المشترك يكشف سوأتَه؟
الخميس, 05-مايو-2011
فايز البخاري -



كلما اجتمع أطراف العملية السياسية أو وسطاء لمناقشة مشكلتهم قامت أحزاب اللقاء المشترك بتصعيد الوضع عبر المسيرات غير المرخصة التي تهدف إلى استهداف الأمن والسكينة العامة واستفزاز رجال الأمن أو المعتصمين في ساحات تصحيح المسار, أو عبر شبابهم في ساحات الاعتصام الذين يؤلِّبون المعتصمين على الزحف نحو المنشآت والمرافق الحكومية.


وهو مؤشر خطير على سوء النوايا لدى هذه الأحزاب, وفي الوقت نفسه هو دليل يكشف سوأتها إلى جانب عدد من المؤشرات أبرزها معرفتهم المسبقة بخط سير المسيرات غير المرخصة التي لا يعرف أحدٌ بخط سيرها سواهم, وبالتالي أية اعتداءات مجهولة عليها هي من تخطيط المشترك.


إلى جانب ذلك فإنّ تجهيز الكاميرات مسبقاً في الأماكن التي تحدث فيها الاشتباكات مؤشر ودليل آخر يدين المشترك والخونجيين بالذات الذين يريدون تصعيد الموقف واستعطاف الرأي العام للوقوف معهم بعد أن انكشفَ له العديد من أكاذيبهم وأباطيلهم وتدليساتهم.


مع الأخذ بعين الاعتبار ما يقومون به من استخدام للطلاء الأحمر من أجل التضليل وتأجيج الرأي العام, وهو ما يؤيّد رأينا على سوء النوايا الخبيثة لدى أحزاب المشترك لتصعيد الموقف.فضلاً عن الادعاءات بأنّهُ يتم استخدام غازات سامة من قبل رجال الأمن وقوات مكافحة الشغب لتفريق المظاهرات غير المرخصة.


أمّا إظهار النوايا الخبيثة تجاه الوطن فقد اتضحتْ من خلال اجتماع قيادات المشترك بهيلاري كلينتون بالسفارة الأمريكية بصنعاء ومن خلال الاعتداءات المتكررة على الناشطين والناشطات الشباب غير الموالين للخونجيين.


ولهذا نقول أنّهُ بات من الضروري على بقية أحزاب اللقاء المشترك تحديد موقفهم من هذه الانتهاكات التي يقوم بها الخونجيون والتبرؤ منها أو الانسلاخ عنهم حتى لا يفقدوا هويّاتهم السياسية في ظل البقاء مع هذا التيار المتعصب الذي يحاول جاهداً إظهار عكس ما يبطن ويأبى طبعُهُ السيء إلّا أن يكشف سوأتَهُ على مرأى ومسمع حتى لا يقع البقية ممن لم تنطلِ عليهم أكاذيب وخدع وتدليس هذا التيار في براثنه.فمن غير الممكن أن تغفر الجماهير العريضة للأحزاب التقدمية ((البعث الناصري الاشتراكي)) سكوتهم على هذه الجرائم التي يرتكبها الخونجيون تحت مظلة اللقاء المشترك, بطريقة تسيء لهذه الأحزاب وتظهرها على غير حقيقتها الانفتاحية المتسامحة التي انبنت على القبول بالرأي والرأي الآخر.


إضافة إلى ذلك يُعدُّ نصب خيام التحقيق مع مرتادي ساحة التغيير وتلفيق التُّهَم الجاهزة لمن لا يوافقهم ((الخونجيين)) في الرأي جريمة بحق شباب التغيير وبقية أحزاب اللقاء المشترك, لأنّها من جهة إهانة لهم وتهميش واضح لدورهم, ومن جهة أخرى مؤشر خطير على الممارسات البوليسية القمعية التي سيتعاملون بها مع الجميع في حال لا قدّر الله ووصلوا للحُكم, وعندها سيلعن الشعب كل من ساعد في إيصال هذا التيار المتطرف إلى السلطة وعلى رأس أولئك وفي مقدمتهم بالطبع شباب التغيير وبقية أحزاب المشترك, الذين لا يريد لهم الخونجيون القبول بالحوار مع السلطة لأنّهم بذلك سيفوِّتون عليهم فرصة الانقضاض على الحكم التي يلهثون خلفها منذ عقود, ويشعرون أنّها جاءتهم اليوم على طبقٍ من ذهب من خلال ثورة الشباب التي امتطوا صهوتها وطمسوا معالمها تماماً بعد أن أحكموا سيطرتهم على ساحات وميادين التغيير من خلال الاستيلاء السافر على اللجان الإعلامية والأمنية والطبية ومنصات الخطابة والإعلام


وفي هذا السياق لا يمكن لنا أنْ ننسى عملية الزج بالأبرياء في المسيرات غير القانونية وتضخيم الأحداث والكذب والتدليس الذي تمارسه قناة سهيل وإخوانهم الخونجيون في قناة الجزيرة, فهو مؤشر آخر على انكشاف سوءة الخونجيين وسذاجة بقية أحزاب المشترك الذين لم يعوا الدرس بعد, ولم يدركوا أنّهم مجرّد كومبارس, بدليل أنّ هناك مفاوضات سريّة يديرها الخونجيون مع أكثر من طرف لا يعلم عنها المشترك شيئاً, وهي تهدف إلى تحقيق أهداف إخوانية محضة غير مكترثة ببقية أحزاب المشترك التي لم تفهم بعد ألاعيب وخداع الخونجيين ولم تدرك أو تستنبط ذلك من خلال عدم ظهور قياديهم حتى الآن في واجهة هذه الأزمة.


ولعلَّ أكبر انكشاف لسوءة المشترك تتمثل بظهور التآمر الخونجي الصريح على هذه الأُمّة عامة واليمن خاصة من خلال عناصرهم الخارجية كالسويدان والقرضاوي ووضاح خنفر مدير قناة الجزيرة, هذا من جهة ومن جهة أخرى من خلال استحواذ عناصرهم في ساحات التغيير على كل شيء مقابل سذاجة بالغة تبدو عليها بقية أحزاب المشترك التي تتعامى وتتغابى أمام كل هذه المعطيات والحقائق حتى لا يُقال بأنّ الحزب الحاكم استطاع أن يشق عصاهم. وهي لعمري غلطةٌ لن يغفرها لهم التاريخ أبدا.?






*. نقلاً عن صحيفة الثورة