هكذا يُريدُها الإخوانُ المفلسون!!
الاثنين, 16-مايو-2011
فايز البخاري -
على الرغم مِن أنّني مع الطموح المشروع للأحزاب السياسية في الوصول إلى السُّلطة إلّا أنّي لا أتفق مع بعض تلك الأحزاب في الطريقة التي يرون أنّها مناسبة للوصول لسُدّةِ الحُكْمِ,ومن ذلك الطريقة التي تؤمن بها بعض التنظيمات والأحزاب السياسية في بلادنا اليوم وبالذات الإخوان المسلمون(حزب الإصلاح) أو {الإخوان المفلسون} كما كان يسمّيهم الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمَهُ الله؛والمتمثِّلة بالانقضاض على الحُكم عن طريق تأليب الشارع وتضجيج البسطاء للاعتصامات وقطع الطرق والخروج بمسيرات غير قانونية واستخدام ألفاظ نابية وغير لائقة بنا كشعب حضاري عريق؛فضلاً عن أنّنا شعبٌ إسلامي له قصب السبق في التمسُّك بالشريعة الإسلامية الغرّاء وتعاليمها السمحة التي تنبذ الإسفاف وبذاءة القول والعنف والغلو كما تأبى الفوضى وتحضُّ على السلام والإخاء والمحبة والحوار.
ولنا في محاورة المولى عزَّ وجلّ لإبليس الّلعين أكبر عظة وعبرة,حيثُ أعطانا اللهُ تبارك وتعالى درساً متجدِّداً في كيفية التعامل بالحسنى والحوار حتى مع ألد الخصوم,وإنْ كان أدنى منك درجةً ومنزلة!
ومع أنّ المظاهرات والاعتصامات حق دستوري كفلَهُ دستور الجمهورية اليمنية؛إلّا أنّ المؤسف في الأمر أنّ المعتصمين يتمسّكون بهذا الحق الدستوري ولا يقبلون بمن يتمسّك أيضاً بحقِّهِ الدستوري في بقاء فخامة الرئيس حتى 2013م حسب الأغلبية التي منحتها إيّاهُ الجماهير الناخبة وفقاً للدستور والقانون الذي وافقَ عليه الجميع وخاضوا من خلاله انتخابات على قدرٍ كبيرٍ من التنافس والجدِّية لم تشهد الأقطار العربية لها مثيلا.
ومع ذلك يبادر إخواننا المعتصمون وحسب إملاءات إخوانية للقول بأنّ اعتصاماتهم ومظاهراتهم دستورية في الوقت الذي يقولون فيه أنّ الدستور لم يعد صالحاً وأنّهُ أُسقِط بخروج المتظاهرين والمعتصمين للساحات مثلما أُسقِطتْ مشروعية النظام بهذا الخروج والاعتصام.
ووجهُ الغرابةِ هنا يتمثّل في التناقض بين ما يُصرِّحُ بهِ إخواننا المعتصمون وبين ما يريدون تطبيقه على أرض الواقع,فكيف تدّعي أن اعتصامك حق دستوري فيما أنت تطعن في هذا الدستور؟! وكيف تتمسّك بحقِّك الدستوري وتأبى على الآخر أنْ يتمسّك بحقِّهِ الدستوري؟؟!
إنّها مفارقة عجيبة ينتهجها الإخوان المفلسون في بلادنا,وهي لعمري دليل على الإفلاس السياسي والفكري لهذا التيّار في آنٍ معاً,ومؤشّر خطير على استعداد هذا التيار لاقتراف أي شيء في سبيل الوصول للسلطة,والأدلة التي تعضد ذلك كثيرة على رأسها تحليل الغناء وتجويز الاختلاط والاستقواء بالأجنبي والكذب والتدليس ونقض العهود والمواثيق المبرمة مع الطرف الآخر.
وهنا لابد لنا أنْ نوجِّه لهم رسالة عسى أن يثوبوا لرشدهم ونقول لهم: أيُّها (الإخوان) إنّ محاولاتكم الانقلابية التي تنتهجونها اليوم من أجل الانقضاض على الحكم هي سُنّة غير حسنة تسنّونها للشعب الذي سيكويكم بنارِها يوماً ما فيما لو نجحتم في الوصول إلى السلطة وسُدّة الحُكم عن طريق المظاهرات والاعتصامات وتضجيج الشارع,لأنّ الآخر سينتهجها من اليوم التالي لوصولكم الحكم وسيُخرِج أنصارَهُ إلى الشارع ويطالب بإسقاط النظام والرحيل الفوري لرموزه,وعندها سنعيش في دوّامة لا خلاص منها,وسيدخل الشعب في أتون صراعات لا نهاية لها,كل ذلك بسبب سُنّتكم غير الحسنة التي تريدون فرضها على الشعب دون وعيٍ لعواقبها في لحظة نَزَقٍ قد تجعل منكم أولى ضحاياها.
فهل آن الأوان لينهج الجميع الطريق المشروع الذي توافقَ عليه الجميع ويحترم كل طرف رأي الأغلبية التي حصل عليها الطرف الآخر,لأنّ ذلك وحدَهُ الكفيل بإخراج اليمن من دوّامة الصراعات والمضيّ بها قُدُماً نحو المستقبل المنشود.


*. نقلاً عن صحيفة الثورة