أروى، هدى وأخريات .. وذريعة الاختلاط !!
الجمعة, 22-أبريل-2011
عبدالله حزام -

هدى العطاس، أروى عثمان، جميلة رجاء ووداد البدوي .. والقائمة تطول ممن مستهن سلفية غير مرخصة من أهل الوسطية في الدين لينالهن قسطاً وفيراً من تبعات فتاوى مفصلة عند خياط القوم يلبسونها الأعداء ويخلعونها عن (خنساواتهم) تحت بند الضرورة السياسية ..!

هذه المرة لم تصدر الفتاوى على الهواء فحسب بل ذُيلت بالقرار غير الجمهوري الذي نفذ بأعقاب البنادق من قبل عسكر(التغيير)من الفرقة وبعض عناصر لجنة النظام المحشوة رؤوسهم بوعظ المشايخ القديم الذي يصور شقائق الرجال على أنهن المسئول الأول عن أصل الخطيئة .. تلك النظرة التي عششت حينا من الدهر عند المجتمعات البدائية !!

حد علمنا أن أروى عثمان وهدى العطاس ورفيقاتهن كن من أوائل المرابطات في ساحة التغيير بجامعة صنعاء فهن السابقات السابقات إلى الساحة منذ الوهلة الأولى ومنهن من هي صاحبة حضور اجتماعي ومدني مهم .. وعلى تلك الخلفية المدنية المستنيرة هُن اليوم علمانيات كفرة من وجهة نظر العاملين بنظام اتبعني - وإلا - الصميل الذي لم يخرج من الجنة أصلاً !

وفي مقام الاستهجان العادة العربية الدارجة عند اشتداد الخطوب تحوم حول رأسي استغرابات عدة مما جرى فقد تعرضن في المسيرة أولاً لطوق أمني من شباب وخنساوات لجنة النظام ثم الضرب بأعقاب بنادق الفرقة الأولى مدرع تلى ذلك "مصادرة تلفوناتهن وكاميراتهن الشخصية .. وفوق ذلك تهديد بتشويه سمعتهن على الانترنت!! ماذا نقول أمام جريمة كاملة الأركان من قبل أولئك الذين يرون في المجتمع أنه مجتمع رجال فحسب .. اللهم -إلا - عند غزوات الصناديق ومواقع المرابطة ضد الفاسقين فخروج المؤمنات عبادة..!!

بحق القَبيلةِ لأن المدنية هنا ليست محل اعتراف من قبل الفاعلين كفوا عن الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض لأن فعل الاعتداء الغاشم على الأخوات هو جزء من ممارسة تلك العادة المقيتة. ويكفي ردحنا بوابل الشك المبني على الدفع المسبق من كون (الاختلاط )، يبدأ بالنظرات، ثم الابتسامات والسلام والكلمات، وينتهي باللقاءات، ثم المصائب والفضائح والنكبات، لأن كل هذا الكلام لا يحل المشكلة وجريمة الاعتداء تمت في الهواء الطلق أمام الأشهاد وليست داخل خيمة مغلقة .. ومن المعيب أن ننهي عن خلق ونأتي مثله .

شخصيا لم أسمع عن أروى عثمان مثلا إلاَّ كونها مؤمنة بقيم المدنية الحديثة تدافع عنها على الدوام واهتمامها بالتراث مدخل مهم في ذات السياق المدني لأنه اهتمام لا يتحيز لحقبة أو طائفة أو منطقة وهذه مدنية أروى التي تُحترم عليها .. وكذلك هدى العطاس والأخريات اللواتي هن حاملات لذات المشروع المدني .. وهذا ما يضير أصحاب الخطبة الخطبة الحاملين لنقيض المشروع المدني ..

أثق بأنكم لن تفزعوا مما جرى لأن الجواب واضح من عنوانه لكن الحادث كشف أمرين اثنين: الأول محاولة سرقة وميض الثورة من شباب التغيير من خلال عسكرة التغيير ومشيخة النضال (دينيا وقبليا) .. وهاهي حليمة تعود .. وكأنك يا بوزيد ما غزيت.!!واعتقد الآن فقط ستقولون فهمنا .!

والأمر الثاني إن فئة من الجيش يفترض أنها الضامن والحامي للوطن والمواطن دون تحيز لطرف هي من باشرت فعل الاعتداء على القيمة المدنية التي تتمثلها أروى وهدى والبقية الباقية مما يكشف تبعية ذلك الفصيل من الجيش لفئة معينة .. وهذا ما يجعلنا نضرب أخماس بأسداس خوفا على عقيدة الجيش قبل خوفنا على الأخوات المعتدى عليهن لأن الجيش هنا تحيز ولا نستطيع أن نركن عليه كضامن وطني.!!

بالمختصر أرجو أن لا يستمر البعض من أي طرف في طريق سوء الظن تجاه شقائق الرجال وإلا قلنا أن الفتيات اللواتي يسقطن في الامتحانات كان بسبب تفكيرهن في العواطف والحب أكثر من دروسهن .. وان من الواجب تعليم الطالبات في المدارس والجامعات وسائل منع الحمل للحد من حالات الإجهاض وولادة السفاح .. !! لأننا بهذا التفكير لن نبرح مضارب بني عبس الجاهلية .

ومعيب أكثر أن نطلق العنان لخيالنا اليوتوبي وننظر للمرأة كجسد فقط وليس كشريك إنساني يسهم في النهوض بمدنية وتنمية المجتمع دون أن يمسها نصب .. فكروا فيها كأخت وأم واتركوا شيطان التفاصيل والتفكير بالخلوة .. عندها ستجدون أن الإنسان هو الشيطان الحقيقي .. !!وليس كما يقال أن "الشيطان أستاذ الرجل وتلميذ المرأة".

وآخر دعواي: انتصروا للعقل لأنه قيمة ولا "يعرف قدرات العقل إلاَّ من آمن بأن لعقله قيمة"!!.