كلمة رئيس الجمهورية بالقمة العربية الاستثنائية بمدينة سرت الليبية
الأحد, 10-أكتوبر-2010
الميثاق إنفو -
ألقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كلمة مهمة في القمة العربية الاستثنائية التي بدأت أعمالها بعد ظهر أمس في مدينة سرت الليبية.
وأكد فخامة الأخ الرئيس في كلمته الأهمية التي تكتسبها هذه القمة الاستثنائية نظرا لأهمية الموضوعات التي تناقشها وفي مقدمتها موضوع تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته, ما جعل آمال جماهير الأمة العربية معقودة عليها للخروج بنتائج وقرارات تترجم التطلعات المنشودة وبما يكفل الانتقال بالعمل العربي المشترك إلى آفاق أكثر تقدماً تواكب تطورات العصر والتكتلات والاتحادات الإقليمية والدولية وتخدم الأمن القومي العربي وتعزز من قدرة الأمة على مجابهة التحديات والمخاطر المحدقة بها على أكثر من صعيد .
وقال :” لقد قدمت اليمن مبادرة لتفعيل العمل العربي المشترك وتوحيد الصف العربي من خلال إنشاء اتحاد للدول العربية, وإذا كانت هذه المبادرة ستخلق انشقاقا في الصف العربي فليس لدينا مانع من أن نجمدها أو نؤجلها, فالمهم أننا نطور العمل العربي المشترك وما نتفق عليه نسير فيه وما لم نتفق بشأنه نتحاور حوله حتى نتوصل إلى أتفاق عليه في الفترة القادمة” .
وأضاف :” القضية أن التسمية ليست الأساس وإنما الأساس هو تفعيل العمل العربي المشترك و تطوير منظومته وآليات عمله حتى وأن تم الإبقاء على الجامعة العربية وتفعيل الكثير من هياكلها وفي مقدمتها مجلس الدفاع العربي المشترك والمجلس الاقتصادي وبما يخدم الأهداف القومية”.
وتوجه فخامة الأخ الرئيس بالشكر والتقدير لأخيه العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية - رئيس القمة العربية الحالية على مواقفه القومية ودعمه لمسيرة الوحدة العربية وكذا على الجهود التي بذلها خلال الفترة الماضية سواء في إنجاح أعمال القمة العربية الاعتيادية في دورتها الـ (الثانية والعشرين) أو اجتماع القمة العربية الخماسية التي احتضنتها مدينة طرابلس ومتابعة القرارات الصادرة عن القمتين, فضلا عن التحضيرات الخاصة بانعقاد هذه القمة الاستثنائية. . مشيرا الى انه قائد وحدوي ومخلص لأمته.
وتطرق فخامته إلى تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية والعقبات التي تضعها الحكومة الإسرائيلية لعرقلة مسيرة السلام العادل والشامل في المنطقة .
وقال :” إن حكومة نتنياهو لا ترغب بالسلام ولن يتحقق سلام في ظل حكومة يرأسها نتنياهو, وليس أمام الفلسطينيين سوى طريق النضال لاسترداد حقوقهم المشروعة, فالحق المغتصب لايمكن أن يستعاد إلا بما أخذ به”.
وشدد فخامة الأخ الرئيس على أهمية تعزيز الدعم العربي للشعب الفلسطيني ونضاله المشروع وقضيته العادلة وكذا دعم السلطة الوطنية الفلسطينية بما يمكنها من مواجهة الصلف الصهيوني ومخططاته الاستيطانية التوسعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. مطالبا في الوقت ذاته الدول العربية بالإيفاء بالتزاماتها تجاه الأشقاء الفلسطينيين عبر صندوق القدس .
ودعا فخامته الجميع إلى دعم السودان الشقيق ليحافظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه .
وقال :” يجب أن نرفض أي محاولات تؤدي إلى انفصال جنوب السودان وخاصة أن هناك تآمراً على السودان وثروته ووحدته” ..مطالبا بالوقوف الى جانب السودان من أجل تأجيل الاستفتاء حتى تتوفر الظروف المواتية لإجراء الاستفتاء بطريقة سليمة وديمقراطية ومن دون تأثيرات خارجية وبما يجنب السودان أية صراعات قد تحدث نتيجة هذا الاستفتاء في الوقت الراهن”.
وبشأن الصومال .. شدد فخامة الأخ الرئيس على ضرورة دعم الصومال وحكومته الانتقالية بما يمكنها من السيطرة على الأوضاع الأمنية ومكافحة الإرهاب والقرصنة ومواصلة جهودها لإحلال الأمن والاستقرار والسلام في هذا البلد الشقيق وإعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية .. منبها في الوقت ذاته من أن بقاء هذا البلد منفردا يواجه التحديات والمخاطر المحدقة به دون دعم عربي ودولي سيجعله فريسة لقوى التطرف والإرهاب ويشكل بؤرة خطيرة لتنامي الإرهاب والقرصنة الأمر الذي سينعكس بآثار سلبية ومخاطر جسيمة تهدد الأمن والاستقرار ليس في منطقة القرن الأفريقي فحسب وإنما في المنطقة العربية والعالم بشكل عام .
وطالب فخامة الأخ الرئيس القمة بإقرار تخصيص دعم شهري للصومال بما لا يقل عن عشرة ملايين دولار شهريا, لما من شأنه تعزيز قدرة الحكومة الصومالية على مواجهة التحديات الراهنة وفرض سيطرتها الأمنية على كافة الأراضي الصومالية ومكافحة الارهاب والقرصنة .
واستعرض فخامته الأعباء الاقتصادية والأمنية الكبيرة التي تتحملها اليمن جراء انعكاسات استمرار حالة الإختلالات الأمنية والأوضاع غير المستقرة في الصومال .. موضحا أن استمرار هذه الاختلالات يؤدي إلى زيادة أعداد النازحين من الأراضي الصومالية نحو اليمن التي تحتضن ما يقارب مليون لاجئ صومالي في الوقت الحالي.
وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى المشروع المطروح على جدول أعمال القمة بشأن سياسة الجوار العربي وإقامة رابطة الجوار الإقليمي للدول العربية.
وقال : “ علينا ان ندرك بأنه لا يمكن أن تكون هناك علاقات مع دول جوار تحتل أراضي عربية أو تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة عربية” . . مؤكدا في هذا الخصوص أهمية أن يراعي ذلك مشروع إنشاء الرابطة وبحيث يحظر انضمام أي دولة إليها لا تزال تحتل أراضي عربية أو تتدخل سلباً في شؤون أي من الدول العربية.
وتمنى فخامة الأخ الرئيس في ختام كلمته لهذه القمة العربية الاستثنائية النجاح والتوفيق لما فيه خير الأمة وتلبية تطلعات جماهير الأمة المعقودة عليها .
|