العرب وتركيا..والجدران الوهمية
الأحد, 09-يناير-2011
عبود الصوفي - تبذل أنقرة مساعي حثيثة لإزالة الجدران الوهمية بين الأتراك والعرب والعمل على بناء أرضية متينة لإقامة جسور جديدة للتواصل الحضاري والتعاون الاستراتيجي في أكثر من مجال وترفض أن تكون مجرد جسر بين الشرق والغرب . فتحسين علاقاتها مع العرب كان من أولويات السياسة الخارجية لأنقرة وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بعد وصوله إلى سدة الحكم :" سنقابل كل خطوة عربية باتجاه تركيا بعشرة خطوات". لذا تسعى أنقرة دائما على تغليب الاقتصاد على السياسة لتصل إلى تكامل اقتصادي مع الدول العربية من منطلق مصلحي -أي- تبادل المصالح والمنافع وتحقيق مستوى أفضل من المعيشة للطرفين. وقد شهدت العلاقات الاقتصادية بين تركيا والعالم العربي عامة واليمن خاصة تطورا ملحوظا وهو ثمرة للزيارات المتبادلة للمسؤولين والتي كانت دائما تتوج بتوقيع اتفاقيات جديدة تؤدي إلى مزيد من التقارب والثقة بين الطرفين. فالتوافق العربي التركي – كما يراه كثير من المفكرين – يظل في حدود الممكن خصوصا أن الطريق أمامه ممهدة ولا تعترضها العقبات الموضوعة في الطريق إلى طهران. غير أن المتابع للعلاقات العربية التركية سيلمس فتور لدى العرب لا مبرر له تجاه أنقرة،في حين نلمس كثير من الحماس لدى الأتراك للتوجه نحو العرب مفضلين ذلك عن الاتجاه نحو الغرب . فتركية ترى أن السوق العربي سيكون مهما لها في المستقبل للاقتصاد التركي وأن وجودها في تكتل مع العالم العربي سيجعلها تلعب دورا حيويا في الملفات المطروحة وعامل استقرار في المنطقة . لكن على أنقرة أن لا تصاب باليأس إذا لم يتحقق ما تصبو إليه في السنوات القليلة القادمة فالتكامل الاقتصادي المنشود لن يأتي بالحس السياسي المنغلق على ذاته ومصالحه الشخصية الضيقة الذي يسيطر على عقلية كثير من الأنظمة العربية الحالية. كما أنه يقع على عائق أنقرة المزيد من الزيارات المتبادلة وإقامة المعارض التجارية لتعريف بالمنتج التركي وإقامة المزيد من الندوات الثقافية والتبادل السياحي.والرهان على الشعوب العربية لا على بعض الأنظمة الحالية التي تفتقد إلى قدرة تلمس الأخطار التي تواجه الشعوب العربية أو أنها تلمس هذه الأخطار ولا تمتلك الوسيلة إلى العلاج. فهذه الأنظمة التي تفتقد روح الإرادة والطموح وتشكك بقدراتها على الفعل والمشاركة الايجابية في صنع الأحداث وتجاوز المحن والأزمات ، تجاوب التحدي بمزيد من التردي.