الفن في خليجي اليمن
الأحد, 05-ديسمبر-2010
عابد هاشم -

كان للفن والثقافة نفس القدر من الحضور والتميز والإبهار الذي حققته اليمن بكل اقتدار وتمكن لمختلف فعاليات خليجي 20 ، حيث وفقت اليمن في تقديم أقوى البراهين على كسب الكثير من الرهانات والتحديات التي ترجمت على أرض الواقع ليس بإنجاح هذه النسخة من البطولة فحسب بل وبإكسابها أكثر من تفوق وتفرد غير مسبوق في الكثير من الفعاليات فيما سبق من هذه البطولة.

** وفيما يخص هذه المساحة ما يستحق الإشارة والإشادة بداية بما تميزت به فقرات وعروض الحفل الفني الثقافي الافتتاحي للبطولة من شمولية ما حكته ووفقت في محاكاته من المحاور التي تخللها التراث والموروث والتاريخ والحضارات بين الماضي والحاضر مرورا بما شهدته اليمن من أحداث ونقلات ووصولا لمرحلة الوحدة اليمنية وما حققته وتحققه من تقدم وازدهار على كل المستويات وفي مختلف المجالات.

وقد عززت العروض الميدانية التعبيرية في كل لوحات ومحاور المهرجان بما يجسد كل لوحة من الشواهد التوثيقية التي تم عرضها، إلى جانب فنون توظيف التقنية بتميز في بعض الفقرات التي استوجبت التعبير بهذا الأسلوب المهاري التقني ومدى ما وصل له أبناء اليمن في هذا المجال وعلومه واستخداماته، فكانت محصلة الفقرات التي قدمت شواهدها تقنيا تعني في الوقت ذاته شاهدا على جزء لا يتجزأ مما أضحى يتحقق من تقدم في هذا المجال، وكانت مجمل الفقرات التي عززت تقنيا بمهارة وإبداع فنا يضاف لروعة وبهاء وفنون العروض الميدانية التي شارك في تقديمها 15 ألفا من أبناء اليمن من الجنسين وجهود رئيس اللجنة المنظمة للحفل الدكتور حمود الشيباني.

** أما الأوبريت الغنائي الذي صاحبته كل جماليات تلك العروض بفنونها ومحاورها ومضامينها «فمن المؤكد» بأنه كان بمستوى روعة من صاغ نصه البديع ومن عنوانه

بـ «عرش بلقيس»، ولا غرابة في ذلك من شاعر كبير ومخضرم هو عباس الدليمي، ولاسيما حين يسند تلحينه لقامة فنية تتمثل في الدكتور عبدالرب إدريس.

ففي ذلك كل الرهان على التميز، وباستعراض أسماء المؤدين لا يمكن لكل من له سابق معرفة بما يميزهم من جودة وتجانس وحضور وما يتفرد به بعضهم من خبرة وخامة صوتية خاصة كالفنان كرامة مرسال وعبدالرب إدريس وعلي بن محمد، وما غيب الجزم بتميز أداء الأوبريت من عدمه يقع على كاهل المعني بهندسة الصوت. فكل من تابع ذلك الحفل والكرنفال الافتتاحي البهيج وكل فقراته وعروضه تأسى لعدم مواكبة وضوح الصوت لبهاء الصورة، والغريب أن يتواصل ذلك الخلل طوال كل فقرات حفل الافتتاح دون معالجة، ومن حق مهرجان بذلك الإبهار أن تعاد معالجة الصوت ويعاد عرضه.. والله من وراء القصد.


تأمل:

وعاد الزمان وعادت عدن

لمن.. لمن.. لأجل اليمن.

* صحيفة عكاظ