضرنا ومستقبلنا، وعلينا مجابهة هذه المؤامرة وإفشال مخططاتها وقطع دابر من يلعبون بالنار ورد كيدهم في نحورهم، وصدق الله العظيم القائل: " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ".