الأشقاء وحيل المشترك والحل المطلوب ..!!
الاثنين, 02-مايو-2011
طه العامري -
عندما طلبنا من الأشقاء والأصدقاء التدخل لحل أزمتنا الوطنية لم نطلب منهم التدخل لصالح طرف دون أخر ولا للضغط علينا باتجاه القبول بحل خارج نطاق المؤسسات والتشريعات الوطنية التي توافقنا عليها ونعتبرها من ثوابتنا ونفتخر بهاء ومنها الديمقراطية وقيمها والشرعية الدستورية و ثوابتها وهو ما فهمه الأشقاء والأصدقاء بطرق قاصرة ربما ,


والمبادرة الخليجية لم تكون بما حملت من النصوص تعبر عن إرادة الشعب اليمني ولا تنتصر لخياراته ومع ذلك قبلها فخامة الأخ الرئيس تحت ضغط الإحراجات من الأشقاء والأصدقاء وهو منطق قد لا يستوعبه شعبنا الذي التف ولا يزل حول خيارته وحقوقه الدستورية والتي يعتبرها واحدة من ابرز منجزاته الحضارية الوطنية , وأن كانت شعوب المنطقة تثور وتنتفض مطالبة بالحرية والديمقراطية فأن ثلة منا انقلبت علي الحرية والديمقراطية وانتفضت مطالبة بإسقاط هذه القيم الحضارية والمكاسب الوطنية والمؤسف أن هناك أطراف خارجية تفاعلت مع هذا الانقلاب علي الحرية والديمقراطية واعتبرت ما يحدث في اليمن شبيه لما حدث في ( تونس ومصر) وما يحدث في ليبيا وسورية وهذه المقارنة ظالمة ومجحفة بحق الشعب اليمني وتحولاته , وحين قبلت اليمن ومن خلال موافقة فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله_ المبادرة الخليجية برغم ما فيها من إجحاف بحق الشرعية الدستورية وبحق الناخب اليمني الذي لم يترك الساحات والذي قطع خارطة الجمهورية طولا وعرضا شمالا وجنوبا شرقا وغربا وهو يهتف للشرعية الدستورية ويطالب العالم والأشقاء قبل الأصدقاء ومع كل هذا لم يستمع أحد لصوت هذا الشعب ولكن الآذان اتجهت لتسمع للطرف الأخر والذي انقلب علي الشرعية وتخلى عن كل الاتفاقات وخرق القانون وضرب بالدستور عرض الحائط واستغل حالة الفوضى المنتشرة في عموم الوطن العربي تجسيدا لمؤامرة دولية (قذرة) نعرف وندرك من يقف خلفها ومن يمولها ويخطط لهاء ومن تورط فيها من الأشقاء والأصدقاء , ومع كل هذا فأن القيادة اليمنية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس وهو الرئيس المنتخب بإرادة شعبية وله فترة دستورية محددة , والمفترض أن يتمها ومن ثم يخوض الجميع معركة الانتخابات كل بحسب قدرته وشعبيته لكن أحزاب اللقاء المشترك التي قطعت علاقتها بمواطنيها علي مدى السنوات الماضية , مكتفية بالتمسك بناخبيها وهو الذين شاركوها وناصروها انتخابات 2006 م وهم الذين يرابطون معها اليوم في الشوارع والأزقة , مطالبين بإسقاط الشرعية والالتفاف عليها وطمس قيمها ومعالمها ومنجزاتها , من خلال التحايل والالتفاف علي انتخابات 2006م واستغلال الظواهر السائدة في المنطقة وركب موجتها والعمل علي تظليل الرأي العام الخارجي ناهيكم عن استغلال أحزاب المشترك لثقافة الكيد والتحريض وبث ثقافة الحقد والكراهية واستغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية والأزمات وكل الظواهر السلبية التي نعاني منها ومن ثم توظيف كل هذا في سياق محاولتها الانقلابية التي تستهدف إدخال البلاد في دائرة من الفوضى والعنف والعبث تلبية لرغبات بعض حلفاء المشترك من الرموز الوجاهية الذين تورطت معهم أحزاب اللقاء بعلاقة مصالح متعددة الأوجه لدرجة أن هذه الأحزاب لم تعود تملك اليوم قرارها أمام رغبات هذه الشخصيات الوجاهية التي غدت تتحكم بقرار ومصير المعارضة وتوجه مسارها وخياراتها ومع أن أجندة هذه الشخصيات ليست خافية علي أحد من ابناء الشعب فأن التسليم بهذه الطريقة فعل لا اعتقد أن الأشقاء في الخليج أو أصدقاء الشعب قد يقبلوا بمثل هذا المنطق الذي من شانه أن يدخل اليمن في دوامة من العنف الكارثي الذي يصعب أن لم يكون مستحيلا التعامل معه أن قدر الله وحدث .. !!


بيد أن تمسك المعارضة بسيناريوهات بذاتها من شأنه أن يدمر كل مقومات أمن واستقرار اليمن وتمزيق نسيجه المجتمعي وندرك هذا من خلال مواقف المعارضة التي تنصلت عن المبادرة أن لم تأتي علي طريقتها حتى في سياق الإخراج البروتوكولي الذي وقفت عنده أحزاب اللقاء المشترك مع أن مواقف فخامة الأخ الرئيس كان واضحا وهو أنه مع المبادرة وسيوقع عليها برغم العيوب الكثيرة التي فيها , وبالتالي ما ضير أن وقع عليها فخامة الأخ نيابة عن المؤتمر والتحالف وهو ما لم يقبل به المشترك الباحث عن ذرائع لأنه طامح بتطبيق النموذج المصري والتونسي ويحظى لهذا بدعم وإسناد (قطري) وهو ما لم يكون ولن يتحقق وبالتالي علي المشترك أن يتحمل مسئوليته فيما أوصل البلاد إليه بكونه قاد حركة تمرد وانقلاب ضد الشرعية الدستورية بغض النظر عن اتفاقه أو اختلافه معنا حول هذا المفهوم لكن بالمحصلة فالمشترك مكون متمرد وخارج عن الشرعية , وأن كان المشترك واثق من مواقفه عليه أن يقبل فورا بانتخابات مبكرة وأنا شخصيا أتحدى المشترك بكل مكوناته أن يقبل بهذا وعليه ليس أمام الأشقاء والأصدقاء من خيار أن رغبوا حقا في مساعدة الشعب اليمني عليهم أن يساعدوه بما يحافظ علي مكاسبه ومنجزاته ومصالحه واجمل ما يمكن أن يساعدنا به الأشقاء والأصدقاء أن يرعوا بيننا انتخابات مبكرة تبدأ حتى من الغد وأن يكونوا هم المعدين والمشرفين لهذه الانتخابات وهم المراقبين وهم من يقرروا من الفائز ومن الخاسر فيها , فهل يفعل هذا الأشقاء والأصدقاء بدلا من أن يزيدوا الزيت في نار خلافنا , وهل يقبل المشترك هذا الحل .. نتمنى هذا .






*. نقلاً عن صحيفة 26 سبتمبر