مسيرة الثورة .. وعهد الوفاء..
الأحد, 10-أكتوبر-2010
علي الثلايا - والوطن اليوم أرضاً وإنساناً، يحتفل بالذكرى الـ48 للثورة اليمنية المباركة، ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، فإنه لابد علينا جميعاً أن ندرك، أنه آن أوان الخطاب السياسي أن يتغير.. وآن الأوان أن نصدق في ترجمة الوفاء للثورة وأهدافها وشهدائها الأبرار بإنجاز مثمر وبعمل جاد وبجهد مثابر.. آن الأوان لأن نكون بالثورة ومعها وعلى دربها، على وعد صادق وموعدة لا نخلفها مع كل جديد فيه الخير والتقدم والنماء والسؤدد.. كون الثورة قدراً ومصيراً .. ديدناً دائماً .. عطاءً متواصلاً .. استمراراً وشمولاً ، وليست نوماً في أحضان نصر تحقق أو مجد سلف.. وليست إتكاءً على عكاز ماض غابر، وليست إجتراراً لأمجاد الأيام الخوالي.. ولكنها- أي الثورة – تعد عملاً دائباً، وتحفيراً متجدداً لإنجاز نجاحات وإنتصارات مستمرة تقد في مجملها إلى إنجاز ماهو أعظم تأثيراً، وأشمل عطاءً وأكثر حضوراً وأوضح تُبياناً على أرضية الواقع المعيش الملموس.. وتعد الثورة أيضاً ردماً للفجوات وإجتيازاً للعوائق ورأباً للتصدعات وإحداثاً للتنمية الشاملة المستدامة.. التنمية المرجوة والمبتغاة والمنشودة.. بيد أن هذه التنمية التي نتطلع إليها جميعاً ليست شعارات ترفع ولا وعوداً تقطع ولا مؤتمرات تعقد ولا ندوات تنظيرية ولا كتب تطبع... ولكنها جهد دؤوب وعمل صادق تتبلور من خلالها وعبره عملية السعي المخلص لتنمية الثروة الوطنية وتسخيرها لخدمة الشعب لكل الشعب، بمختلف شرائحه وفئاته وأفراده،.. ومن خلاله تنال الإمكانات المتاحة تطورها.. وعبره يتم إبراز كل العطاءات الكامنة.وبالعمل الصادق وحده يتحدد السبيل إلى بلورة أهداف ومضامين الديمقراطية الحقيقية التي تربط كلاً من النظرية بالتطبيق والشعارات بالتنفيذ، والوعود بالإيفاء، والبرامج بالتحقيق ، والسلطة بصناديق الإقتراع، والحرية السياسية بالحرية الإجتماعية، والوطن بالشعب . وبذات الأهمية التي تتطلبها عملية إحداث حراك تنموي شامل في مختلف المجالات فإنه ينبغي الإشارة في هذه الأثناء إلى أن إفرازات التعددية السياسية والحزبية التي تشهدها الساحة الوطنية لم تدلل حتى الآن على شيء فيه من التحول الإيجابي ما يفيد الوطن والمواطنين ولعل ما نخشاه هو أن تتواصل ممارسة التعددية الحزبية كشكل متخلف ليس فيه من الجديد سوى مجاراة العصر ولونه ونظامه الجديد بشعار مبرأ من الفعل الجدي والعمل الإيجابي ووعي ممارسته... وبالتالي فليس غريباً أن توجد قوى حزبية ترفع مصالحها الأنانية الضيقة الفئوية فوق مستوى مصلحة الوطن العليا.. بل أنها أيضاً تتعمد الإساءة إلى الوطن والشعب جهاراً نهاراً وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وتعمدو هي بكامل وعيها ومع سبق الإصرار والترصد ووفقاً لبرنامجها المرسوم سلفاً بدقة إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة النعرات التي عفا عليها الزمن ، وإلى زرع الضغائن والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد وتسعى جاهدة لتكون عائقاً يحول دون دوران العجلة التنموية الشاملة إلى الأمام.. كما أن هذه القوى المعادية للوطن، لم تدخر جهداً في سبيل إعاقة التجربة الديمقراطية والتعبئة الوطنية لجماهير الشعب وإشراكها في مسؤوليات بناء وطن الثاني والعشرين من مايو وبناء اليمن الحديث، يمن المؤسسات والنظام والقانون.. إن الثورة اليمنية اليوم وقد حققت وجذرت للوحدة المباركة نصرها العظيم، لاشك أنها تواجه عدداً من التحديات الصعبة الماثلة، وتخوض عدداً من المعارك السياسية والإقتصادية والفكرية، وتجابه أعتى وأقسى المراحل التي يتحدد غمارها في ميدان التنمية الشاملة.. وعبر هذا الميدان ومن خلاله لابد للثورة أن تشكل وعداً للصياغة الحضارية الحقة للمجتمع اليمني الجديد وأن تستخلص لهذا المجتمع علاقات إجتماعية تتأسس بها قيم أخلاقية جديدة.. وأن تتصف هذه العلاقات بمبادئ المساواة والعدل والإنصاف وإزالة الفوارق تمثلاً وإستجابة لآمال وتطلعات الشعب والتي عبرت عنه أهداف الثورة اليمنية التي نحتفل اليوم بعيدها الثامن والأربعين.
|