الله الله باليمن
السبت, 05-مارس-2011
علي الشرجي -
يبدو أن العام 2011م عام المخاطر العربية كلها، وليس بمقدور أحد التكهن بالنتيجة النهائية!! حيث تتوالى صدمة موجات كهروشعبية ورنين سياسي مريب اختلط فيه حابل المطالب الشعبية بنابل الاجندة الخارجية التي وجدت سبيلها بفضل النظام العربي الراسخ!!
وبصرف النظر عن جدلية اختراق الاجندات الخارجية للخصوصيات الوطنية لكل بلد عربي ومستوى السقوف المطلبية وواقعيتها فإن المسؤولية التاريخية تتحملها الانظمة بدرجة رئيسية من خلال اتخاذ قرارات هامة تحفظ المكاسب وتصون السيادة الوطنية وتحقن الدماء البريئة.
ونحن نمر في منعطف عربي قومي خطير لا يقبل انصاف المواقف والحلول بات الحوار السياسي من فائض القول، واصبح كلام النفاق والمزايدة لحناً نشازاً في آذان من هم أكثر نفاقا ومزايدة من الاعلام الممول من الجهات المشبوهة المستفيدة بدرجة أولى من انشغاله وتكريسه المهول لموضة الشارع العربي الراهنة.
وعليه يثبت الرجال رجولتهم في وقوفهم إلى جانب الرجال المخلصين لله وللوطن والثورة والوحدة ليس شعاراً باهتاً ولكن حقيقة حية في الضمير والوجدان قبل اللسان.
ومن لا يريد الخير والأمن والاستقرار للوطن ووحدته وأمنه واستقراره لا مكان له في أي شبر من الوطن ولا يستحق سوى مزبلة التاريخ، التاريخ الذي لا يرحم.. التاريخ الذي سينصف المظلومين اعلاميا ولو بعد حين.
فمن المعيب في حق اليمني الاصيل ان يدفن رأسه في الرمال ويرقص مع الموجة على أي لحن جميل أخاذ للعقول، فما البال ان تكون النوتة مشبوهة وملغومة بالويل والثبور، يؤديه موسيقار عاطفي بالايقاع مخدوع بالكلمات والمضامين المتقاطعة مع بعض الحقائق وليس اغلبها.
فيا شباب، يا مثقف، يا عامل، يا كادح، يا واعظ، يا حزبي، يا سياسي .. بالله عليكم اقنعوني واقنعوا الآلاف غيري من الشباب، وهل الحل للمشكلة اليمنية في الفراغ السياسي والامني واللا دولة؟ وهل ان الحكمة تقتضي درء المفاسد قبل جلب المصالح أم في استدعاء العاصفة اللا خلاقة؟
تلك قاعدة من قواعد الفقه الإسلامي آمنا بها بحق ونحتاج لها كمحكَّم وهاد إلى سواء السبيل في هذه المرحلة الحساسة الأكبر من كل حساباتنا السياسية والحزبية المحلية وحتى المالية والمصرفية.
يا ليتنا نحرص ونهتم بالقواعد الإسلامية وبالقواعد العسكرية والبرية والبحرية للقوى الدولية في المنطقة كتحمسنا للشعارات الملغومة والأجندات المبشوهة!! لكن للأسف كل الأسف من يقرأ الشعارات المقلدة والمبسترة غير الصالحة للاستهلاك المحلي يكتشف كم نحن تبعيون، مستلبون العقيدة والفكر والرأي والتوجه والإعلام، وكأننا أعجز من أن نقول رأينا ونصرخ بصوتنا ونقف في وجه فسادنا إلا بالاستعانة بالنار لإسقاط الرميض وهو مثال مجازي ربما يفهمه أصحاب الثورات المجازية غير البليغة للأسف لتكرار مفرداتها وآنية صداها، وهذا الكلام رأي قابل للنقاش وسيكتب نتيجته النهائية التاريخ.
اغفرلي يا الله إن زلت لساني، وساء ظني بالشعب اليمني، شعب الإيمان والحكمة.. الله الله باليمن، هذا اليمن الذي لن يتملكه أحد كائناً من كان.
أسأل الله أن يحفظ اليمن من تغيير تدميري لا يأبه في الواقع والتحديات واستثناء المتغيرات:
إذا كان ترك «الأوطان» يعني تقدما
فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي