تأملات ..العودة إلى الحوار!!
السبت, 29-يناير-2011
محمد العريقي -

يقولون أن السلطة والمعارضة تمثلان وجهي النظام السياسي في مجتمع ديمقراطي، ولذلك فإن أي خطاب عقلاني مستنير يجب أن يوجه لأطراف اللعبة السياسية "سلطة ومعارضة" ولاشك أن مفردات أي خطاب من هذا النوع سوف تركز على الدعوة للهدوء وعدم التصعيد والعودة إلى لغة الحوار والنقاش الجاد حتى وإن كان حاداً أو ساخناً لكن يظل تحت سقف المؤسسات الدستورية.
فالخلاف والاختلاف في اليمن لم يصل بعد إلى مرحلة الاستعانة بالشارع وإن كانت المظاهرات حق كفله الدستور والقانون وحرية الرأي والتعبير غير أن زج الناس إلى الشارع يعني أن النخبة السياسية فقدت الحكمة وفشلت في إدارة خلافاتها في الأطر المتاحة لها فتسهل بذلك اهتزاز الثقة لدى المواطن بالسلطة والمعارضة وكل المكونات الفاعلة.
إذا كان هناك من يحرص على حقوق ومطالب الشارع عليه أن يدافع عنها ويتمسك بها أثناء الحوارات والاتفاقات وأن يعي أن جوهر مطالب الشارع الحقيقية هو ضمان الأمن والاستقرار والتخفيف من معاناته الاقتصادية والبحث عن حلول لمشاكل الشباب وبالذات البطالة التي تتفاقم يوماً بعد يوم ومكافحة الفساد وضبط المفسدين وإصلاح نظام المشاركة السياسية، كل هذه أمور تحل بالنية الصادقة والمسؤولية الوطنية وبالآليات والإجراءات العملية والعلمية ولا شك أن آليات التغيير والتجديد مطلوبة ولا خوف من ذلك ولكن تغيير للأفضل وليس مسايرة وتقليداً لما يحدث في أماكن أخرى.
من حق المعارضة أن تسعى للوصول إلى السلطة لكن بالتداول السلمي وبتبنيها قضايا الناس وهموم المجتمع وهي كثيرة ومتعددة، فالإلمام بهذه الهموم وطرح الحلول المناسبة لها بالبرامج والخطط سيجعلها أكثر مصداقية وقريبة إلى قناعة المواطن بها.
أجزم أن الكثير من قيادات الأحزاب ليس لديها الإحصائيات والبيانات والمعلومات التي تبين حقيقة المشاكل والصعوبات والاختلالات في القضايا التي تهم المواطن في القطاعات المختلفة وبالذات في مجالات الصحة والتعليم والمياه والقضاء والأمن وغير ذلك من القطاعات الأخرى، علينا جميعاً أن نسلم بواقعنا ولا نقفز على هذا الواقع ونناقش أمورنا بروح مسؤولة وبدون تشنجات أو تمترس حتى وإن كانت هناك تنازلات لصالح الوطن.
نحن أمام معطيات ومشاهد خطيرة تعصف بمنطقتنا العربية، علينا أن نتعلم ونتعظ ولا داعٍ للمكابرة ولا داعٍ للغرور وركب الموجة.. فالدخول في الفوضى سيكون مكلفاً.
الحكمة مطلوبة في هذا الوقت وصوت العقلاء لابد أن يرتفع لتجميع شتات الأفكار المبعثرة والعقلاء.. فحان الوقت أن تبرز المنتديات والنقاشات الجادة.. وعلى السلطة والمعارضة أن تسمعا وتحتكما لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.


*. نقلاً عن صحيفة الثورة