وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات الطلب العالمي على النفط
الأربعاء, 27-أكتوبر-2010
د. نعمت أبو الصوف -

التقرير الشهري الحالي لوكالة الطاقة الدولية IEA اعتمد التحديث الأخير لصندوق النقد الدولي IMF بخصوص توقعات الاقتصاد العالمي لعامي 2010 و2011. حيث تشير التوقعات الأخيرة لصندوق النقد الدولي إلى أن الاقتصاد العالمي من المتوقع أن ينمو بنحو 4.8 في المائة في هذا العام، بزيادة طفيفة على توقعاتها في تموز (يوليو)، لكن التقرير في الوقت نفسه خفض من توقعات النمو الاقتصادي العالمي لعام 2011 إلى 4.2 في المائة.

لقد لاحظ التقرير أن معظم التنقيح التصاعدي كان في البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية، في حين أن التعديلات النزولية تتعلق إلى حد كبير ببلدان منظمة التعاون والتنمية. لكن التوقعات التوافقية لعدد من المحللين تشير إلى أن معدل النمو الاقتصادي العالمي لعام 2011 أقرب إلى 3 في المائة من 4 في المائة. تقديرات صندوق النقد الدولي لنمو الاقتصاد العالمي قللت إلى حد كبير من توقعات بلدان منظمة التعاون والتنمية، في حين رفعت من توقعات البلدان غير الأعضاء.

في تقريرها الشهري الأخير عن أسواق النفط، قللت وكالة الطاقة الدولية من مخاوفها السابقة بخصوص متانة الاقتصاد العالمي، ورفعت بصورة كبيرة من تقديراتها للطلب العالمي على النفط لهذا العام والعام المقبل.

وتتوقع الوكالة الآن أن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى 86.9 مليون برميل يوميا في عام 2010، وإلى 88.2 مليون برميل يوميا في عام 2011. هذا يمثل نحو 0.3 مليون برميل يوميا زيادة في كل سنة على توقعاتها السابقة. الأرقام المنقحة تشير إلى أن الطلب العالمي على النفط سينمو بنحو 2.2 و1.2 مليون برميل في اليوم في عام 2010 و2011 على التوالي مقارنة بـ 1.1 و1.0 مليون برميل يوميا حسب التقرير الشهري لمنظمة أوبك. لكن، عندما اعتمدت وكالة الطاقة الدولية التوقعات التوافقية الواطئة للناتج المحلي الإجمالي العالمي لعام 2011 في حساباتها، كانت توقعات الطلب العالمي على النفط لعام 2011 أقرب إلى 87 مليون برميل يوما منها إلى 88.2 مليون برميل يوميا.

تشير توقعات الوكالة إلى أن معظم النمو في الطلب خلال عامي 2010 و2011، سيأتي من البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية، حيث تتوقع أن ينمو الطلب فيها بنحو 1.8 مليون برميل يوميا في عام 2010، و1.5 مليون برميل يوميا في عام 2011. في المقابل، من المتوقع أن ينمو الطلب في بلدان منظمة التعاون والتنمية بنحو 0.31 مليون برميل يوميا هذا العام، ويتراجع بنحو 0.29 مليون برميل يوميا في 2011.

تعزي وكالة الطاقة الدولية السبب الرئيس وراء زيادة توقعاتها للطلب العالمي على النفط في عام 2010، إلى ارتفاع الطلب في الربع الثالث أكثر مما كان متوقعا سابقا، وخاصة في دول منظمة التعاون الاقتصادي. حيث إنه استنادا إلى بيانات الطلب على النفط لشهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) زادت الوكالة من توقعاتها للطلب العالمي على النفط للربع الثالث بنحو 0.8 مليون برميل يوميا، نحو 0.6 مليون برميل يوميا منها في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ذلك أن الانتعاش الاقتصادي يميل دائما إلى تشجيع مؤقت على زيادة الطلب، مع ذلك، لا تزال دول منظمة التعاون والتنمية تستهلك أقل بكثير من مستويات استهلاكها في أوائل عام 2008.

في الوقت نفسه حذرت وكالة الطاقة الدولية من المبالغة في هذا التنقيح التصاعدي على نمو الطلب العالمي على النفط في المستقبل. حيث تشير إلى أن جزءا كبيرا من زيادة الطلب على النفط في الربع الثالث من عام 2010 يستند إلى حد كبير على ارتفاع الطلب في المحيط الهادئ بصورة استثنائية لأسباب متعلقة بالطقس، ما أدى إلى زيادة استخدام الوقود، ويستند أيضا على البيانات الأمريكية الأسبوعية الأولية التي تشير إلى زيادة الطلب، على الرغم من استمرار ضعف المؤشرات الاقتصادية.

ارتفاع أسعار النفط الخام في الأسابيع الأخيرة وكسرها حاجز 80 دولارا للبرميل، لم يكن سببا في مراجعة وكالة الطاقة الدولية الطلب العالمي على النفط، على حد قول التقرير، على الرغم من أن هناك بعض التوقعات تشير إلى احتمالية وصول سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل بحلول العام القادم. وتشير الوكالة إلى أن أساسيات السوق الجيدة يمكن أن تستمر بشكل جيد في عام 2011.

على الجانب الآخر من المعادلة، يشير تقرير الوكالة الدولية للطاقة إلى أن المعروض العالمي من النفط في أيلول (سبتمبر) كان 86.9 مليون برميل يوميا، أي نحو 150 ألف برميل في اليوم أقل من الشهر السابق، لكن أكثر في الوقت نفسه من العام الماضي بنحو 1.5 مليون برميل يوميا. تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تنمو الإمدادات النفطية من المنتجين من خارج منظمة أوبك بنحو 0.91 مليون برميل يوميا في عام 2010، لتصل إلى نحو 52.6 مليون برميل يوميا، أي دون تغيير عن تقرير الوكالة السابق، لكن الوكالة تتوقع حاليا أن يصل إنتاج الدول من خارج ''أوبك'' إلى نحو 53.1 مليون برميل يوميا في عام 2011، أي نحو 200 ألف برميل في اليوم أكثر مما كان مقدرا في تقريرها السابق. تجدر الإشارة هنا إلى أن تقديرات الوكالة الدولية للطاقة، وتقديرات التقرير الشهري لمنظمة أوبك بخصوص نمو الإمدادات النفطية متقاربة، ما يعكس حالة من الاستقرار في مجال العرض.

أما بخصوص توقعات الوكالة لإنتاج سوائل الغاز الطبيعي في دول منظمة أوبك هو ثابت عند 5.2 مليون برميل يوميا في عام 2010، بزيادة بنحو 0.5 مليون برميل يوميا مقارنة بالعام السابق، و5.8 مليون برميل يوميا لعام 2011.

نتيجة لهذه التغييرات في توقعات الوكالة الدولية للطاقة في الطلب العالمي على النفط، وفي الإمدادات العالمي، فإن الطلب على نفط منظمة أوبك، والتغيير في المخزون قد ارتفع بنحو 400 ألف برميل يوميا، إلى نحو 29.2 مليون برميل في اليوم في عام 2010، وبنحو 100 ألف برميل يوميا إلى 29.3 مليون برميل في اليوم في العام القادم. في أيلول (سبتمبر) الماضي، كان إنتاج دول منظمة أوبك من النفط الخام يقدر بنحو 29.3 مليون برميل يوميا، أي بنحو 40 ألف برميل يوميا أعلى من مستويات آب (أغسطس)، في حين أن امتثال دول منظمة أوبك المشمولة بحصص الإنتاج مقارنة بـ كانون الثاني (يناير) 2009 قد تراجع قليلا إلى 54 في المائة، حسب تقرير الوكالة.

بيانات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى أن مخزون النفط التجاري لدول منظمة التعاون والتنمية ارتفع بمقدار 15.8 مليون برميل إلى 2.79 مليار برميل في نهاية آب (أغسطس) مقارنة بـ تموز (يوليو)، وهو ثاني أعلى مستوى له منذ أن بدأت الوكالة تقديم إحصاءات شهرية عن النفط في عام 1984. في حين بلغ مستوى تغطية المخزون للطلب على النفط في دول منظمة التعاون والتنمية نحو 61.1 يوم في آب (أغسطس) مقارنة بـ 60.5 يوم في تموز (يوليو)، لكن البيانات الأولية لشهر أيلول (سبتمبر) تشير إلى وجود انخفاض حاد في المخزون النفطي لدول المنظمة يقدر بنحو 31.7 مليون برميل، في حين أن النفط في الخزانات العائمة ارتفع بصورة طفيفة.

*نقلا عن صحيفة الاقتصادية السعودية.