الاحتكام للشعب
الخميس, 10-مارس-2011
أفتتاحية/ صحيفة 26 سبتمبر -

ينعقد اليوم في العاصمة صنعاء المؤتمر الوطني العام الذي يشارك فيه اكثر من اربعين الف ممثل من كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية في الساحة الوطنية بالاضافة الى اصحاب الفضيلة العلماء والفعاليات الثقافية والشبابية واعضاء مجلسي النواب والشورى واعضاء المجالس المحلية والمشايخ والشخصيات الاجتماعية والمرأة.. وتكمن اهمية هذا المؤتمر في كونه ينعقد في ظل ظروف واوضاع بالغة الصعوبة والدقة ناجمة عن العاصفة التي هبت على المنطقة العربية ومنها اليمن الذي هب أبناؤه الى التعاضد والاصطفاف لمواجهة التحديات والاخطار التي يجابها وطنهم ووحدته وامنه واستقراره في هذه الفترة العصيبة والمعقدة من تاريخه المعاصر .
ان هذا المؤتمر الوطني أملته ضرورة التجاوز بالوطن افرازات تلك الاحداث العاصفة التي اجتاحت العالم العربي بصورة مفاجئة ودون سابق انذار وعلى ذلك النحو الذي شهدته تونس ومصر والتي تشهد تداعياتها الدموية التدميرية ليبيا، وماحصل ويحصل في هذا البلد أو ذاك يعد كافياً لاستيعاب ما يمكن ان ينجم عن حالات عدم الاستقرار من نتائج مأسوية كارثية سعى فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح انطلاقا من مسؤوليته وحرصه على اليمن -حاضره ومستقبله- الى تقديم المبادرة تلوى المبادرة الداعية الى حل كافة القضايا ومعالجة كل الاشكاليات على طاولة الحوار
الا ان احزاب اللقاء المشترك للأسف لم تستجب لتلك المبادرات مراهنة على تأجيج الصراع والتعبئة الخاطئة باتجاه اشعال الحرائق والفوضى فكانت دعوته الى انعقاد هذا المؤتمر لوضع ابناء شعبنا العظيم امام حقيقة التحديات التي يواجهها الوطن والتي تستدعي منهم الخروج برؤية وطنية موحدة تحفظ الوطن وتجنبه الخراب والدمار والفوضى لا سيما وان اليمن بلد ديمقراطي تعددي دستوره يكفل ممارسة حرية الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة، وبالاحتكام اليه وعبر التلاقي والتوافق يمكن حل كل القضايا مهما كبرت وعظمت بالحوار العقلاني الحريص على بقاء اليمن آمناً ومستقراً موحداً تسود أبناءه السكينة والطمائنينة والوئام الاجتماعي ليعملوا معاً من اجل عزته ورفعته وإعلاء شأنه وتفويت الفرصة على المتربصين به من الداخل والخارج بتلك الصورة التي رأينا تجلياتها في حاملي معاول الهدم والفرقة والتمزق التي مظاهرها الواضحة في الدعوات الانفصالية والمناطقية والمذهبية من قبل البعض في بعض المناطق في المحافظات الجنوبية والعناصر الحوثية في شمال الشمال.
وهذا يخلص بنا الى ان الاصرار على الاندفاع نحو الفوضى والعنف لن يسلم منه احد والغايات التي يرومها من يصر عليها هي محض سراب وعليهم تقع مسؤولية ما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع من احتراب واقتتال وصراعات لا تنتهي في مجتمع مسلح يصعب السيطرة عليه بالنظر الى تركيبته وتكوينه الاجتماعي المعقد..وهكذا فإن اية فوضى اوعنف سيكون ثمنه باهضا على الجميع.
وما دمنا نملك القدرة على تجنب منزلق كهذا بالحوار الوطني الذي يضع مصلحة الوطن وامنه واستقراره فوق كل اعتبار فإن المؤتمر الوطني يكتسب اهمية استثنائية مستمدة من الظروف والاوضاع التي ينعقد فيها، وستضع كلمة فخامة الاخ الرئيس- التي من المقرر ان يلقيها على المشاركين فيه - النقاط على الحروف بما تحتويه من مبادرة هامة تشير الانباء بانها سوف تأتي في اطار توجهات الاصلاح والتغيير وتصب في مسار دعواته المتكررة الى ان لا مخارج ولا حلول للتحديات التي نواجهها الا بالحوار المنفتح الصريح الهادف- حقا- الى الحفاظ على الوطن وصونه من المكاره والخطوب التي تطل بقرونها البشعة لترسم ملامح كابوسية- لو ان اليمن هوى الى وهادها السحيقة- وهذا يجعلنا ننتظر مبادرة جديدة للاخ الرئيس تجنب وطننا وشعبنا الفتنة وتضعنا في الطريق الصحيح الذي يتوجب علينا السير فيه معبداً برؤى وتصورات العقلاء الخيرين من ابنائه ليصل سليما معافا مفعما بالامل والطموح لجيلنا والاجيال القادمة، ونحن متفائلون بالحكمة اليمانية التي ستكون لها الغلبة على ما عداها من الخيارات الظلامية التخريبية التدميرية الفوضوية التي يصر البعض عليها وهو بذلك يحتكم الى الشعب مالك السلطة ومصدرها وصاحب المصلحة الحقيقية في الديمقراطية..وختاما ينبغي علينا ان نكون واثقين من أن الشعب اليمني سينتصر لارادته وتطلعاته في الحرية والغد الافضل.