الوحدة اليمنية ..أمل حياة...وقضية مستقبل
الأحد, 03-أكتوبر-2010
وهيب الذيباني -
الوحدة اليمنية المباركة التي تحققت في صبيحة يوم الثاني والعشرين من مايو من عام 1990م قد مثلت بالنسبة للشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه انجازا تاريخيا هاما ونقلة نوعية في العصر الحديث ، وباتت اليوم أنموذجا يحتذي به بين باقي الأوطان ، فقد صارت الوحدة بالنسبة للشعب اليمني هي الخيار والسبيل الوحيد الذي لا يمكن التنازل عنه ولا بديل ولا غنى عنه مهما كانت الظروف .

فقد تيقن اليمنيون منذ أبان الاحتلال البريطاني والحكم الأمامي الكهنوتي ، وحتى انطلاق الثورتين اليمنية سبتمبر وأكتوبر التي وضعوا أعظم أهدافها هو تحقيق الوحدة اليمنية ، وحتى انتصرت تلك الثورتين بفضل الإرادة والعزيمة التي يحذوهاء الأمل لدى المناضلون الذين استمروا في النضال لعقود من الزمن من اجل تحقيقه وكان كل إدراكهم من خلال ماضي التفرقة والتشطير والانقسام انه يستحيل على الوطن اليمني أن ينعم ويتطور وينهض بدون تحقيق هذا الهدف الذي مثل لهم خلال الماضي حلما حتى تحقق وصار في الحاضر أعظم منجز تحقق لليمن من الصعب الاستغناء عنه .

نعم لقد ضلت الوحدة اليمنية خلال فترة التشطير حلما ينشده ويردد به كل اليمنيين طلابا ومعلمون ، جنودا وقادة ، في الريف وفي الحضر ، وظل أملا يتطلع أليه الصغير والكبير ، امرأة ورجل ، ولم يتحقق هذا الهدف النبيل إلا بفضل تضحيات ونضال أبناء شعبنا خلال الثورتين اليمنية سبتمبر وأكتوبر وأصبح الهدف اليوم واقعا ، وصار الحلم حقيقة والتئم شمل الأسرة اليمنية التي عانت ويلات التشطير واستطاعت الوحدة أن تخرج اليمن أرضا وإنسانا من مرحلة الشتات إلى دائرة البناء والنهوض ، من بؤرة اليأس والانقسام إلى رحاب الأمل لغد مشرق والاقتدار ، إلى قمة العطاء والتقدم والازدهار.

وبعد أن تحقق هذا المنجز العظيم وصار فخرا ومكسبا عظيما نعتز به ، وزرع بوادر الأمل لدى الشعب العربي بأكمله نحو تحقيق حلم الأمة العربية والإسلامية وهو حلم تحقيق الوحدة العربية الشاملة لقد تم إيقاظ هذا الحلم من جديد ، فقد جاءت الوحدة لتجسد إرادة الشعب ولتؤكد أن ازدهار الحاضر أساس بناء المستقبل وان الماضي قد ولا وراح بلا رجعة وان أبناء الوطن باتوا اليوم هم من يتحملون المسئولية تجاه وطنهم ووحدته والفتهم المبنية على أساس التسامح والإخاء والحوار والمستقبل المرسوم في أعينهم بالتقدم والرخاء ، وعليهم اليوم أن يسعوا بكل إمكانياتهم وقدراتهم وطاقاتهم لترجمة حبهم وتمسكهم بالوحدة وانتمائهم للوطن بالعمل والإنتاج وتلافي مخاطر تهديد الوحدة المباركة والعمل على تطوير كافة نواحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية حتى نتفادى تلك المخاطر بعيدا عن الاتكاليه والارتجالية والأنانية .