بذاءآت الفتنة
الجمعة, 04-مارس-2011
عباس الديلمي -

ألا يكفي هذا الوطن ما يحمله من أوجاع وجراح أثخنته منذ امتدت إليه قرون الشيطان بالتطرف والتعصب والنعرات؟!
ماذا يريدون لهذا الوطن، والى أين سيذهبون به؟!!
اسئلة كثيرة مكثت اطرحها على نفسي وعلى من حولي وأنا أشاهد قناة فضائية جديدة.. اسماها او وسمها اصحابها بما يدل على أنها يمنية.. بل أول قناة يمنية متخصصة في الغناء ولا غيره. لم تستفزني تلك القناة بأغانيها الباهتة في جودة تسجيلها وتكرارها الممل وحسب ولكنها اثارت تقززي واشمئزازي بشريطها الاخباري الخبيث، وهذا اقل ما يمكن ان يوصف به نظراً لما يحتويه من بذاءات وسباب وقذف بمفردات منحطة وبائسة.
سباب ينهش في الأعراض بصورة تدعو الى تطبيق عقوبة القذف والتشهير على من تصدر منه.. وتقضي بمحاكمته لإساءته الى أهل اليمن وأخلاقهم وقيمهم النبيلة وأعرافهم الحميدة عبر التاريخ، وهذا ما يجعلني اعتذر لكل مواطن عربي وكل من يتحدث العربية قائلاً: المعذرة فهذه ليست اخلاقنا ولا عاداتنا المتوارثة من اجدادنا، ولا ما تعلمناه من ديننا الإسلامي التي يبدو ان القائم على تلك القناة لم يدخله اوليس من ابنائه ولا اجحف في القول اذا ما قلت انه ليس يمنياً.. بل عدو لليمن من سلطته الى معارضته الى قيمه واخلاقه الى امنه واستقراره ومستقبل ابنائه..الخ.. وذلك لما تبثه من سباب وقذف وبذاءآت هدفها زرع الاحقاد وتعميق الضغائن وفتح الجراح وسد اى طريق بل تدمير اي طريق نحو التفاهم والحوار والالتقاء حول مصلحة وطنه، والدفع نحو الانتقام والثأرات.. اذ لا يوجد شيء على وجه الارض يستفز الانسان- في اي مكان كان- كالمساس بدينه او عرضه او مذهبه وشرفه.انها قناة سيئة بكل المقاييس والأسوأ منها من يسكت عن استمرارها في تلك البذاءآت لأنها لا تهدف الا أن يغطي سماء اليمن دخان العنف ودماء الاقتتال ومديد العبث والفوضى الى وطن عريق بإخلاقه وحضارته اذا ما اختلف ابناؤه حول أمر ما اختلفوا باخلاق الفرسان وخصومة العقلاء.. لماذا تظهر او تطل بقرونها تلك القناة في هذا الوقت والظرف بالذات ولماذا نجد امامنا قناة فضائية تحمل تسمية يمنية تنفث بكل تلك الشحنات الاستفزازية، في الوقت الذي يظهر علينا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كل يوم بدعوة للحوار والتهدئة والبحث عن الحلول والمخارج..الخ.
ان أمر تلك القناة لعجيب جداً وكأنها تريد ان تقطع كل خيط للتواصل والتقارب والحوار.. وصب المزيد من الزيت على النار، اكتفي بهذا داعياً القناة إياها أن تمنع البذاءآت والسباب المنحدرة ألفاظه، وان تلتزم بتخصصها الفضائي.. وان يكون لها شريطها المتوافق مع تخصصها اسوة ببقية القنوات الغنائية الأخرى.. هذا من باب نصحي للقائمين عليها الذين لا يثنيني عن نقدهم ونصحهم ان ينالني شيء من تلك البذاءآت إن لم يعجبها هذا النقد وأنا على علم اني لست أبعد ممن طالتهم اساءاتها الممقوته وكم اتمنى على كل وسيلة إعلامية خاصة اليمانية منها ان تتقي الله في اليمن واهله.. ولاننسى ان الحرب بالعودين.. تذكى وان أولها كلام وادعو الله سبحانه ألا ينشر هذا العمود إلا وقد اوقفت تلك البذاءآت.
 



* نقلاً عن صحيفة 26 سبتمبر