في الندوة الخاصة بالمبادرة الخليجية وأثرها على مستقبل اليمن... رئيس الوزراء: القيادة السياسية أظهرت موقفاً واضحاً من المبادرة الخليجية حرصاً على حقن الدماء
الخميس, 05-مايو-2011
الميثاق إنفو -

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ان القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية قد أظهرت موقفاً واضحاً من المبادرة الخليجية يقوم في الأساس على الحرص الكامل على حقن دماء اليمنيين وتأمين كافة ظروف ومتطلبات الانتقال السلس والآمن للسلطة وهو ما يتطابق بالكامل مع مبادئ وقواعد الدستور.

وقال خلال افتتاحه أمس ندوة (المبادرة الخليجية وأثرها على مستقبل اليمن ) التي نظمها منتدى الجزيرة العربية وصحيفة عكاظ: إن هذا الموقف الذي ما فتئ فخامة الأخ الرئيس يؤكده في كل مناسبة بما لا يدع مجالا للتشكيك أو التأويل المحكومين للأسف بفهمٍ خاطئٍ ومغلوطٍ كما يتضح في مواقف بعض الأطراف إزاء المقترحات التي عبر عنها المؤتمر وحلفاؤه في ما يخص موقفهما من الجانب الإجرائي المؤدي إلى التوقيع على اتفاق المبادرة الخليجية وإنفاذه».

وأضاف « إننا ومن هذا المنبر نجدد دعواتنا المخلصة إلى إخواننا في اللقاء المشترك لإظهار موقفٍ وطنيٍ مسؤولٍ إزاء ما تقتضيه، هذه اللحظة المفصلية من تاريخ الوطن والحرص على المضامين العقلانية والمسؤولة التي تتضمنها المبادرة الخليجية كأساسٍ لانتقال السلطة والنأي عن المنطق الثأري وتحريض الشارع، كأداة وحيدة للتغيير».

وتابع الدكتور مجور « ونقول لهم إن موجة الحراك التي شهدها ويشهدها الشارع العربي لا يمكن أن تكون بديلاً عن الدور الذي ينبغي أن تنهض به النخبةُ السياسيةُ وعن دورها ومسؤوليتها إزاء متطلبات الانتقال السلمي للسلطة على أساس مبدأ الشراكة الوطنية الكاملة وعليها أن تختار إن كان يعنيها أمر هذا البلد وأمنه واستقراره ومعيشة أبنائه بين أن تقف أمام موجة الاعتصامات والمظاهرات أو الوقوف خلفها والتخلي عن دورها المفترض بكل ما سيؤدي إليه موقف ودور سلبي كهذا من مآلات سلبية وبالغة الخطورة».

وأشار إلى أهمية انعقاد هذه الندوة وما يمكن ان تشكله من إسهام نخبوي يستحث الدور المسؤول لقادة الرأي من الساسة والمفكرين والمثقفين لإجراء قراءة شاملة وموضوعية للأزمة السياسية التي تهيمن على اليمن في هذا الظرف التاريخي بالغ الأهمية قراءةً لا تغفل المؤثرات والمعطيات التي تتحكم بمسار هذه الأزمة في سياقها اليمني وفي بعدها الإقليمي والدولي الشامل بما يفسح المجال لإدراك طبيعة الاستهداف الذي تتعرض له دولنا العربية في سابقة لافتة من حيث توقيتها وأدواتها.

ولفت إلى أهمية الندوة في تأكيد الأهمية الاستثنائية للمبادرة الخليجية التي ندرك نبل مقاصدها وما تمثله، من فرصةٍ تاريخيةٍ لجميع الأطراف في حلحلة الأزمة السياسية وإرساء السلام والأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.



وأشاد بدور صحيفة عكاظ ومركز الجزيرة للدراسات والأبحاث اللذين هيآ الفرصة الثمينة لانعقاد هذه الندوة المهمة لكونها تأتي من انشغالها بموضوع الساعة الذي يحتل موقعاً مؤثراً في وعي واهتمام مختلف شرائح المجتمع في اليمن وفي محيطه الإقليمي الذين تتملكهم المخاوف من المآلات المجهولة والخطيرة التي قد يفضي إليها الحراك متعدد الأبعاد والأهداف والمنطلقات على الساحة اليمنية.

وحيا المفكرين والمثقفين من الأشقاء، في دول مجلس التعاون الذين يشاركون في إثراء هذه الندوة التي تمثل اتصالاً أخوياً محموداً بالموقف الأخوي المخلص والمسؤول للقادة والمسؤولين في مجلس التعاون لدول الخليج العربية الحريص على وحدة اليمن وأمنه واستقراره باعتباره جزءاً أصيلاً ومؤثراً من الجزيرة والخليج.

فيما أشار رئيس منتدى الجزيرة العربية نجيب غلاب ورئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية للصحافة والنشر ايمن حبيب إلى أهمية الندوة في تسليط الضوء على مضامين المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية والجهود المبذولة من قبل الأشقاء في دول مجلس التعاون لتحقيق التصالح بين الفرقاء السياسيين بما يكفل امن اليمن واستقراره.

ولفتا إلى أن الندوة تسعى لإعادة قراءة المبادرة الخليجية بهدف إنجاحها لما تمثله من مخرج أساسي وجوهري للأزمة اليمنية الراهنة.

وأكدا اهتمام الأشقاء في المملكة العربية السعودية بدعم مسيرة الحوار الوطني بين فرقاء العمل السياسي في اليمن انطلاقا من الحرص على المساهمة في تحقيق وتكريس أمنه واستقراره.. واصفين ما يجري حاليا على الساحة المحلية بسحابة صيف ستعود الأمور بعدها إلى طبيعتها.

وناشدا الأطراف السياسية بتغليب مصلحة الوطن على جميع المصالح وأن يعود الجميع إلى الحوار كمخرج أساس من الأزمة.

بعد ذلك بدأت أعمال الندوة حيث ناقش المشاركون في جلستين برئاسة نائب وزير الإعلام عبده الجندي والدكتور عادل الشجاع ست أوراق عن المبادرة الخليجية وأثرها على مستقبل اليمن.

وقدمت الورقة الأولى من سكرتير رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية أحمد عبدالله الصوفي بعنوان «المبادرة الخليجية.. قراءة في المضمون والأبعاد».. حيث أكد أهمية هذه المبادرة التي أعتبرها فرصة مهمة أمام اليمن ونقطة تحصين لأمن الخليج وخطوة لحماية الدور الإقليمي لمجلس التعاون الخليجي واختباراً للدور القيادي للمملكة العربية السعودية في مواجهة تطلعات قيادية تحوم مثل غيمة شاردة في سماء المنطقة .

وتناول الصوفي جوانب الغموض التي تعتري بعض بنود المبادرة .. مؤكدا في الوقت ذاته أن ذلك الغموض لا ينتقص شيئا من قيمة وأهمية الجهد الخليجي وفي المقدمة الجهد السعودي الذي لا نشك في أنه قد أحرز مكسبا سياسيا مهما بتحقيقه للحد الأدنى من شروط فرقاء الساحة اليمنية للقبول بالمبادرة.

وقال :«إذا كنا نختلف الآن على السطر الأول، فإن غياب آليات واضحة ودقيقة، وتفسير مقبول لجوهر كل بند، وماذا يقصد به.. يعد أمرا مكملا للاتفاق ».

وأضاف :« ولا أظن أحداً، يمتلك حداً أدنى من حسن النية، ويرغب في إنجاح هذه المبادرة، سيذهب إلى التوقيع دون أن تكون الجهات الراعية للمبادرة والأطراف المعنية بها .. قد أمنت هذا الاحتياج الضامن لنجاح المبادرة، والمحدد لقواعد السلوك عند التنفيذ».

وبين أن من بين مظاهر الغموض في المبادرة يتجسد في عدم تحديد المهام التي سيتولاها رئيس الجمهورية خلال الـ30 يوما المحددة لبدء تسليم السلطة.

وتساءل الصوفي في ورقته قائلا: « خلال الستين يوما التي ستعقب تنحي رئيس الجمهورية ، بيد من ستكون السلطة هل بيد رئيس الوزراء أم بيد نائب رئيس الجمهورية؟.. وماهي الضمانات للالتزام برفع الاعتصامات وإنها مظاهر التوتر؟».

وأكد ضرورة تقديم فهم محدد المفهوم للخطوات التنفيذية لتوفير الأجواء المناسبة لتحقيق الوفاق،وإزالة عناصر التوتر سياسيا وأمنيا.. ورأى في هذا الشأن أن يتم التأكيد على إيقاف الحملات الإعلامية من الجانبين وإنهاء الإعتصامات والمسيرات والإضرابات من الجانبين مع إنهاء قطع الطرقات والاعتداء على المباني الحكومية والممتلكات العامة والخاصة فضلا عن إنهاء التمرد العسكري في بعض الوحدات العسكرية وكذا إنهاء كافة المظاهر المسلحة .

وشدد سكرتير رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية أن إحدى الوسائل الضامنة لنجاح تنفيذ أمين للمبادرة الخليجية يكمن في الالتزام التراتبي للفقرات والمهام ، بحيث لا يتم الانتقال من بند إلى بند محكومين بأولويات أو حاجات أحد أطراف الاتفاق، وأن تصبح فكرة ترجيح أولوية الالتزام بالخطوات حسب ما جاء بالنص معيار بناء الثقة بين الأطراف اليمنية، وكذا الجهات الدولية المراقبة أو حتى الضامنة.. حتى لا يكون الانتقاء لجلب المفاسد والأهواء السياسية بهدف التلاعب بدور الشهود والوسطاء .

فيما تناول رئيس تحرير عكاظ أيمن حبيب في ورقته « الإعلام السعودي وتعامله مع الأزمة اليمنية الراهنة» الأهمية التي توليها وسائل الإعلام للشأن اليمني على مختلف الأصعدة.

وبين الطريقة التي تعاملت بها وسائل الإعلام في المملكة مع الأزمة اليمنية منذ بداياتها وحرصها على إبراز أن ما يجري في اليمن هو خلاف عابر سيعود بعده جميع الأطراف إلى ما فيه مصلحة الوطن اليمني .

وأكدت الورقة أن حضور اليمن في الصحافة السعودية أمر بديهي وهو وليد كل الظروف والحالات نظرا للمكانة التي يتمتع بها اليمن وارثه التاريخي الكبير.

وأوردت الورقة ملامح من التغطيات الإعلامية المختلفة للصحف السعودية منها عكاظ والشرق الأوسط وغيرهما للأحداث في اليمن بأسلوب مهني يقدر خصوصية اليمن وطبيعة تكوينه وتطلعات أبنائه.

فيما اهتمت ورقة الدكتورعادل الشجاع بموضوع «طبيعة الصراع الراهن بين القوى السياسية اليمنية المؤثرة على الأزمة: السيناريوهات المحتملة في حالة قبول المبادرة وفي حالة رفضها».

وأكدت الورقة أن الاتفاق على المبادرة هو المخرج الرئيس لتجنيب الوطن الانزلاق في اتون الصراع والحرب.

وتتبعت الورقة الأسباب التي رأت أنها أفضت إلى الأزمة الحالية وكيف كانت الأطراف في السلطة والمعارضة سببا لإفراز هذا الواقع.

وقدم الدكتورمحمد الحميري ورقة عن «عوامل قوة المبادرة الخليجية وإمكانية نجاحها في ضوء تباين المواقف حولها ومسارها المستقبلي».

وأوضحت الورقة محددات قوة المبادرة الخليجية وآليات صياغتها، مستعرضة أبرز بنود المبادرة والسبل الواجب إتباعها لتنفيذها بما يرضي جميع الأطراف.

فيما تناولت ورقة الدكتورعادل غنيمة موضوع «الشباب بين الحاكم والمعارضة والموقف من المبادرة الخليجية» متبعة موقف الشباب في ساحات الاعتصام من المبادرة الخليجية.

وعرضت الورقة موقف أحزاب اللقاء المشترك من موقف الشباب الرافض للوساطة الخليجية وكذا موقف اللقاء المشترك من المبادرة الخليجية.

وتناولت ورقة عبد الحفيظ النهاري موضوع « التغيير والإصلاح في اليمن قراءة لرؤية الأطراف المتنازعة لطبيعة النظام السياسي لتحقيق التغيير»

وأثريت أوراق العمل المقدمة في الندوة بنقاش ومداخلات وتعقيبات من قبل المشاركين، أثرت في مجملها المبادرة بالرؤى الكفيلة بإنجاحها وتعزيز دورها للإسهام في إيجاد مخرج للأزمة اليمنية وتحقيق الوفاق بين كافة الأطراف على الساحة.

حضر الندوة سفير المملكة العربية السعودية بصنعاء علي بن محمد الحمدا وجمع من الباحثين والمثقفين والمهتمين.