أيها الشباب.. استيقظوا..!
السبت, 23-أبريل-2011
جميل مفرح -
قلت وسأظل أقول وأؤمن بما قلت وأقول إن ما خرج من أجله الشباب في هذه الأزمة من أهداف ومطالب قد تحققت الاستجابة لها بشكل مباشر وسريع لم يتحقق إطلاقاً بذات الكيفية في بلد آخر، وحتى عندما بدأ أولئك الشباب يتعرضون للغزو في ساحاتهم ومطالبهم من قبل أحزاب المعارضة أو بالأدق من قبل أحزاب اللقاء المشترك وبالأكثر دقة من قبل حزب التجمع اليمني للإصلاح حين تم تصعيد الأزمة إن لم يكن عبر الشباب فعبر مصطلح أو تسمية الشباب بمطلب التغيير, كان فخامة الأخ رئيس الجمهورية قد استدرك وتلافى تأجج الوضع في الوطن بالتأكيد على الاستعداد للتنحي عن سدة الحكم ما دام ذلك في مصلحة الوطن والشعب، وأعلن عن عدم تمسكه على الإطلاق بالحكم، مؤكداً على أن يكون ذلك بطرق آمنة وحضارية تحافظ على ما نتنعم به من نظام ديمقراطي يتمناه كل بلدان المنطقة وتحلم به شعوبها، وذلك عبر قنوات سلمية سليمة لا تتنافى مع شرعيتنا الدستورية..
كان ذلك الطرح قد جاء مبكراً من فخامة الأخ الرئيس الذي أكد وظل يؤكد منذ زمن ليس بقصير أنه لا تمديد ولا توريث..
وباعتقادي كان ذلك الطرح من قبل الرئيس بالإضافة إلى الاستجابة لمطالب الشباب السابقة مؤشراً أو سبباً مهماً لإنهاء تفاعل الأزمة بعيداً عن تأجيجها.. ولم يكن باقياً أمامنا وأمام الشباب إلا متابعة سرعة التنفيذ والإجراءات.. للتحول الديمقراطي المميز الذي سيضيف إلى رصيدنا المزيد من النقاط الإيجابية في شكل الحكم في بلادنا وفي كيفية الأداء الذي يرسخ ويثبت بلا أدنى شكل أننا أهل للديمقراطية التي لم يستطع أن يتعايش معها أو يجرؤ على التعايش معها الكثير من بلدان وشعوب المنطقة..
في تلك الحالة لم نعد في حاجة من أي مستوى للشارع الذي كنا قد جنينا بكل هدوء وتجاوب وإيجاب ثمرته اليانعة.. ولكن الشباب إن صحت التسمية أو ما تبقى منهم تحت تأثير الضغوط والإغراء وأساليب الترغيب والترهيب من قبل أحزاب اللقاء المشترك لم يكونوا واعين تماماً بما يخطط لهم وبهم من أجل التصعيد وخلق الاحتقان في الساحة الوطنية وذلك بهدف تحقيق مكاسب مادية وسياسية لثلة من السياسيين الذين لم نعرف منهم طيلة عشرين عاماً غير اقتناص الفرص والمناسبات لتحقيق تلك المكاسب.
وأظل أسأل إخواني الشباب، الذين كنت أنا وغيري كثيرون نقف معهم في بداية الأمر ونشدد على ضرورة تحقيق أو تلبية مطالبهم، أسألهم متى كان أو حصل أن وقف إلى جانبهم أو تحدث باسمهم أو نظر في قضاياهم أولئك الثلة المستفيدون من أحزاب المعارضن، ومتى كانت لهم برامج وخطط تستوعب الشباب ومطالبهم وقضاياهم طيلة العشرين عاماً المنقضية؟
هذا إذا كان لهؤلاء كأحزاب وتنظيمات بالفعل برامج وخطط وكان لهم حضور الشريك الفاعل المؤثر.
أنا أستطيع أن أؤكد ومعي الأحداث والسنوات أن هؤلاء لم يكونوا يوماً حزبيين ولا معارضيه، لولا ما كانوا يحققونه من ذلك من مكاسب مادية وسياسية ومناصب ينالونها فقط عن طريق الضغط على النظام، حين وجدوا نظاماً متسامحاً يتميز بالقبول بالآخر ولا يلغيه بأي حال من الأحوال..
أيها الشباب.. التغيير سنة الحياة ولا خلاف على وجوب تحققه ولا يوجد من يقول بغير ذلك على الإطلاق.. ولكن ما يقف في وجه الحالة الخاصة باليمن هو الكيفية التي يجب أن تكون قناة أو هيئة أو زياً مناسباً لحدوث هذا التغيير.. وذلك ما نحن واثقون بأنه سيحدث وكان سيحدث لو ترك الأمر لكم ولجهودكم ولاعتدالكم ونقاء سريرتكم من شوائب الانتهازية الحزبية التي لم تترك لكم مجالاً لتعبروا عن أنفسكم بأنفسكم ولم تسمح لكم بالقيام بالدور الريادي الذي كنتم ستحظون ببراءة اختراعه..
وباعتقادي أنه قد آن لكم أن تستيقظوا مما وضعكم فيه أولئك المنتهزون ليحققوا باسمكم وبقواكم وبحماسكم وتطلعاتكم وعجزوا عن تحقيقه عبر قنوات الشرعية الدستورية ما النظام والقانون..
فالملاحظ أنهم عجزوا كل العجز عن تحقيق أي حضور سياسي إيجابي أو فاعل أو شراكة حقيقية في الحكم من خلال تبوئهم مكانة المعارضة السياسية، كما وصل بهم الأمر إلى أنهم لم يستطيعوا حتى تحقيق حضورهم في صفوف الشعب الذي لم يعد يؤمن بحضورهم إطلاقاً إلا في لحظات الأزمات إما الطارئة أو المفتعلة يرفعون في وجه النظام أصابع التهديد والوعيد ويفتحون جيوبهم لما يمكن أن يجنوه من بدائل..
إخوتي.. أصدقائي.. أعزائي.. إنه لمحزن جداً أن تكونوا أدوات أو معاول هدم وتقويض بأيدي مثل هؤلاء المنتفعين والضاربين بمصالح الوطن عرض الحائط في سبيل تحقيق مصالحهم، عليكم كانت وستظل تنعقد الآمال بمستقبل أفضل وبيمن أرقى وأكثر ازدهاراً وأمناً، ولا أعتقد بأنكم سترضون على الإطلاق بأن تكونوا على العكس من ذلك..
استيقظوا أيها الأمل الكبير فما يزال القطار في الوقت الراهن يطلق أولى دورات عجلاته وما يزال بإمكانكم اللحاق بأحلامكم وآمالكم النقية وأيضاً أدواركم المثالية المفترضة التي يحاول أولئك النفر القليل شغلكم عنها وتفويت فرصة نوالها.







*. نقلاً عن صيحفة الثورة